153
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۳۶۸./۲۲۷/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: وَجَبَت مَحَبَّةُ اللّه‏ِ عَلَى مَن اُغضِبَ فَحَلُمَ.۱

أصل «الوجوب»: الثبوت، ثمّ يَتنوّع في الاصطلاح. و «محبّة اللّه‏ تعالى» قد تقدّم الكلام فيها، و أنّ معناها الرضا، و يجوز أن يكون الوجوب في الحديث على أصله ؛ أي: ثَبتتْ محبّةُ اللّه‏ تعالى على من اُغضب فحلم، و يجوز أن يكون على تقدير: وَجبتْ محبّة اللّه‏ تعالى نازلةً على من اُغضب فحلُم، فحُذف ما يتعلّق به الحرف، و لو حملتَه على معنى سقط ـ أي: سقطتْ و وقعتْ محبّةُ اللّه‏ على من اُغضب فحلم ـ كان وجْها، كلّ ذلك ليستغني عن أن يجعل «على» بدلاً من اللام.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: حُبّ اللّه‏ تعالى لِلّذي يغضب فيحلُم واجب ؛ لأنّه يصير بخلاف۲ طبع الإنسانيّة تكلّفا و تصنّعا ؛ و ذلك أنّ الحلم صفة مِن صفات اللّه‏ تعالى، فإذا تزيّا العبد به و غَلَبَ على جبلّته كان ممّن يحبّه اللّه‏ تعالى، و يَرضى أفعالَه و أقواله.

و «الحلم»: كَفُّ النفس عن بطشها. و «الغضب»: فَوَران دم القلب إرادةَ الانتقام.

و فائدة الحديث: الإخبار عن رضى اللّه‏ تعالى عن الحليم.

و راوي الحديث: عائشة.

۳۶۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: بُعِثتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ، وَ نُصِرتُ بِالرُّعبِ.۳

«جوامع الكَلِم» هي الكلم الجامعة الوجيزة، [و] اللفظ المشتمل على المعاني الكثيرة و

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۳ ، ح ۵۶۹ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۶ ، ص ۳۷۸ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵ ، ص ۸۴ ؛ كتابالمجروحين ، ج ۱ ، ص ۱۴۶ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۱ ، ص ۹۷ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۲۵ ؛ لسان الميزان ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۱۵ ، ح ۹۶۱۵ ؛ العهود المحمّديّة ، ص ۴۶۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۳۱ ، ح ۵۸۲۶ .

2.. «ألف» : بغير .

3.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۳۴ ، ح ۵۷۰ و ۵۷۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ و ۴۵۵ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۲ ؛ و ج ۸ ، ص ۷۶ و ۱۳۸ ؛ صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۶۴ ؛ سنن النسائي ، ج ۶ ، ص ۳ ؛ فتح الباري ، ج ۶ ، ص ۹۰ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۳ ، ص ۴ ، ح ۴۲۹۵ و ۴۲۹۷ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۱۴ ، ص ۲۷۷ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
152

تقطعها۱ بتكلّفها، و النارَ محفوفةٌ بملاذَّ و شهواتٍ تحتاج أن تتركها۲، و هذا كما قال عليه‏السلام: ألا۳ إنّ عَمَل أهل الجنّة حَزْنٌ۴ بِرَبوةٍ۵، ألا إنّ عمل أهل النار سَهْلٌ بسَهْوَة.۶

و روي: أنّ اللّه‏ تعالى لَمّا خَلَقَ الجنّةَ، و خَلَقَ ما فيها من النعيم و الكرامة، قالت: يا ربّ، لم خلقتَني؟ قال تعالى: لاُسكنك خَلقا من خَلقي. قالت: إذا لا يَدَعُني أحد. قال تعالى: كلاّ ؛ فإنّي أجعل سبيلَك في المكاره. و لمّا خَلَق النار، و خَلقَ ما فيها من الهوان و العذاب، قالت: يا ربّ، لم خلقتني؟ قال تعالى: لاُسكنك خَلقا من خلقي. قالت: إذا لا يَقرَبني أحد. قال: كلاّ ؛ فإنّي أجعل سبيلَك في الشهوات.۷

و روي: أنّ اللّه‏ تعالى لمّا خَلَق الجنّة قال لجبرئيل عليه‏السلام: انظر إليها. فلمّا نظر إليها /۲۵۲/ قال: يا ربّ، لا يَتركها أحد إلاّ دخلها. فلمّا حَفّها بالمكاره قال: انظر إليها. فلمّا نظر إليها قال: يا ربّ، أخشى أن لا يدخلها أحد ! و لمّا خلق النار قال له: انظر إليها. قال: يا ربِّ۸، لا يدخلها أحد! فلمّا حَفَّها بالشهوات قال: انظر إليها. فلمّا نظر إليها قال: يا ربّ، أخشى أن يَدخلها كلّ أحد،۹ أو كما رُوي.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الأعمال المُفضِية إلى الجنّة مكروهةٌ، قَرَنَ اللّه‏ُ تعالى بها الكراهَة ؛ و بالعكس منها۱۰: الأعمالُ الموصِلة إلى النار قَرَنَ بها الشهوةَ ؛ ليجاهِد الإنسانُ نفسَه ؛ فيتحمّل تلك، و يجتنب هذه.

1.. «ألف» : يحتاج أن يقطعها .

2.. «ألف» : يحتاج أن يتركها .

3.. «ألف» : ـ ألا .

4.. الحَزْن : ما غَلُظ من الأرض ، و المكان الغليظ و هو الخشن . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۱۲ حزن .

5.. الرَّبْو و الرَّبْوَة و الرُّبوَة و الرِّبوَة و الرَّباوة و الرُّباوة و الرِّباوة و الرابية و الرَّباة : كُلُّ ما ارتفع من الأرض و ربا . لسان العرب ،ج ۱۴ ، ص ۳۰۶ ربو .

6.. المجازات النبوية للشريف الرضي ، ص ۳۶۴ ، ح ۲۸۲ ؛ ميزان الاعتدال للذهبي ، ج ۴ ، ص ۲۷۶ ، ح ۹۱۳۱ .

7.. لم نعثر عليه .

8.. «ألف» : ـ أخشى أن لا يدخلها أحد . . . يا ربّ .

9.. بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۷۲ ، ذيل ح ۴ .

10.. «ألف» : ـ منها .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2572
صفحه از 488
پرینت  ارسال به