له مدرسة عظيمة بكاشان ليس لها نظير على وجه الأرض، يسكنها من العلماء و الفضلاء و الزهّاد و الحجّاج خلق كثير.۱
قال العماد في الخريدة ـ و كان في صغره فترة في كاشان هو و أخوه ـ:
و أقمنا سنةً نتردّد إلى المدرسة المجديّة إلى المكتب، و كنت أرى هذا السيّد ـ أعني أبا الرضا ـ و هو يعظ في المدرسة، و الناس يقصدونه، و يردون إليه، و يستفيدون منه....۲
مؤلّفاته و آثاره
و له رحمهالله تصانيف تشهد بفضله و غزارة علمه، و تُنبئ عن علوّه و كمال أدبه، و جمعِه بين موروث المجد و مكتسبه. و فهرست مؤلّفاته على ما ذكره الأعلام و المترجمون له هكذا:
۱. شرح نهج البلاغة
لقد وقف الراوندي رحمهالله في بغداد على نسخة الأصل من نهج البلاغة، بخطّ مؤلّفه الشريف الرضيّ رحمهالله، فنسخ عليها نسخة لنفسه، و فرغ منها في ربيع الأوّل سنة ۵۱۱ ه، ثمّ بدأ يقرأه و يقرأ عليه و يقابل و يروي و يجيز، و يعلّق التعاليق، و يشرح الكلمات و الجمل، و يفسّر غريبه و يوضح مشكله، دائباً على ذلك أكثر من نصف قرن، حتّى أصبحت التعاليق شرحاً مستقلّاً مشهوراً من شروح نهج البلاغة في عصره، و استفاد منه ابن أبي الحديد في شرحه كثيراً، و أشار إليه.۳ نسخ عليه منذ عهد المؤلّف عدّة نسخ، و بقي حتّى القرن الثامن، حين
1.. الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ، ص ۵۰۷ .
2.. خريدة القصر و جريدة العصر ، ج ۹ ، ص ۶۸ .
3.. قال السيّد المحقّق الفقيد عبد العزيز الطباطبائي بأنّ أوّل شارح لنهج البلاغة هو السيّد فضل اللّه الراوندي .
قال في الرياض : «ثمّ إنّ القطب الراوندي أوّل من شرح نهج البلاغة» . و للمحدّث النوري قول آخر ، حيث قال : و أمّا النهج فأوّل من شرحه أبو الحسن البيهقي ، و هو حجّة الدين فريد خراسان ، أبو الحسن بن أبي القاسم زيد ـ صاحب لباب الأخبار و حدائق الحدائق و غيرها ـ بن محمّد بن عليّ البيهقي . و يعتقد بعض بأنّ أوّل من شرح نهج البلاغة ، هو عليّ بن الناصر ـ المعاصر للسيّد الرضي ـ و هو من أخصر و أتقن الشروح ، سمّاه أعلام نهج البلاغة . و هناك آراء اُخرى في أوّل مَن شرح نهج البلاغة ، و قال بعض بأنَّ أوّل من شرحه أحمد بن محمّد الوبري .
و قال السيّد عبد العزيز الطباطبائي : ربّما يكون أقدم الشرّاح و أوّلهم ، هو السيّد فضل اللّه الراوندي ، إذ نعلم أنّه رحمهالله رحل من كاشان إلى بغداد لطلب العلم في سنّ مبكرة ، وقرأ هناك على أعلامها ، و وجد بها نسخة الأصل من نهج البلاغة بخطّ المؤلّف الرضيّ رحمهالله فنسخ عليها نسخة لنفسه ، و فرغ منها في ربيع الأوّل سنة ۵۱۱ هـ ، ثمّ أخذ يعلّق عليه القيود و الشروح ، و يفسّر غريبه و يوضّح مبهمه ، فكان أحد الشروح المذكورة في الذريعة و غيره . و على هذا يكون هذا الكتاب أقدم الشروح و أوّلها ، و السيّد أبو الرضا الراوندي أوّل الشرّاح ، فلنبدأ به قبل الوبري . راجع : رياض العلماء ، ج ۲ ، ص ۴۲۱ ؛ خاتمة المستدرك ، ج ۱ ، ص ۱۸۶ ؛ الذريعة ، ج ۲ ، ص ۲۴۰ ؛ في رحاب نهج البلاغة ، السيّد عبد العزيز الطباطبائي ، تراثنا ، العدد ۳۵ ـ ۳۶ ، ص ۱۶۰ ؛ شيخ محمّد عبده ونهج البلاغة ، علي أصغر فقيهي ، وقف ميراث جاويدان ، الرقم ۲۵ ، ص ۱۰۴ .