و راوي الحديث: أبو هريرة.
۲۳۵.قوله صلىاللهعليهوآله: القُضاةُ ثَلاثَةٌ: قاضيانِ في النَّارِ، وَ قَاضٍ في الجَنَّة.۱
«القَضاء» يُطلَق على مَعانٍ۲، و هو هاهنا عبارة عن /۱۶۹/ فصل الحكم بين الناس.
و يقول صلىاللهعليهوآله: «إنّ القضاة ثلاثة» ؛ فقَسَمهم ثلاثةَ أنواع: أحدها مصيب، و الآخران هالكان متردّيان في النار، فالأوّل من الهالكين أن يَتولّى القضاء و ليس له بأهل ؛ لجهله بالكتاب و السنّة و الفقه و أحوال الشريعة، يتقلّد القضاء و غرضه أن يَصطاد أموال الناس، فنَصَبَ التديُّنَ شَرَكا۳ يَحوشُ إليه۴ يَرتشي و يَظلم و يسُلُّ۵ و يَهضِم۶، و يُحِلّ الحرام، و يحرِّم الحلال، و يَلِغُ في الدماء، و يدور على درهم يغصبه، و حُطامٍ يكسبه، ليسَت الديانةُ منه على بالٍ.
/۱۵۷/ و الثاني: أن يكون عالما ؛ و لكن غرضه أيضا غرض الجاهل، فهو أحذق صناعةً و أمتن بضاعةً، يبيع الدين بمحقَّرٍ مِن الدنيا، و لا يفكّر في العُقبى، فيَظلم و يَجور، بل يَهلك و يبور، و مَن يَتحاكم إليه يَعتمد عليه، و يُحسِن الظنَّ بمكانه لعلمه و معرفته، و لا يَعلم أنّه جعل علمه آلةً يَصطاد بها، و شبكةً يَسوق إليها، فيَتصاحبّان إلى النار، و هي أولى بهما.
و الثالث الّذي هو [من] أهل الجنّة: هو العالم۷ الّذي تُعينه الديانة، و تَحوطه۸ الأمانة، و تحيفه۹ الصيانة، و تتبرّأ منه الخيانة، يَقضي بما يَعلم، و يَحكم بما يفهم، و هو خائف ممّا
1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ ، ح ۳۱۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۹۰ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۱۶ و ص ۱۱۷ ؛سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۷۷۶ ، ح ۲۳۱۵ مع اختلاف يسير فيه . الخلاف للطوسي ، ج ۶ ، ص ۲۰۸ ؛ المبسوط للطوسي ، ج ۸ ، ص ۸۳ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۲ ، ص ۳۴۲ ، ح ۴ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۵۳۱ ، ح ۱۸۸۹ (مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة ، و في الأخير عن الإمام علي عليهالسلام) .
2.. «ألف» و «ب» : معاني .
3.. الشَّرَك : حبائل الصائد و كذلك ما ينصب للطير . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۵۰ شرك .
4.. حُشتُ عليه الصيدَ و الطيرَ : نَفَّرتُه نحوه ، و سُفته إليه ، و جمعتُه عليه . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۹۰ جوش .
5.. سَلَّ الرجُل و أسَلَّ إذا سرق ، و سَلَّ الشيءَ . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۳۴۲ سلل .
6.. هَضَمَ فلانٌ على فلان : هَبَطَ عليه ، و ما شَعَروا بنا حتّى هَضَمْنا عليهم . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۱۳ و ۶۱۵ هضم .
7.. «ب» : عالمٌ .
8.. حاطَه يَحوطه حَوطا : حَفِظه و صانه و ذبَّ عنه و توفَّر على مَصالحه . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۷۹ حوط .
9.. «ب» : تحتفه .
حافَ عليه في حكمه يحيف : مالَ و جار . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۶۰ حيف .