49
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

هي مدرسة عظيمة ضخمة فخمة، بذل نفقاتها، و أنفق على طلاّبها و ساكنيها مجد الدين أبو القاسم عبيد اللّه‏ بن الفضل بن محمّد (ت ۵۳۵ه)،۱ فسُمّيت المدرسة المجديّة باسمه. مدح عمادُ الدين الكاتبُ الأصفهانيُّ مجد الدين القاساني بقصيدةٍ۲، و أيضاً مدحه السيّد الإمام الراوندي في ديوانه، و قال:

«ثمّ ما اختصّ به هذه البلدة العافي رسمها، المنسيّ بين البلاد اسمها، [أن] بنى فيها المدرسة التي هي في قبضتي...».۳

و ذكر جلالة هذه المدرسة الكبيرة السيّد أبو الرضا الراوندي في أشعاره مرتجلاً في المنبر، و قال:

و مدرسة أرضها كالسماء

كواكبها عزّ أصحابها

و صاحبها الشمس ما بينهم

فلو أنّ بلقيس مرّت بها

تجلّت علينا بآفاقها

و أبراجها عزّ أطباقها

تضيء الظلام بإشراقها

لاهوت لتكشف عن ساقها

و ظَنَّته صرح سليمان إذ

يمرّد بالجنّ حذّاقها۴

و ذكر هذه المدرسة العلمية المباركة معاصره الفاضل عبد الجليل الرازي القزويني في ذكر مدارس كاشان في عداد المدارس الصفوية و الشرفية و العزيزية، ضمن «كتاب نقض»۵، و ذكر أيضاً السيّد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة ما نصّه:

1.. هو أخو معين الدين أبي نصر أحمد بن الفضل المختصّ القاشاني وزير الدولة السلجوقي في عهد السلطان سنجر بن ملكشاه في سنة ۵۱۸ و المقتول على يد بعض الباطنية في ۵۲۱ هـ ؛ و هو الذي كتب أمين الإسلام الطبرسي ت ۵۴۸ ق الآداب الدينيّة للخزانة المعينية باسمه ، و مدحه ناصح الدين الأرّجاني بمدائح كثيرة مبتكرة . مجمع الآداب في معجم الألقاب ، ج ۵ ، ص ۱۳۷ ، الرقم ۴۷۹۸ ؛ تاريخ الوزراء للقمي ، ص ۲۱۱ ـ ۲۱۵ ؛ نهاية الإرب ، ج ۲۶ ، ص ۳۹۲ .

2.. الديوان لعماد الدين الكاتب، ج ۳، ص ۱۴۴۱ ـ ۱۴۵۰ ، القصيدة رقم ۲۸۶.

3.. ديوان الراوندي ، ص ۳۳ .

4.. ديوان الراوندي ، ص ۱۹۸ .

5.. نقض طبع دار الحديث ، ص ۲۱۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
48

على مراثيها فقد

أبقت بقلبي مرضا۱

و له أيضاً كما قال تلميذه ابن شهر آشوب:

محمّد خير مبعوث و أفضل من

مشى على الأرض من حافٍ و منتعل

من دينه نسخ الأديان أجمعها

و دور ملّته عفا على الملل

ثمّ الإمامة مهداة مرتبة

من بعده لأمير المؤمنين علي

من بعده ابناه و ابنا بنت سيّدنا

محمّد ثم زين العابدين علي

و الباقر العلم عن أسرار حكمته

و الصادق البرّ لم يكذب و لم يخل

و الكاظم الغيظ لم ينقض مروّته

ثمّ الرضا لم يفه و اللّه‏ بالزلل

ثمّ التقيّ فتى عاف الأنام معاً

قولاً و فعلاً فلم يفعل و لم يقل

ثمّ النقيّ ابنه و العسكريّ و من

يطهّر الأرض من رجسٍ و من دخل

القائم العدل و الحاكي بطلعته

طلوع بدر الدجى في دامس الطفل

تنشقّ ظلمة ظلم الأرض من قمر

إشراق دولته يأتي على الدول۲

هناك مخطوطة فريدة لديوان الراوندي مكتوبة في القرن الثامن، تحتفظ بها المكتبة الوطنية في طهران، و على هذه المخطوطة الفريدة حقّق الباحث الخبير الفقيد السيّد جلال الدين المحدّث الاُرموي، و علّق عليها تعاليق قيّمة، و قدّم لها مقدّمةً ضافيةً، و هي تشتمل على ۱۹۱۵ بيت، و منها ۱۸۶۰ من شعر نفس السيّد الإمام الراوندي، و الباقي من الأشعار التي نقلها رحمه‏الله عن الشعراء. و كلّ هذا غير الأشعار المنسوبة إليه في كتب التراجم و غيرها.

المدرسة المجديّة

من ثمرات وجوده الشريف و منجزات عمره الكريم المدرسة المجديّة، بناها في كاشان، و

1.. ديوان الراوندي ، ص ۴۰ ـ ۴۲ ؛ الدرجات الرفيعة ، ص ۵۰۸ ؛ أنوار الربيع ، ج ۴ ، ص ۱۶۰ .

2.. مناقب آل أبي طالب ، ج ۱ ، ص ۲۷۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1630
صفحه از 503
پرینت  ارسال به