و فائدة /۱۶۰/ الحديث: الإخبار عن عظيم ثواب الباكي و الحارس في سبيل اللّه، و التنويهُ بذلك، و التنبيهُ على فضله و منزلته.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۲۳۹.قوله صلىاللهعليهوآله: مَنهُومانِ لاَ يَشبَعانِ: طَالِبُ عِلمٍ، وَ طَالِبُ دُنيَا.۱
«النَّهْمَة»۲: بلوغ الغاية في الشيء و الحرص عليه و الوُلوغ به، و قد نُهِمَ بكذا فهو مَنهوم أي مُولَع.
فيقول صلىاللهعليهوآله: إنّ طالب العلم لا يشبَع منه ؛ و ذلك أنّه لا يَتناهي، فكُلَّما حصَّل شيئا تاقتْ نفْسُه إلى ما سواه۳، فلا يكاد يشبع منه.
و قال عليهالسلام: كُلُّ طالبِ عِلْمٍ غَرثانُ۴ إلى عِلم،۵ و كذلك الدنيا كُلَّما حَصَّلَ منها شيئا أراد أن يَجمع إليه غيرَه ؛ للحرص المجبول فيه و الشهوةِ المغرَّزة في طباعها، فأحدُ هذين الحِرصين ممدوحٌ و هو نَهمةُ العلم، و الآخَرُ مذموم و هو الحرص على الدنيا ؛ لأنّها تَصرفه عن كلّ خير، و تصُدُّه عن العبادة الّتي هي رأس ماله، و ما أحسَنَ ما قال:
أ لم تَرَ أنّ المرءَ طولَ حياته
معنًّى بأمر لا يزال يعالجه
كَدودٌ كدودِ القَزِّ يَنسج دائبا
و يَهلك غمّا وَسطَ ما هو ناسِجه۶
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۲ ، ح ۳۲۲ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۹۶ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۹۲ ؛ المعجم الأوسط ،ج ۶ ، ص ۲۰ ؛ الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۶ ، ح ۱ ؛ التهذيب ، ج ۶ ، ص ۳۲۸ ، ح ۹۰۶ ؛ كتاب سليم بن قيس ، ص ۲۶۱ ؛ معدن الجواهر ، ص ۲۵ و في كلّ المصادر غير الأوّل مع اختلاف يسير .
2.. «ألف» : النهم .
3.. «ب» : ما سواها .
4.. الغَرثان : الجائع ، و في الحديث : كُلُّ عالم غَرثانُ إلى علم . راجع : كتاب العين ، ج ۴ ، ص ۴۰۰ ؛ لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۷۲ غرث .
5.. سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۸۷ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۰ ، ح ۲۰۵ .
6.. البيتان لأبي الفتح البستي ، اُنظر : حياة الحيوان الكبرى ، ج ۱ ، ص ۴۷۶ ؛ دمية القصر و عصرة أهل العصر ، ج ۳ ،ص ۱۵۱۱ .