145
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

قيل: مَن يَسمعْ يَخَلْ۱. و هذه الأهواء و البِدَع كلّها كذلك أنبتت في الناس، كان الواحد منهم يريد أن يَترأَّس على /۲۲۳/ قوم و يستتبعهم۲ و يأمر فيهم و ينهي، فيَجعل بِدعةً ابتدعها و آبِدةً۳ اخترعها وسيلةً إلى ذلك، فيقبلونها فيأخُذها الخَلَفُ عن السلف، فتصير سنّةً في البنين و الأعقاب فيَهلِك و يُهلِك ؛ و إلاّ فالدِّين واحد، و الملّة واحدة ؛ أعاذنا اللّه‏ تعالى من الأهواء و اختلاف الآراء، فمن نَهَرَ۴ صاحبَ بِدعة كان كالحاسم لمادّة الضلال و القاطعِ لأصل الوبال.

و فائدة الحديث: الأمر بزجر المبتدع و الإغلاظ له و الاستهانة به.۵

و راوي الحديث: ابن عمر.

۳۶۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ أَصبَحَ مُعافًى في بَدَنِهِ، آمِناً في سِربِهِ، عِندَهُ قُوتُ يَومِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنيا.۶

الحديث وارد مورد تعظيم أمر العافية و الأمن و الكفاية، و أنّ مَن مُتّع بذلك فكأنّ۷ الدنيا في حكمه ؛ و ذلك لأنّ الدنيا لو كانت تحت يده حقيقةً لما انتفع إلاّ بمثل ذلك. و «السِّرب» قال الأصمعي۸: فلان آمِنٌ في سِربه ؛ أي نفْسه، و فلان واسع السرب أي رَخيُّ البال، و رُوي بفتح السين، و المعنى في مَسلكه يقال: خَلِّ سَربه أي طريقه، قاله

1.. خالَ الشيءَ يَخالُ : ظَنَّ ، و من يَسمع يَخَل أي يظنّ ، قال أبو عبيد : و معناه : مَن يَسمع أخبار الناس و معايبهم يقع في نفسه عليهم المكروه ، و معناه أنّ مجانبة الناس أسلم . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۶ خيل .

2.. «ألف» : يستبعهم .

3.. الآبِدة : الداهية تبقى على الأبد ، و الكلمة أو الفعلة الغريبة . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۶۹ أبد .

4.. «ألف» : نهى .

5.. «ألف» : ـ به .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۱۹ و ۳۲۰ ، ح ۵۳۹ و ۵۴۰ ؛ روضة العقلاء ، ص ۲۷۷ ؛ الآحاد و المثاني ، ج ۴ ، ص ۱۴۶ ،ح ۲۱۲۶ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۵ ، ص ۲۴۹ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۳ ، ص ۳۶۴ ؛ فتح القدير ، ج ۲ ، ص ۲۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۷۲ ، ح ۸۴۵۵ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۴۲۸ ، ح ۹۵۶ ؛ تفسير مجمع البيان ، ج ۳ ، ص ۳۰۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۹ ، ص ۶۹ ، ح ۱ في بعض مع اختلاف يسير ، وفي بعض المصادر : + «بحذافيرها» في آخره .

7.. «ألف» : فكأنّما .

8.. راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۴۶ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۳۵۶ ؛ لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۶۳ سرب .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
144

نافلةً۱ إلاّ بإذنهم و رضاهم، ثمّ إنّ صوم التطوّع الأفضل۲ فيه أن لا يُعلَم به، و فيه أنّ مساعدة القوم على التحرّم بطعامهم أفرح لهم و أطيب لقلوبهم فهو أعظم للثواب۳.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الضَّيف ليس له أن يصوم تطوّعا إلاّ بإذنهم.

و راوية الحديث: عائشة.

۳۶۱./۲۴۸/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنِ انتَهَرَ صَاحِبَ بِدعَةٍ، مَلَأَ اللّه‏ُ قَلبَهُ أَمناً وَ إِيماناً،۴ وَ مَن أَهانَ صاحِبَ بِدعَةٍ آمَنَهُ اللّه‏ُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ.۵

«النَّهْر و الانتهار»: الزجر بقوّة. و «البِدعة»: الحَدَث في الدين بعد إكماله و استجداد أمرٍ لم يكن و۶ لم يَستَنَّ صاحبُه بحكم الشريعة فيه، و بَدَّعه: نسبه إلى البدعة.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن زجر صاحب بدعة عن بدعته، و شهره بها حتّى۷ يرتدع الناس عنه و عن الاستماع إلى بدعته، ملأ اللّه‏ُ قلبه أمنا ـ أي: آمنه اللّه‏۸ ممّا يَخاف و يَحذر ـ و إيمانا ؛ أي: شرح صدره، و شفى قلبه بإيمانه. و من أهان صاحب بدعة، و استخفّ به، أعطاه اللّه‏ الأمانَ يوم الفزع الأكبر و هو يوم القيامة ؛ و إنّما كَبَّر أمرَ البدعة لأنّه ما من كلمة إلاّ و يَستمع إليها قوم، و إنّما عَلِقَ بقلوبهم، و عَشَّشَ۹ في صدورهم، و فرّخ في أدمغتهم، و قد

1.. «ألف» : ـ نافلةً .

2.. «ألف» : لافضل .

3.. «ألف» : أطيبه لقلوبهم فهم أعظم الثواب .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۱۸ ، ح ۵۳۷ ؛ حلية الأولياء ، ج ۸ ، ص ۲۰۰ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۰ ، ص ۲۶۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۸۲ ، ح ۵۵۹۸ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ ، ح ۲۴۱۲ . الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۵ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۱۹ ، ح ۵۳۸ ؛ الحلية ، ج ۸ ، ص ۲۰۰ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱۰ ، ص ۲۶۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ،ج ۵۴ ، ص ۱۹۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۸۲ ، ح ۵۵۹۸ . الاثنا عشريّة للحرّ العاملي ، ص ۲۵ .

6.. «ب» : ـ لم يكن و .

7.. «ألف» : ـ حتّى .

8.. «ب» : ـ اللّه‏ .

9.. عَشَّشَ الطائرُ : اعتَشّ و اتّخَذَ عُشّا للتفريخ . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۱۷ عشش .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2389
صفحه از 488
پرینت  ارسال به