475
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و فائدة الحديث: الأمر بالسَّماحة و السخاء، و النهي عن سوء الخلق.

و راوي الحديث: أبو سعيدٍ الخُدريُّ.

۲۳۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عَينَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَينٌ بَكَتْ في جَوفِ اللَّيْلِ مِن خَشيَةِ اللّه‏ِ، وَ عَينٌ بَاتَتْ تَحرُسُ في سَبيلِ اللّه‏.۱

عَظَّمَ۲ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هذين الأمرين: البكاء من خشية اللّه‏ِ، و الحِراسة في سبيله، و للبكاء منزلة عظيمة لا تُنال بغيره ؛ لما فيه من الخشوع و التواضع و الانقطاع إلى اللّه‏ِ تعالى، و في الحديث: أنّ القطرة من الدمع تُطفئ بُحورا من النار،۳ و هو غاية الفَزَع و نهاية الجزع.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ العين الباكية من خشية اللّه‏ِ تعالى محرَّمة على النار، و كذلك العين الّتي تَحرُس جيشَ الإسلام إذا عادوا إلى معسكرهم مُعْيِين۴ مِن حَرّ الجِلاد۵ و تعب العِراك۶، فينطرحون، فالنوم إليهم أقرب و عليهم أغلب، فالعين الّتي تحفَظهم و تحرسهم محرَّمةٌ على النار، و كذلك العين الّتي تَربَأ۷ لهم حتّى لا يَهجُم عليهم العدوُّ على غِرّةٍ، و لا يُغشَون بغتةً.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۱ و ۲۱۲ ، ح ۳۲۰ و ۳۲۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۹۶ ، ح ۱۶۹۰ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ،ص ۸۳ (و فيه مع اختلاف يسير) ؛ مسند الشاميّين ، ج ۳ ، ص ۳۳۷ ، ح ۲۴۲۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۷۲ ، ح ۳۷۰۰ . تذكرة الفقهاء للحلّي ، ج ۹ ، ص ۴۵۲ ؛ منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۹۰۳ ؛ كشف الغطاء ، ص ۴۰۹ .

2.. «ألف» : + اللّه‏ .

3.. التخويف من النار للحنبلي ، ص ۶۳ ؛ فيض القدير ، ج ۵ ، ص ۶۲۶ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۴ ، ص ۵۲ ؛ تفسير الآلوسي ، ج ۱۵ ،ص ۱۹۰ .

4.. أعيا الماشي : كَلَّ . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۱۲ عيو .

5.. الجِلاد هو الضرب بالسيف و السوط و نحوه إذا ضربته . انظر : كتاب العين ، ج ۶ ، ص ۸۲ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۲۶ جلد .

6.. عارَكه مُعارَكةً و عِراكا : قاتَلَه ، و به سُمِّي الرجُلُ معارِكا . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۶۵ عرك .

7.. «ب» : تريأ . «ألف» : «بريا» بدون النقطة للياء . و كلاهما تصحيف .
و يَربأ أهلَه أي يحفظهم من عدوِّهم ، و الاسم الربيئة ، و هو العين و الطليعة الّذي ينظر للقوم لئلاّ يَدهَمهم عدوٌّ . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۸۲ ربأ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
474

يَصُدُّه عمّا لا يَعنيه.

و لا الفقه في الشريعة ؛ و ماذا يَصنع بالفقه إذا لم يؤمن به؟! بَلى يَتَشبّه و يُري و يُلبِّس /۱۵۹/و لا يتمشّى له ؛ فإنّ اللّه‏ِ تعالى يَفضَحه و لا يتركه مستورَ الحال.

قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: ما أضمَرَ أحدٌ شيئا إلاّ ظَهَرَ في صَفَحات وجهِه و فَلَتات لسانه.۱

و فائدة الحديث: إعلام أنّ هاتين الخصلتين المحمودتين ـ هيئة الصلاح، و الفقه في الدين ـ لا يوجدان في المنافق.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن سلام.

۲۳۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خَصلَتانِ لا يَجتَمِعانِ في مُؤمِنٍ: البُخلُ وَ سوءُ الخُلُقِ.۲

قد تَقدَّم الكلامُ في البخل و معناه، و أصعَبُ البخل الامتناعُ مِن إخراج حَقِّ اللّه‏ تعالى، و سوءُ الخُلق من أقبح الخصال الذميمة ؛ يعني عليه‏السلام أنّ المؤمن سهلُ الجانب سَمْحٌ۳، لا يَبخَل ما يَعلم أنّه تارِكُه عن قليل، و دَمِثُ۴ الأخلاق طاهر الأعراق، لا ينفِّر جَليسا، و لا يؤذي أنيسا، بل يعامِل بالأحسن الأوفق و الأجمل الأرفق، و يعاشر أخاه أحسن۵ المعاشرة، فلا يشحّ بما تحويه ذات يده على الإخوان، و لا يُسيء معاشرتَه للخُلاّن.

و مضمون الحديث: أنّ الإيمان يَأمر بذلك، /۱۷۲/ و ليس الغرض أنّه لا يمكن أن يكون مؤمن ممسكا أو شَكِسَ۶ الأخلاق، بل هو آمر بأنّه ينبغي أن يكون المؤمن سَمْحا بَذّالاً و حَسَنَ الخُلق، مَزّاحا متبسّما غير عابِس و لا باسِرٍ ؛ لئلاّ يَنفِرَ عنه إخوانُه، و لا يَفِرَّ منه أخدانُه.

1.. المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۸۷ ؛ نهج البلاغة ، الحكمة ۲۶ ؛ منية المريد ، ص ۱۷۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۸ ، ص ۳۱۶ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۱ ، ح ۳۱۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۳۱ ، ح ۲۰۲۸ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص ۸۳ ؛ مسندأبي داود الطيالسي ، ص ۲۹۳ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۲ ، ص ۴۹۱ ، ح ۱۳۲۸ . الخصال ، ص ۷۵ ، ح ۱۱۷ ؛ عيون الحكم و المواعظ ، ص ۲۴۲ ؛ روضة الواعظين ، ج ۱ ، ص ۳۸۳ مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة .

3.. سَمَحَ و أسمَحَ إذا جاد و أعطى عن كرم و سخاء ، و سَمَحَ و تسمَّح : فعل شيئا فسَهّل فيه . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۸۹ سمح .

4.. رجُلٌ دَمِثٌ بيِّنُ الدَّماثة و الدُّموثة : وَطيءُ الخُلق ، يقال : ما أدمَثَ فلانا و أليَنَه . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۴۹ دمث .

5.. «ألف» : بأحسن .

6.. «ألف» : متمسِّكا أو سيس .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1639
صفحه از 503
پرینت  ارسال به