اُقيم مع الظَّلَمة.۱
و قال عليهالسلام: إنّ في النار واديا إذا فُتح استغاثت جهنّم من حَرّه، و في ذلك الوادي بئرا إذا فُتحت استغاث ذلك الوادي مِن حَرّها، يَدخلها أهلُ الجور من العُمّال و الاُمراء.۲ أو كما قال.
و قال أيّوب السختياني: لمّا مات ابنُ اُذينة ذُكرَ أبو قِلابةَ للقضاء، فهرب إلى اليمانة، قال أيّوب: فلقيتُه بعد ذلك فقلتُ: و ما كان عليك لو دخلتَ في القضاء؟ قال: إنّي وجدت أمر القضاء۳ في ثلاثة نفر ركبوا سفينةً ؛ أحدهم ماهر بالسباحة، و الثاني۴ لا يكاد يَغرق۵ إلاّ قليلاً، و الثالث لا يعرف شيئا، فانكسرَت السفينة ؛ فالذي لم يُحسِن غَرِقَ في الحال، و الّذي يُحسِن شيئا كابَدَ الماءَ هنيئةً ثمّ غرق، و أمّا الّذي هو ماهرٌ بالسباحة فكابد الماءَ۶ و كابده فغرق بعد أيّام، فلم أر أحدا منهم نجا، فكذلك القاضي و إن كان عالما فهما، فلا يكاد ينجو إلاّ مَن عَصَمه اللّهُ تعالى بفضله.۷
و ما أحسَنَ ما ضرب أبو قِلابةَ المثلَ للقضاء ؛ فإنّه كذلك حذوَ النعل بالنعل!
و فائدة الحديث: التحذيرُ من القضاء و الدخول فيه و التكلّف له و الجُنوح إلى واديه.
و راوي الحديث: ابن عمر، و في آخر الحديث: قاضٍ قضى بغير ما أنزل اللّه تعالى فهو في النار، /۱۷۱/ و قاضٍ قضى بالهوى فهو في النار، و قاضٍ قضى بما أنزل اللّه فهو في الجنّة.۸
۲۳۶.قوله صلىاللهعليهوآله: خَصلَتانِ لا يَكونانِ في مُنافِقٍ: حُسنُ سَمتٍ، وَلا فِقهٌ في الدِّين.۹
كأَنَّ أصل «الخَصْل»: القطع، يقول: سيفه مِخصَل أي قاطع.
1.. لم نعثر عليه .
2.. لم نعثر عليه . نعم روي عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «إنّ في جهنّم حبلاً يقال له : صعود ، و إنّ في صعود لواديا يقال له : سقر ،و إنّ في سقر لَجُبّا يقال له : هبهب ، كلّما كشف غطاء ذلك الجبّ ضَجَّ أهل النار من حَرّه ، و ذلك منازل الجبّارين» . رواه في المحاسن ، ج ۱ ، ص ۱۲۳ ؛ و روي أيضا في ثواب الأعمال ، ص ۲۷۴ .
3.. «ب» : ـ قال : إنّي وجدت أمر القضاء .
4.. «ألف» : ـ و الثاني .
5.. «ب» : يعرف .
6.. «ب» : ـ هنيئة . . . فكابد الماء .
7.. راجع : المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۵ ، ص ۳۵۸ ؛ الطبقات الكبرى ، ج ۷ ، ص ۱۸۳ ؛ التاريخ الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۳۵ ؛ تاريخمدينة دمشق ، ج ۲۸ ، ص ۳۰۲ .
8.. راجع المصادر المذكورة للحديث .
9.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۰ ، ح ۳۱۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۵۴ ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ، ج ۱۴ ، ص ۱۴۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۰۴ ، ح ۳۹۱۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۵۶ ، ح ۷۷۶ . الأمالي للمفيد ، ج ۱ ، ص ۲۷۴ ، ح ۵ ؛ تذكرة الفقهاء للحلّي ، ج ۱ ، ص ۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۳ ، ص ۵۴۹ و في الأكثر : «و لا فِقْه» .