و قال عليهالسلام: مَن طَلَبَ القضاءَ وُكلَ إليه، و مَن اُجبر عليه وُكّل به مَلِكٌ يسدّده.۱
و في الحديث: إذا كان يوم القيامة نادى مُنادٍ مِن السماء: أين الظلمة و أعوان الظلمة؟! حتّى مَن رَبَطَ لهم كِيسا أو بَرى۲ قلما أو ألاق دواةً، فيُحشرون جميعا إلى النار.۳ أو كما قال صلىاللهعليهوآله.
فروي أنّ أحمد بن حنبل لمّا حُبس كان طول نهاره يعظ المحبوسين، و يَزجرهم عن المعاصي، و يَرويهم الأخبار، و يُحدِّثهم بالأحاديث، و يحسِّن لهم التوبةَ و الإنابة، و كان السَّجّان يشاهِد ما يرى، فروى لهم ذات يوم هذا الحديث، فبكى السجّان و قال: أيّها الشيخ، أنا من أعوان الظلمة؟ قال: معاذ اللّهِ! ففَرِحَ السَّجّان، فقال أحمد: بل أعوان الظلمة المزيِّن الّذي يزيّنك، و الخيّاط الّذي يَخيط ثوبَك، و القصّار الّذي يَقصُر لك، و البقّال الّذي /۱۵۸/يعاملك، و أنت عين الظالم!۴
و قال الشاعر:
إذا خان الأميرُ و كاتباه
و قاضي الأرضِ داهَنَ في القضاء
فويلٌ ثُمّ ويلٌ ثمّ ويلٌ
لِقاضي الأرضِ مِن قاضي السماء۵
و قال مجاهد: يؤتى بمعلِّم الكتاب۶ يوم القيامة ؛ فإن كان قد عدل بين الغلمان، و إلاّ
1.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۱۸ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۴ ، ۲۹۶ .
2.. بَرَى العودَ و القلم و القِدح و غيرها : نَحَتَه . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۷۰ بري .
3.. النوادر للراوندي ، ص ۱۵۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۱۳۱ ، ح ۱۶ الطبعة الإسلاميّة ؛ تخريج الأحاديث و الآثارللزيعلي ، ج ۳ ، ص ۲۸ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۳ ، ص ۲۶۳ مع اختلاف في اللفظ .
4.. لم نعثر عليه .
5.. نقله السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة ، ج ۳ ، ص ۶۲۲ عن بهلول . و انظر : ربيع الأبرار ، ج ۴ ، ص ۳۱۳ ؛ المستطرففي كلّ فنّ مستظرف ، ص ۱۰۹ .
6.. «ألف» : + المكتب .