141
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

فأسقَطَ هذا البيتَ منه و لم يُنشِده، فقيل له في ذلك؟ فقال: خشيتُ أن يَظنّ المحدوُّ به أنّي اُعرِّض بالطعام.

و فائدة الحديث: النهي عن الجَشَع في الطعام و المبادرة إلى طعامٍ لم يعرَق له جبينه و لم تَلدَح۱ فيه يمينه.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۳۵۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ كانَ وُصْلَةً لِأخِيهِ المُسلِمِ إِلَى ذِي سُلطانٍ في مَنهَجِ بِرٍّ أَو تَيسيرِ عَسِيرٍ، أَعَانَهُ اللّه‏ُ عَلَى إِجازَةِ الصِّراطِ۲ يَومَ تَدْحَضُ فيهِ الأَقدامُ.۳

«الوُصْلة»: السبب بين الشيئين المتّصِل أحدُهما بصاحبه. و «السلطان» هاهنا: القوّة و الملك، و قد تقدّم الكلام فيه. و النَّهْج و «المَنهج» و المنهاج: الطريق الواضح، و قد أنهَجَ الطريقُ أي استبان و ظهر، و نَهَجتُ الطريقَ: أبَنتُه۴، و نَهَجتُ الطريقَ: سَلَكتُه. و «البِرّ» يشمُل جميع أنواع الخير. و «الدَّحض»: زليل الرِّجل، يقال: دَحَضَتْ رِجلُه تَدحَض دَحْضا أي زَلّت، و دَحَضتْ حجّتُه أي بطلتْ مِن ذلك.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن آسى آخاه بجاهه، و عاونه بحرمته، فكان وصلةً بينه و بين من يَشُقُّ۵ اتّصاله به، و يَبعد تطرُّقه إليه مِن ذي مُلكٍ أو ولايةٍ فتشفَّعَ۶ له إليه في خير يَستنفع به أو

1.. «ألف» : يكدح .
اللَّدْح : الضرب باليد ، كما أنَّ اللَّطْح كذلك و هو المعروف . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۷۸ لدح و ج ۳ ، ص ۱۷۰(لطح) .

2.. «ب» : السراط .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۱۵ و ۳۱۶ ، ح ۵۳۰ ـ ۵۳۲ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۸ ، ص ۱۶۷ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ،ص ۱۹۱ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۲۸۷ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۳۵۱ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۶۱ ، مسند الشاميّين ، ص ۵۳۷ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۴ ، ص ۳۱۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵ ، ص ۴۲۸ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۷۴ ، ح ۹۱ ؛ الرسالة السعديّة للحلّي ، ص ۱۶۲ .

4.. «ألف» : أبينه .

5.«ألف» : يشتق .

6.. «ألف» : و سعد نظرته إليه من ذلِّ ملك أو ولاية فيشفع .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
140

الصدقة؟ فقال ذلك.

۳۵۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ مَشَى إِلَى طَعامٍ لَم يُدْعَ إِلَيهِ، فَقَدْ دَخَلَ سارِقاً، وَ خَرَجَ مُغِيراً.۱

هذا أدب يؤدِّب رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الناسَ و يعلِّم أنّ مَن دخل على طعامِ قومٍ مِن غير أن يدعوه إليه أو۲ يَرضوا دخولَه، فهو كالسارق /۲۲۱/الّذي يَهجم على متاع القوم، و كالمُغير الّذي يَنهب أموالَ /۲۴۶/ الناس و يستحلّها ؛ و ذلك لأنّه عن غير إذن، و لعلّهم له كارهون، و لظلّه مستثقلون، و ربّما يضيق عنهم، فإذا دخل عليهم الجَشِعُ الحريصُ الطامع البطين فأتى على ما عندهم، كان أشدَّ عليهم و أبغضَ إليهم، و يدلّ ذلك على صغر النفس و قلّة المروّة و ضعف الفتوّة و سقوط الهمّة و دناءة المطعم، فضلاً عن الدخول في المحظور و استيجاب الذمّ و العقوبة، و ما أبعَدَ ما بين مَن يَرضى ذلك لنفْسه و بين الحادي۳ الّذي كان يَحدو لبعض۴ الأكابر فجعل يَنشُد هذا الرجز الّذي أوّله:

أبلَجُ بين حاجبيه نورُه

و فيه:۵ إذا تَغَدَّى رُفِعَتْ سُتُوره۶

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۳۱۴ ، ح ۵۲۷ ـ ۵۲۹ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۹۶ ، ح ۳۷۴۱ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۷ ،ص ۶۸ ؛ الكامل ، ج ۱ ، ص ۳۹۰ ؛ و ج ۳ ، ص ۱۰۱ ؛ فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۴۸۶ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۴ ، ص ۱۹۰ ؛ نصب الراية للزيلعي ، ج ۶ ، ص ۲۰۳ ؛ إمتاع الأسماع ، ج ۱۰ ، ص ۳۲۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۲۵۶ ، ح ۲۵۹۲۶ . المبسوط للطوسي ، ج ۴ ، ص ۳۲۲ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۶۴ ، ح ۱۶۴ ؛ تذكرة الفقهاء للحلّي ، ج ۲ ، ص ۵۷۸ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۶ ، ص ۲۳۷ ، ح ۱۹۷۱۴ و فيه عن عوالي اللآلي .

2.. «ب» : يدعوه و .

3.. حَدَا الإبلَ و حَدا بها يَحدو حَدْوا و حُداءً [حِداءً] ممدود : زَجَرها خَلفها و ساقها ، و الحَدو : سوق الإبل و الغِناء لها . و حدا بالإبل : زَجَرها و غَنَى لها ليحثّها على السير ، و منه : «زاد المسافر الحُداء و الشِّعر ما كان ليس فيه الخَنا» أى الفحش . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۶۸ ؛ مجمع البحرين ، ج ۱ ، ص ۹۶ حدا .

4.. «ألف» : ببعض .

5.. «و فيه» زائدة في هذا البيت ، أو إشعار باختلاف الرواية في أمكنة مصاريع هذا الرجز .

6.. راجع : اُنظر : سمط اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۷۴ ؛ البصائر و الذخائر ، ج ۳ ، ص ۶۰ ؛ أساس البلاغة ، ص ۴۸ ؛ معجم مقاييساللغة ، ج ۱ ، ص ۲۹۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2293
صفحه از 488
پرینت  ارسال به