و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۳۶۸./۲۲۷/ قوله صلىاللهعليهوآله: وَجَبَت مَحَبَّةُ اللّهِ عَلَى مَن اُغضِبَ فَحَلُمَ.۱
أصل «الوجوب»: الثبوت، ثمّ يَتنوّع في الاصطلاح. و «محبّة اللّه تعالى» قد تقدّم الكلام فيها، و أنّ معناها الرضا، و يجوز أن يكون الوجوب في الحديث على أصله ؛ أي: ثَبتتْ محبّةُ اللّه تعالى على من اُغضب فحلم، و يجوز أن يكون على تقدير: وَجبتْ محبّة اللّه تعالى نازلةً على من اُغضب فحلُم، فحُذف ما يتعلّق به الحرف، و لو حملتَه على معنى سقط ـ أي: سقطتْ و وقعتْ محبّةُ اللّه على من اُغضب فحلم ـ كان وجْها، كلّ ذلك ليستغني عن أن يجعل «على» بدلاً من اللام.
فيقول صلىاللهعليهوآله: حُبّ اللّه تعالى لِلّذي يغضب فيحلُم واجب ؛ لأنّه يصير بخلاف۲ طبع الإنسانيّة تكلّفا و تصنّعا ؛ و ذلك أنّ الحلم صفة مِن صفات اللّه تعالى، فإذا تزيّا العبد به و غَلَبَ على جبلّته كان ممّن يحبّه اللّه تعالى، و يَرضى أفعالَه و أقواله.
و «الحلم»: كَفُّ النفس عن بطشها. و «الغضب»: فَوَران دم القلب إرادةَ الانتقام.
و فائدة الحديث: الإخبار عن رضى اللّه تعالى عن الحليم.
و راوي الحديث: عائشة.
۳۶۹.قوله صلىاللهعليهوآله: بُعِثتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ، وَ نُصِرتُ بِالرُّعبِ.۳
«جوامع الكَلِم» هي الكلم الجامعة الوجيزة، [و] اللفظ المشتمل على المعاني الكثيرة و