أو تَجاوَزْ۱ فأنت ربٌّ رحيم
عن مُسيءٍ ذنوبُه كالتراب۲
و لو طالَبَنا اللّهُ ـ تعالى و تقدّس ـ بجميع ما له علينا من الحقوق الّتي قابَلْناها بالعقوق هلكْنا فيك يا ربّنا، نعتصم مِن مناقشة الحساب و مزاولة۳ العذاب، و نحن عَبيدك المساكين، فاغفرْ و ارحم و اجمُل و جامِل۴ و لا تُناقِش ؛ فأنت أرحمُ الراحمين.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ مَن حاسبه اللّه تعالى على جميع ما فعل عذّبه اللّه، أعاذنا اللّه من العذاب ؛ «فنحن له» أي نحن ملكه، «و به» أي التجاؤنا به، «و منه» و قوّتنا منه، «و إليه»۵ /۱۸۴/ و انتهاؤنا إليه.
و راوية الحديث: عائشة.
۲۵۲.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن بَدَا جَفَا، وَ مَنِ اتَّبَعَ الصَّيدَ غَفَلَ، و مَنِ اقتَرَبَ مِن أَبوَابِ السُّلطانِ افتَتَنَ.۶
«بدا» الرجُلُ: إذا سَكَنَ الباديةَ و نَزَلها، يبدو بَداوةً فهو بادٍ.
و المعنى و اللّه أعلم: أنَّه۷ إذا سَكن البوادي و البراري كان مِن ذكر اللّه تعالى أبعد، و من الخير أقعد، و إلى الجفاء و الغلظة أقرب ؛ لقلّة ذكر اللّه و الصلوات و الجماعات و الجُمُعات و الأذكار و ذكر المواعظ و النواهي فيها، و بعكس ذلك البلدان ؛ فإنّها۸ و إن جرى فيها ما لا يجوز و لا يَسوغ ؛ فإنّ الأذان و الجماعات و الجُمُعات۹ و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الاجتماعات و المَغاوث۱۰ حاصلة فيها، و فضلاً عن ذلك كلِّه فالحياء من الناس
1.. «ألف» : تسامح . و أصل تَجاوَز : «تَتجاوَز» ، فَخَفَّفَ إحدى التاءَين لمراعاة الوزن عبد الستّار .
2.. الفائق في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۳۲۳ نسبه إلى ابن الأعرابي أنشده للحَجّاج ؛ بهجة المجالس ، ج ۳ ، ص ۳۶۹ .
3.. المزاولة : معالجة الشيء ، و مطالبته محاولته ، يقال : فلان يزاوِل حاجةً له ، و تَزاوَلوا : تَعالجوا . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۳۱۶ زول .
4.. «ألف» : احمل و حامل .
5.. «ألف» : «و به و منه قوّتنا ، و انتهاؤنا إليه و إليه» بدل «و به أي التجاؤنا به ، و منه و قوّتنا منه ، و إليه» .
6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۲۲ ، ح ۳۳۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۷۱ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۰۱ ؛ مسند ابنراهويه ، ج ۱ ، ص ۳۹۴ ، ح ۴۲۹ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۱ ، ص ۱۷۶ . الأمالي للطوسي ، ص ۲۶۴ ، ح ۴۸۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۲ ، ص ۲۸۲ ، ح ۳۵ .
7.. «ألف» : ـ أنّه .
8.. «ألف» : ـ فإنَّها .
9.. «ب» : الجمعات والجماعات .
10.. «ب» : + «جمع مَغوثة ، و هي ما يَستغيث الناس فيه بغيره» .
و المغاوِث : الإغاثات و الإعانات ؛ ففي لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۷۴ غوث : ما كان لي عنه مَغوثةٌ و لا غوثٌ أي إغاثة . و الغِياث من الإغاثة : الإعانة .