كَبَحَها۱ الفتى بلجام التقوى، و فكّر فيما يَجرّ ذلك من البلوى، و انسَلَخَ عمّا خُلق فيه و جُبل عليه، كان عند اللّه تعالى: عظيم المحلّ، كبير القدر عالي الرتبة، /۲۳۰/رفيع المنزلة ؛ بحيث لو جاز عليه أن يَتعجّب لتعجّب منه.
و فائدة الحديث: الأمر بالتقوى و التعفّف و ظَلْفِ۲ النفس عن القبائح، و إعلام أنّه إذا فعل ذلك عَظُمَ عند اللّه ـ عزّ و علا ـ /۲۵۵/ حتّى يبلغ درجةَ ما يَتعجّب منه.
و راوي الحديث: عقبة بن عامر.
۳۷۲.قوله صلىاللهعليهوآله: كَمَا تَكُونُونَ يُوَلَّى عَلَيكُم.۳
يقول صلىاللهعليهوآله: إنّه يقيَّض لكلّ قومٍ مِن الاُمراء و الوُلاة على قدر أفعالهم ؛ فإن كانوا أخيارا وُلّي عليهم الأخيار توفيقا من اللّه تعالى، و بالضدّ من ذلك ؛ و قال تعالى: «وَ كَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ»۴.
و فائدة الحديث: الإخبار بأنّ اللّه تعالى يوفِّق للصالحين الصالحين، و للظالمين أمثالهم، و فيه الأمر بتحرّي الأفعال الصالحة و تجنّب القبيح و المكروه.
و راوي الحديث: أبو بكرة.
۳۷۳.قوله صلىاللهعليهوآله: يُبعَثُ النَّاسُ يَومَ القيامَةِ عَلَى نِيَّاتِهِم.۵
بَيَّنَ صلىاللهعليهوآله أنّ الاعتبار في الأفعال بالنيَّات۶، و هي الإرادتُ الَّتي تَقَعُ بها الأفعالُ على الوجوه،
1.. كَبَحَ الدّابَّةَ يَكبَحُها كَبْحا : جَذَبها إليه باللِّجام ، و ضرب فاها به ؛ كي تقف و لا تجري . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۶۸ كبح .
2.. ظَلَفَه ظَلْفا : مَنَعَه عمّا لا خير فيه . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۳۱ ظلف .
3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۶ ، ح ۵۷۷ ؛ تخريج الأحاديث و الآثار للزيلعي ، ج ۱ ، ص ۱۸۳ ؛ النهاية لابن الأثير ، ج ۱ ،ص ۱۱۶ ؛ شرح الرضي على الكافية ، ص ۳۲۷ . مستدرك سفينة البحار ، ص ۴۳۵ .
4.. الأنعام ۶ : ۱۲۹ .
5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۷ ، ح ۵۷۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۹۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۴۵۲ ؛ سنن أبي داود ،ص ۲۵۱ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۶ ، ص ۳۰۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۲۴ ، ح ۷۲۶۸ .
6.. هذا هو الجمعُ الصحيحُ للنِّيّة ، و أهل عصرنا يَجمُعونَها على «نَوايا» وَ هُوَ خَطَأٌ. عبد الستّار .