خَلقتُ الشيبَ مِن نوري۱ المصفّىو لستُ بمُحرِق نوري بناري۲
و لذلك۳ نهى صلىاللهعليهوآله عن نتف الشيب و قال: ما شابَ رجُلٌ مِن أهل الإسلام شيبةً إلاّ كَتَبَ اللّهُ له بها حَسَنةً، و محا عنه سيّئةً، و رَفَعَ بها درجةً.۴
و عن عطاءٍ قال: لمّا رأى إبراهيم عليهالسلام الشيبَ قال: مرحبا بالحلم و العلم، الحمد للّه الّذي أخرجني من الشباب سالما.۵
و رأى بعضُهم شيخا تُوُفِّيَ بالبصرة في المنام، فقال: ما فَعَلَ بك رَبُّك؟ فقال: وقفني بين يديه فقال: حَلفتَ ثمانين ألفَ يمينٍ كاذبة! أما إنّي لو لا أنّك شيخ لعذّبتك.۶
و رأى بعضُهم بعضَ الأكابر في المنام فقال: ما فعل بك ربّك؟ قال: وقفنى فقال: يا شيخَ السَّوء، فَعلتَ و فَعلتَ؟ قال: فقلت: يا سيّدي و مولاي، ما هكذا حُدّثتُ عنك! قال اللّه تعالى: و ما حُدّثتَ عنّي؟ فقلت: حدّثني فلان قال: حدّثني فلان، قال: حدّثَتْني عائشة، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله، عن جبرئيل، عنك ـ يا رَبَّ العزّة ـ أنّك قلت: إنّي لأستحيي من عبدي و أَمَتي إذا شابا في الإسلام أن أنصِبَ لهما ميزانا أو أرفع لهما ديوانا. فقال تعالى: صَدَقَ فلان، صدق فلان، صدقتْ عائشة، صدق رسولي محمّد، صدق جبرئيل، و أنا أصدَقُ الصادقين، أنا قلت ذلك، و قد عفوت عنك.۷ أو كما قال.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ الشيب نور المسلم يوم القيامة، و۸ أنّه أقرب إلى العفو.
و راوي الحديث: أبو هريرة.