473
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و الخَصْل۱ في النِّضال: الخَطَر الّذي يُخاطَر عليه كأنّه اقتَطَعَ۲ رهينةً، و تَخاصَلَ القومُ: تَراهنوا في الرمي، و خَصَلْتُهم: غَلَبْتُهم، و الخَصْل: القَرْطَسَة۳، و الخُصْلة: اللفيفة من الشَّعر، و الخَصلة: الخَلَّة تكون في الإنسان و هي الّتي في الحديث.

و «المنافق»: الّذي يَدخل في الدِّين لفظا و يَخرج منه عَقدا، و اشتقاقه من النافِقاء و هي جُحر اليَربوع، يقال: نافَقَ اليربوعُ: إذا دَخَلَ في جُحره، و النافقاء: جُحر يكتمه و يُظهِر غيرَه، و يُقال للظاهر من جِحَرَته: القاصِعاءُ، فإذا اُتي من قِبل القاصعاء خرج مِن النافقاء، و قد انتَفَقَ اليربوعُ أي خَرَجَ، و جمعُ النافقاء نَوافق، و النَّفَق: السَّرَب۴.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ هاتين الخَلَّتين لا تَكادان توجَدان في المنافق: حُسنُ الطريقة.

و «السَّمت»: الطريق، و قد سَمَتَ يَسمُت قَصَد السمتَ۵، و السَّمتُ هيئة الخير ؛ يعني أنّ المنافق يَسخر و يستهزئ و يَمجُن۶ و لا يبالي ما فعل و ما قال ؛ لأنّه لا خوف مَعادٍ عليه

1.. و الخَصْل : القَمْر في النِّضال ، و قد خَصَله إذا قَمَره ، و تَخاصَلوا إذا استَبقوا ، و قَمَرتُ الرجُلَ أقمِره قَمْرا : لاعبته فيه فغلبته . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۷ خصل ؛ و ج ۵ ، ص ۱۱۵ (قمر) .

2.. «ألف» : أقطع .
و اقتَطَعَ طائفةً من الشيء : أخذها ، و يَقتطع مالَ امرئٍ مسلم أي يأخذه لنفسه متملّكا . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۸۰ و ۲۸۱ قطع .

3.. كُلُّ أديم يُنصَب للنِّضال فاسمه قِرطاس . فإذا أصاب الرامي قيل : قَرطَسَ أي أصاب القِرطاسَ . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۷۲ قرطس .

4.. السَّرَب : الطريق ، و حَضِر تحت الأرض ، و حُجر الثعلب و الأسد، والمَسلَك في خُفية . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ،ص ۴۶۴ ـ ۴۶۶ سرب .

5.. «ب» : ـ السمت .

6.. الماجن : الذي يرتكب المقابح المُردية و الفضائح المُخزية ، لا يبالي بما قال و لا ما قيل له كأنّه مِن غلظ الوجه و الصلابة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۰۰ مجن .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
472

اُقيم مع الظَّلَمة.۱

و قال عليه‏السلام: إنّ في النار واديا إذا فُتح استغاثت جهنّم من حَرّه، و في ذلك الوادي بئرا إذا فُتحت استغاث ذلك الوادي مِن حَرّها، يَدخلها أهلُ الجور من العُمّال و الاُمراء.۲ أو كما قال.

و قال أيّوب السختياني: لمّا مات ابنُ اُذينة ذُكرَ أبو قِلابةَ للقضاء، فهرب إلى اليمانة، قال أيّوب: فلقيتُه بعد ذلك فقلتُ: و ما كان عليك لو دخلتَ في القضاء؟ قال: إنّي وجدت أمر القضاء۳ في ثلاثة نفر ركبوا سفينةً ؛ أحدهم ماهر بالسباحة، و الثاني۴ لا يكاد يَغرق۵ إلاّ قليلاً، و الثالث لا يعرف شيئا، فانكسرَت السفينة ؛ فالذي لم يُحسِن غَرِقَ في الحال، و الّذي يُحسِن شيئا كابَدَ الماءَ هنيئةً ثمّ غرق، و أمّا الّذي هو ماهرٌ بالسباحة فكابد الماءَ۶ و كابده فغرق بعد أيّام، فلم أر أحدا منهم نجا، فكذلك القاضي و إن كان عالما فهما، فلا يكاد ينجو إلاّ مَن عَصَمه اللّه‏ُ تعالى بفضله.۷

و ما أحسَنَ ما ضرب أبو قِلابةَ المثلَ للقضاء ؛ فإنّه كذلك حذوَ النعل بالنعل!

و فائدة الحديث: التحذيرُ من القضاء و الدخول فيه و التكلّف له و الجُنوح إلى واديه.

و راوي الحديث: ابن عمر، و في آخر الحديث: قاضٍ قضى بغير ما أنزل اللّه‏ تعالى فهو في النار، /۱۷۱/ و قاضٍ قضى بالهوى فهو في النار، و قاضٍ قضى بما أنزل اللّه‏ فهو في الجنّة.۸

۲۳۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: خَصلَتانِ لا يَكونانِ في مُنافِقٍ: حُسنُ سَمتٍ، وَلا فِقهٌ في الدِّين.۹

كأَنَّ أصل «الخَصْل»: القطع، يقول: سيفه مِخصَل أي قاطع.

1.. لم نعثر عليه .

2.. لم نعثر عليه . نعم روي عن أبي جعفر عليه‏السلام ، قال : «إنّ في جهنّم حبلاً يقال له : صعود ، و إنّ في صعود لواديا يقال له : سقر ،و إنّ في سقر لَجُبّا يقال له : هبهب ، كلّما كشف غطاء ذلك الجبّ ضَجَّ أهل النار من حَرّه ، و ذلك منازل الجبّارين» . رواه في المحاسن ، ج ۱ ، ص ۱۲۳ ؛ و روي أيضا في ثواب الأعمال ، ص ۲۷۴ .

3.. «ب» : ـ قال : إنّي وجدت أمر القضاء .

4.. «ألف» : ـ و الثاني .

5.. «ب» : يعرف .

6.. «ب» : ـ هنيئة . . . فكابد الماء .

7.. راجع : المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۵ ، ص ۳۵۸ ؛ الطبقات الكبرى ، ج ۷ ، ص ۱۸۳ ؛ التاريخ الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۳۵ ؛ تاريخمدينة دمشق ، ج ۲۸ ، ص ۳۰۲ .

8.. راجع المصادر المذكورة للحديث .

9.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۰ ، ح ۳۱۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۵۴ ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ، ج ۱۴ ، ص ۱۴۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۰۴ ، ح ۳۹۱۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۵۶ ، ح ۷۷۶ . الأمالي للمفيد ، ج ۱ ، ص ۲۷۴ ، ح ۵ ؛ تذكرة الفقهاء للحلّي ، ج ۱ ، ص ۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۳ ، ص ۵۴۹ و في الأكثر : «و لا فِقْه» .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1660
صفحه از 503
پرینت  ارسال به