485
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قال اللّه‏۱ تعالى: «وَ الَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاما»۲، و قال اللّه‏ُ تعالى: «وَ لاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَ لاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا۳»۴.

و قال في معنى آخر: «وَ لاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَ لاَ تُخَافِتْ بِهَا وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً»۵، و طَرَفا الاُمور مذمومان: الإفراط و التفريط.

و قال عليه‏السلام: ما عالَ مَن اقتَصَد.۶

و الثالث: العدلُ في الغضب و الرضا، و هو أن يُنصِف مِن نفْسه۷ في جميع الأحوال ؛ غضبانَ۸ كان أو راضيا، فلا يُخرجه غضبُه عن التزام حدّه، و لا يُدخِله رضاه فيما يضرّه.

و قال رسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ثلاثٌ مِن أخلاق الأنبياء: مَن إذا غَضِبَ لم يُدخله غضبه في الميل، و مَن إذا رَضِي لم يخرجه رضاه مِن حقّ، و مَن إذا قَدَرَ لم يَتعاطَ ما ليس له فِعلُه.۹

و فائدة الحديث: تعريف المهلكات الثلاث و الزجر عنها، و المنجياتِ الثلاث و الدعاء إليها.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۲۴۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُستَبَّانِ ما قالا فَهُوَ عَلَى البادِىِٔمَا لَم يَعتَدِ المَظلومُ.۱۰

أصل «السَّبّ»: الشتم القبيح، و سُمِّيَت الإصبعُ۱۱ الّتي تلي الإبهامَ سبّابةً لإشارتها بالسبّ،

1.. «ب» : ـ اللّه‏ .

2.الفرقان ۲۵ : ۶۷ .

3.. «ألف»: ـ «فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا» .

4.الإسراء ۱۷: ۲۹.

5.الإسراء(۱۷): ۱۱۰.

6.. عدّة الداعي ، ص ۷۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۲۰۴ ، ح ۴۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۴۴۷ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ،ص ۲۵۲ .

7.. «ب» : ـ نفسه .

8.«ألف» : غضبا .

9.. المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۲۷ ، ح ۳۴۳۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۸۱۱ ، ح ۴۳۲۲۵ ؛ و فيكلّها : «باطل» بدل «الميل» .

10.مسند الشهاب ، ج۱، ص۲۱۶، ح۳۲۸ و ۳۲۹ ؛ مسند أحمد ، ج۲، ص۲۳۵؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۲۱ ؛ سنن أبي داود ، ج۲، ص۴۵۴، ح۴۸۹۴. تحف العقول، ص۴۱۲ و فيه عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ روض الجنان، ج ۵، ص ۳۳۸؛ و ج ۵، ص ۳۳۸؛ و ج ۱۴، ص ۳۶۷؛ بحار الأنوار ، ج۷۲، ص۲۹۴ (رواه فيه عن صحيح مسلم) ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۹ ، ص ۱۳۸ ، ح ۱۰۴۸۱ (رواه فيه عن تفسير أبي الفتوح ، مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة) .

11.. الإصبع يذكَّر ويؤنَّث ، وفيه خَمس لغاتٍ مذكورةٍ في مَظانِّها .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
484

و قال عليه‏السلام: لا يَدخُل الجنّةَ مَن كان في قلبه مثقالُ حَبَّةٍ مِن خردلٍ مِن كِبْر.۱

و قيل۲: إنّ الكبر حُمقٌ لا يَدري الإنسانُ إلى مَن يَصرفه؟ فيصرفه إلى الكبر، فلو عَلِمَ المتكبّرُ ما له في التواضع لَتواضع و لم يَتكبّر، و إنّما يتكبّر الإنسان رفعا لنفسه و إعلاءً لقَدْره، و لا يكاد يَتكبّر إلاّ لهذا، و لَعَمري إنّه لو عَكَسَ لكان أقربَ إلى ما طلب و أدنى إلى ما فيه رَغِبَ۳ ؛ فإنّه مهما تَرفَّعَ بنفسه لم يَظفَر إلاّ بالمَقْتِ و البُغض و سوء القالة۴، /۱۶۴/و إذا تواضَعَ تَعبّد الناسُ له و رفعوه، فصحّ أنّ الّذي يطلبه في۵ خلاف ما يفعله.

و أمّا المنجيات ؛ فأوَّلُها خشيةُ اللّه‏ِ تعالى، و هو رأس أمر العقل ؛ فإنّه إذا خَشِيَ اللّه‏َ تعالى لم يَتجاسر على الإقدام على المعاصي، و كُلُّما ذَكَرَ اللّه‏َ تعالى قَصُرتْ إليه نفسُه فلَم تُساعده على القبيح، و إذا تَنَزَّهَ عن المناهي سَعِدَ سعادةً لا شقاوة بعدها.

و الثاني: القصد في الفقر و الغنى، و هو أن يكون متوسّطا في اُموره غيرَ مُسرِفٍ و لا شحيح.

و قال بعض الحكماء۶: القصد هو الشيء الّذي يُجزي۷ ما دونه، و لا يضُرّ عدمُ ما فوقه ؛ فعلى العاقل أن لا يُسرِف إذا استَغنى، و لا يقتِّر إذا افتقر ؛ /۱۷۷/ فإنّ اللّه‏َ تعالى هو الرزّاق.

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خير الاُمور أوساطها.۸

1.. معاني الأخبار ، ص ۲۴۱ ، ح ۱ ـ ۳ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۸۲ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۴۰۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۴۵۱ ؛ وج ۲ ، ص ۱۶۴ و ۲۱۵ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۵۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۹۷ ، ح ۴۱۷۳ .

2.. أدب الدنيا و الدين ، ص ۲۴۶ ؛ سراج الملوك ، ص ۱۷۳ ، نسب فيهما إلى اردشير بن بابك .

3.. «ألف» : ـ رغب .

4.. «ألف» : ـ القالة .
و القالة : القول الفاشي في الناس ، و تكون بمعنى القائلة يقال : انتشرت لفلان في الناس قالة حسنة أو قالة سيّئة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۷۵ قول .

5.. «ألف» : ـ في .

6.لم نعثر على قائله .

7.. «ألف» : يجري .

8.. فيض القدير ، ج ۵ ، ص ۶۱۲ ؛ الشفاء الروحي ، ص ۱۰۶ ؛ و لا يخفى أنّ الخبر قد تواتر بلفظ «أوسطها» في مصادرالفريقين .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1760
صفحه از 503
پرینت  ارسال به