الغرض منه أنّ المسلم ينبغي أن يَسلم المسلمون من جانبه، و هو أيضاً إخبار معناه الأمر، و إلاّ فالإسلام حاشى له أن يرتفع بالأذى، و هذا كما روي: من لم يصلّ صلاة الليل فليس منّا. ليس المعنى أنّه ليس بمسلم، بل يعني أنّه ليس من إخواننا المخلص، و كقوله: لا صَلاة لِجارِ المَسجِدِ إلاّ في المَسجِدِ ؛ و المعنيّ به التشديد، لا أنّ الصلاة في الدور غير مقبولة».
الثاني: نقل أقوال العرفاء و الصوفية.
قال رحمهالله:
«... و قال عليّ بن بَكَّار: ذهب الأخيار، فلم يبق إلاّ من يؤر الدرهمين على دينه.
و قال يحيى بن معاذ: إنّ الدرهم عقرب، فإن لم تحسن رُقيتها فلا تأخذه ؛ فإنّها إن لدغتك قَتَلتْك بسمّها...».
الثالث: ذكر بعض أشعاره التي خُلّي ديوانه منها.
و منه قوله: و ممّا جرى على لساني من نظمي:
أنت إلهي و أنت مُستندي
و أنت دون الأنام معتضدي
أنتَ الّذي إن عَثرتُ قلتُ له
يا سيّدي قد عثرتُ خذ بيدي
خذ بيدي قبل أن أقول لِمن
أراه عند النهوض خذ بيدي
الرابع: إفاداته الفلسفية و العقلية.
قال عليهالسلام عند قوله صلىاللهعليهوآله: المَوتُ كفّارةٌ لِكلِّ مُسلمٍ:
«الموت» عبارة عن انتفاء الحياة عن المحلّ، و ليس بذات معلومة، إنّما المرجع فيه إلى النفي. و قال بعضهم: هو معنى يضادّ الحياة. و الكلام فيه يطول.
الخامس: إفاداته اللغوية و الأدبية.
قال:
«... و قد خطّأه أبو منصور الأزهري لفظاً و معنى ؛ أمّا اللفظ فمن حيث جعل الناقة هي الراحلة، قال: ليس الجَمَل عنده راحلةً، و الراحلة عند العرب تكون الجَمَل النجيب و الناقة النجيبة ؛ و أمّا المعنى، فإنّ المعنى أنّه يعزّ فيهم الكامل الفاضل زهداً في الدنيا و رغبةً في الآخرة، هذا معنى كلام الأزهري».