هكذا فلتكن السادة و الكبراء، و إنّما قالوا لنتأدّب بكلامهم و لنقتدي۱ بهم.
و روي: أنّ عيسى بن مريم قال ليحيى بن زكريّا عليهمالسلام: أ لا اُهدي لك نصيحةً تَنال بها حسنةً كبيرةً؟ قال: نعم. قال: لا تغضب. قال يحيى عليهالسلام: و كيف لي بذلك؟ قال: إن قيل لك ما فيك فقل: ذنب ذُكِّرتُه، فأستغفرُ اللّهَ منه. و إن قيل لك ما ليس فيك فاحمَدِ اللّه ؛ إذ لم يجعل فيك ما عُيّرتَ به، و هي حسنة سيقت إليك.۲
و عن محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام: مَن حَلُمَ وَقَى عِرضه، و مَن جاد حسُن ذِكره، و مَن أصلَح مالَه استَغنى، و مَن صبر حُمِدَ أمرُه، و مَن عفا عفا اللّه عنه، و مَن اتَّقى وقاه اللّه ما أهَمَّه.۳
و فائدة الحديث: الأمرُ بكفّ اللسان، و الاحتمال لما يُكره، و النزول عند الحدّ من غير أن يُتعدّى أو يتجاوز.
و راوي الحديث: الحسن بن أبي الحسن.
۲۴۴.قوله صلىاللهعليهوآله: أَنَا فَرَطُكُم عَلَى الحَوضِ.۴
«الفَرَط»: الّذي يَتقدّم الواردة الّذين يريدون الماء، فيهيِّئ لهم الأرسانَ و الدِّلاء، و يمدُر۵ الحوضَ، و يَستقي لهم، و هو فَعَلٌ بمعنى فاعل مثل تَبَع بمعنى تابع، يقال: رَجُلٌ فَرَط و قوم فَرَطٌ.
و منه في الدعاء للطفل: اللّهمّ اجعله لنا فرطا۶ ؛ أي أجرا يتقدّمنا حتّى نَرِد۷ عليه، و قد فَرَطتُ القومَ أفرُطهم فَرْطا فأنا فارط، و الجمع فُرّاط، و فُرّاط القَطا متقدّماتها إلى الماء.
1.. «ب» : لتتأدّب بكلامهم و لتقتدي .
2.. الأمالي للصدوق ، ص ۶۰۳ ، ح ۸۳۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۸۷ ، ح ۱۲ ؛ درر الأخبار ، ص ۱۳۸ ، ح ۹ .
3.. لم نعثر عليه .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ ، ح ۳۳۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۵۷ و ۳۸۴ و ۴۰۷ و مواضع اُخرى ؛ صحيح البخاري ،ج ۷ ، ص ۲۰۶ و ۲۰۹ ؛ و ج ۸ ، ص ۸۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۶۵ و ۶۸ . الغارات ، ج ۲ ، ص ۹۱۱ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۲۶۹ ، ح ۳۸ ؛ الإفصاح للمفيد ، ص ۵۱ ؛ الطرائف ، ص ۱۱۷ ، ح ۱۷۹ .
5.. «ألف» : يمذر .
و مَدَرتُ الحوضَ أمدُره : أصلحتُه بالمَدَر ، و المَدَر : قِطَع الطين اليابس . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۶۲ مدر .
6.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۳ ، ص ۴۹۲ ، ح ۶۴۳۹ ؛ و ج ۷ ، ص ۱۳۶ ، ح ۳ ؛ كتاب الدعاء للطبراني ، ص ۳۶۲ ، ح ۱۲۰۳ ؛ كتاب العين ، ج ۷ ، ص ۴۱۸ .
7.. «ألف» : يرد .