477
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

/۱۷۳/ و صاحبُ الدنيا يَظنّ أنّ راحته في الكثرة، و كُلَّما استَكثر منها نَشِبَ في حبالها۱، و الشيطان يسوِّل له أنّه إذا استَكثر كُفِيَ المؤونةَ، و سَلِمَ من التَّعَب و النَّصَب لها، و قد شبّهه صاحب كليلة و دمنة۲ بمن يطفئ النار بالتَّبْن، فكلّما أكثر عليها زادها تدخينا و أذًى۳، فهذا مثل الدنيا، و الراحة في القناعة و الإقبال على الغرض المطلوب منه.

و «منهومان» رُفِعَ مبتدأً لاختصاصه، و «طالبُ علم» و ما بعده خبره، و يجوز أن يكون بالعكس من ذلك ؛ لأنّ النكرة في مثل هذا الموضع تقوم مقام المعرفة ؛ لأنّه ليس الغرض به التخصيص.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ صاحب العلم و صاحب الدنيا يَشتاقان إلى الازدياد فيهما.

و راوي الحديث: العبّاس بن عبد المطّلب.

۲۴۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الشَّيخُ شَابٌّ في حُبِّ اثنَتَينِ: في حُبِّ طُولِ الحَياةِ۴، وَ كَثرَةِ المالِ.۵

يبيّن صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ الشيخ و إن تَراجَعَتْ قوّتُه و تناقصتْ قدرته۶ ؛ فإنّ شهوته كما كانت، و حرصه على ما مضى، و لعلّه أحرص من الشابّ ؛ لأنّه قد قضى الشهواتِ، و ذاق عُسَيلَتها۷، و انتَفَعَ بمكانها، فهو أعرفُ بمَكاسرها منه، و الشابُّ بعدُ غِرٌّ۸ غافل /۱۶۱/عن هذه الأحوال.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ شهوة الشيخ لا تَتقاصر عن شهوة الشابِّ في حبّ هذين: طول الحياة،

1.. «ب» : حبالتها .

2.. «ب» : ـ و دمنة .

3.. راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۹ ، ص ۲۱۳ .

4.. «ألف» : العُمر .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۳ ، ح ۳۲۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۷۹ و ۳۸۰ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۱۵ ،ح ۴۲۳۳ ؛ مسند الحميدي ، ص ۴۶۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۹۳ ، ح ۷۵۷۰ . روضة الواعظين ، ص ۴۲۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۱۷۴ ، ذيل ح ۹ .

6.. «ب» : تراجعت قدرته و تناقصت قوّته .

7.. العُسَيلة تصغير العَسَلَة ، و هي القطعة من العسل ، فشبّه لذّة الجماع بذوق العسل . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۴۵ ؛ مجمع البحرين ، ج ۵ ، ص ۴۲۳ عسل .

8.. الغِرُّ و الغرير : الشابُّ الّذي لا تجربة له ، و رجُل غِرٌّ أي غير مجرَّب . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۶ غرر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
476

و فائدة /۱۶۰/ الحديث: الإخبار عن عظيم ثواب الباكي و الحارس في سبيل اللّه‏، و التنويهُ بذلك، و التنبيهُ على فضله و منزلته.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۲۳۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنهُومانِ لاَ يَشبَعانِ: طَالِبُ عِلمٍ، وَ طَالِبُ دُنيَا.۱

«النَّهْمَة»۲: بلوغ الغاية في الشيء و الحرص عليه و الوُلوغ به، و قد نُهِمَ بكذا فهو مَنهوم أي مُولَع.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ طالب العلم لا يشبَع منه ؛ و ذلك أنّه لا يَتناهي، فكُلَّما حصَّل شيئا تاقتْ نفْسُه إلى ما سواه۳، فلا يكاد يشبع منه.

و قال عليه‏السلام: كُلُّ طالبِ عِلْمٍ غَرثانُ۴ إلى عِلم،۵ و كذلك الدنيا كُلَّما حَصَّلَ منها شيئا أراد أن يَجمع إليه غيرَه ؛ للحرص المجبول فيه و الشهوةِ المغرَّزة في طباعها، فأحدُ هذين الحِرصين ممدوحٌ و هو نَهمةُ العلم، و الآخَرُ مذموم و هو الحرص على الدنيا ؛ لأنّها تَصرفه عن كلّ خير، و تصُدُّه عن العبادة الّتي هي رأس ماله، و ما أحسَنَ ما قال:

أ لم تَرَ أنّ المرءَ طولَ حياته

معنًّى بأمر لا يزال يعالجه

كَدودٌ كدودِ القَزِّ يَنسج دائبا

و يَهلك غمّا وَسطَ ما هو ناسِجه۶

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۲ ، ح ۳۲۲ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۹۶ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۹۲ ؛ المعجم الأوسط ،ج ۶ ، ص ۲۰ ؛ الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۶ ، ح ۱ ؛ التهذيب ، ج ۶ ، ص ۳۲۸ ، ح ۹۰۶ ؛ كتاب سليم بن قيس ، ص ۲۶۱ ؛ معدن الجواهر ، ص ۲۵ و في كلّ المصادر غير الأوّل مع اختلاف يسير .

2.. «ألف» : النهم .

3.. «ب» : ما سواها .

4.. الغَرثان : الجائع ، و في الحديث : كُلُّ عالم غَرثانُ إلى علم . راجع : كتاب العين ، ج ۴ ، ص ۴۰۰ ؛ لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۷۲ غرث .

5.. سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۸۷ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۰ ، ح ۲۰۵ .

6.. البيتان لأبي الفتح البستي ، اُنظر : حياة الحيوان الكبرى ، ج ۱ ، ص ۴۷۶ ؛ دمية القصر و عصرة أهل العصر ، ج ۳ ،ص ۱۵۱۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1723
صفحه از 503
پرینت  ارسال به