161
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و تمام الحديث: مولِغا لسانَه في النار ما يولِغ الكلبُ لسانَه في القَذَر۱.

و فائدة الحديث: تهديد۲ شاهد الزور، و إعلامُ أنّه يوم القيامة يُؤمَر بإيلاغ لسانه في النار جزاءً بما اكتَسب، و مقابلةً لما احتَقَبَ۳.

و راوي الحديث: عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه۴، عن آبائه، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

۳۷۵./۲۵۶/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: رَحِمَ اللّه‏ُ امْرَأً أَصلَحَ مِن لِسانِهِ.۵

لمّا كانت اللغةُ العربيّةُ مرقاةً إلى جميع العلوم، و كان كتاب اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ منزَّلاً بها، و كان حديث النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مؤلَّفا منها لم يكن للمسلمين بُدٌّ من الشروع فيها، و إذا شرع فيها غير العربيّ الّذي يَتكلّم بالطبع الّذي تَطَبَّعَ عليه فيما بين القوم الّذين لا يَلحَنون، فلا بدّ له۶ من التنوّق فيها و تعلّم النحو ليجنّبه اللحنَ و الخطأ، و يقوِّمَ كلامه، و كأنّه عليه‏السلام قال ذلك لَمّا دَخَلَتِ الأعاجمُ في الإسلام فكانوا يتكلّمون بالعربيّة لا على وجهها، ثمّ كثُرتْ مخالَطَتُهم للأحداث و الصبيان فكانوا يَرتضخون۷ منهم اللحنَ، فأشفَقَ النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عليهم۸ و على لغتهم فقال ذلك.

و كذلك أشفَقَ على اللغة أمير المؤمنين عليه‏السلام فقال لأبي الأسود الدُّؤَليّ: ضَعْ لهم نحوا

1.. «ألف» : القدر .

2.. «ألف» : ـ تهديد .

3.. احتَقَبَ خيرا أو شَرّا : ادّخره . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۲۵ حقب .

4.. «ب» : ـ عن أبيه .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۸ ، ح ۵۸۰ ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۳ ، ص ۳۹۶ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۲۵۱ ؛ تاريخ مدينةدمشق ، ج ۵۳ ، ص ۱۰۳ ؛ و ج ۶۷ ، ص ۱۸۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۱ ، ح ۴۴۲۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۵۲ ، ح ۶۸۹۵ ؛ و ج ۳ ، ص ۵۵۰ ، ح ۷۸۴۷ ؛ و ج ۱۰ ، ص ۲۵۱ ، ح ۲۹۳۴۴ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۴۲۶ ، ح ۱۳۶۸ . الأمالي للطوسي ، ص ۳۹۸ ، ح ۳۵ ؛ السرائر ، ج ۲ ، ص ۱۵۵ ؛ الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۵ .

6.. «ب» : ـ له .

7.. فلانٌ يرتضخ لكنةً عَجَميَّة : إذا نشأمع العجم يسيرا ثمّ صار مع العرب ، فهو يَنزِع إلى العجم في ألفاظ . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۹ رضح .

8.. «ألف» : ـ عليهم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
160

و لا مُعتبرَ بصورة الأفعال مجرّدةً عن تلك الإرادات الموقعة على الوجوه، و أنّه لا بدّ في الأفعال من إخلاصٍ يَرفعها، فهو صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَحثّ على إخلاصِ الفعل و تطهيرهِ من شوب الرياء و السمعة، و قد جاء في الحديث: و المُخلِصون على خطرٍ عظيم.۱ فإذا كان مع الإخلاص على خطر فكيف الحال للمخلِّط؟!

اللّهمّ اغفِرْ لنا و ارحمنا، و لا تحملنا على۲ ميزان العدل ؛ فأنت الربّ الّذي لا يُخاف إلاّ عدلُه. و قد تقدَّمَ الكلامُ في «النيّة».

و فائدة الحديث: الحثّ على الإخلاص، و العملِ المُصاص۳، و تجنُّب الرياء و النفاق.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۳۷۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يُبعَثُ شاهِدُ۴ الزُّورِ يَومَ القيامَةِ مُولِغاً لِسانَهُ في النَّارِ.۵

و رُوي: مولَغا لسانُه.

هذا أيضا من باب اختصاص العقوبة بالعضو الجاني، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يَحشُر اللّه‏ُ تعالى شاهِدَ الزور يوم القيامة و هو يُدخِل لسانَه في النار جزاءً على شهادته /۲۳۱/المُبطِلة للحقوق الجالبة للعقوق. و «الإيلاغ»: الإدخال، يقال: وَلَغَ الكلبُ في الإناء يَلِغُ و أولَغَه صاحبُه يولِغُه: إذا أدخَلَ رأسَه فيه. و «الزُّور»: الكَذِبُ لأنّه مالَ عن جِهَتِه، و الازْوِرار: الانقباض، و بئرٌ زَوراء: مائلة الحفر.۶

1.. كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۱۲ ؛ تفسير السلمي ، ج ۱ ، ص ۳۵۵ ؛ تفسير الرازي ، ج ۲۸ ، ص ۱۰۳ .

2.. «ألف» : لا تحمل علينا .

3.. المُصاص : خالص كُلِّ شيء . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۹۱ مصص .

4.. «ألف» : ـ شاهد .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۷ ، ح ۵۷۹ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ص ۳۷۶ ؛ النهاية لابن الأثير ، ج ۲ ، ص ۱۳۰ . دعائمالإسلام ، ج ۲ ، ص ۵۰۷ ، ح ۱۸۱۳ ؛ المهذّب لابن البرّاج ، ج ۲ ، ص ۵۵۶ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۷ ، ص ۴۱۴ ، ح ۲۱۷۰۴ مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة .

6.. في لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۳۳۴ زور : الزوراء : البئر البعيدة القعر .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2386
صفحه از 488
پرینت  ارسال به