469
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۲۳۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: القُضاةُ ثَلاثَةٌ: قاضيانِ في النَّارِ، وَ قَاضٍ في الجَنَّة.۱

«القَضاء» يُطلَق على مَعانٍ۲، و هو هاهنا عبارة عن /۱۶۹/ فصل الحكم بين الناس.

و يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «إنّ القضاة ثلاثة» ؛ فقَسَمهم ثلاثةَ أنواع: أحدها مصيب، و الآخران هالكان متردّيان في النار، فالأوّل من الهالكين أن يَتولّى القضاء و ليس له بأهل ؛ لجهله بالكتاب و السنّة و الفقه و أحوال الشريعة، يتقلّد القضاء و غرضه أن يَصطاد أموال الناس، فنَصَبَ التديُّنَ شَرَكا۳ يَحوشُ إليه۴ يَرتشي و يَظلم و يسُلُّ۵ و يَهضِم۶، و يُحِلّ الحرام، و يحرِّم الحلال، و يَلِغُ في الدماء، و يدور على درهم يغصبه، و حُطامٍ يكسبه، ليسَت الديانةُ منه على بالٍ.

/۱۵۷/ و الثاني: أن يكون عالما ؛ و لكن غرضه أيضا غرض الجاهل، فهو أحذق صناعةً و أمتن بضاعةً، يبيع الدين بمحقَّرٍ مِن الدنيا، و لا يفكّر في العُقبى، فيَظلم و يَجور، بل يَهلك و يبور، و مَن يَتحاكم إليه يَعتمد عليه، و يُحسِن الظنَّ بمكانه لعلمه و معرفته، و لا يَعلم أنّه جعل علمه آلةً يَصطاد بها، و شبكةً يَسوق إليها، فيَتصاحبّان إلى النار، و هي أولى بهما.

و الثالث الّذي هو [من] أهل الجنّة: هو العالم۷ الّذي تُعينه الديانة، و تَحوطه۸ الأمانة، و تحيفه۹ الصيانة، و تتبرّأ منه الخيانة، يَقضي بما يَعلم، و يَحكم بما يفهم، و هو خائف ممّا

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۰۹ ، ح ۳۱۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۹۰ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۱۶ و ص ۱۱۷ ؛سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۷۷۶ ، ح ۲۳۱۵ مع اختلاف يسير فيه . الخلاف للطوسي ، ج ۶ ، ص ۲۰۸ ؛ المبسوط للطوسي ، ج ۸ ، ص ۸۳ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۲ ، ص ۳۴۲ ، ح ۴ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۵۳۱ ، ح ۱۸۸۹ (مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة ، و في الأخير عن الإمام علي عليه‏السلام) .

2.. «ألف» و «ب» : معاني .

3.. الشَّرَك : حبائل الصائد و كذلك ما ينصب للطير . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۵۰ شرك .

4.. حُشتُ عليه الصيدَ و الطيرَ : نَفَّرتُه نحوه ، و سُفته إليه ، و جمعتُه عليه . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۹۰ جوش .

5.. سَلَّ الرجُل و أسَلَّ إذا سرق ، و سَلَّ الشيءَ . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۳۴۲ سلل .

6.. هَضَمَ فلانٌ على فلان : هَبَطَ عليه ، و ما شَعَروا بنا حتّى هَضَمْنا عليهم . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۱۳ و ۶۱۵ هضم .

7.. «ب» : عالمٌ .

8.. حاطَه يَحوطه حَوطا : حَفِظه و صانه و ذبَّ عنه و توفَّر على مَصالحه . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۷۹ حوط .

9.. «ب» : تحتفه .
حافَ عليه في حكمه يحيف : مالَ و جار . لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۶۰ حيف .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
468

تقدّم الكلام عليه، و دعوة المسافر ؛ لأنّه ممتحَن مكدود مَجهود۱ معنًّى۲ يحتمل۳ أعباء سفره و۴ مراقبة خطره، و كأنَّ۵ العبد كلّما كان أضعفَ قلبا و أشدّ حُرقَةً و أكثر همّا كان أقرب إلى اللّه‏ تعالى، و لذلك۶ قال: أنا عند المنكسرةِ قلوبُهم،۷ ثمّ إنّه ربّما كان ذلك السفر طاعةً، و المطيع على شُرُف استماع الدعاء.

و أمّا دعوة الوالد على وَلَده فلحقوقه الكثيرة عليه ؛ الأوّل أنّه أحد أسباب وجوده، و المُرهِق۸ لنفْسه طلبا لسلامة وَلده، و الساهِرُ لنومه، و المعنِّي۹ لراحته، و المفتقِر لغناه، و المنحطُّ۱۰ في هواه، فإذا قابله بالعُقوق و إنكار الحقوق كان بالحَريّ أن يَسمع اللّه‏ تعالى دعاء والده المظلوم عليه.

و فائدة الحديث: الزجر عن الظلم و العقوق، و إعلام أنّ هؤلاء الثلاثة المذكورين في الحديث على شرف الإجابة.

1.. «ألف» : ـ مجهود .

2.. عنَّيتُه : أسَرْتُه و حَبستُه مضيَّقا عليه . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۱۰۲ عنى .

3.. «ب» : يَحمل .

4.«ألف» : ـ و .

5.. «ألف» : فكأنَّ .

6.«ألف» : كذلك .

7.. الدعوات للراوندي ، ص ۱۲۰ ، ح ۲۸۲ ؛ عدّة الداعي ، ص ۱۶۵ ؛ منية المريد ، ص ۱۲۳ ؛ المواقف للإيجي ، ج ۳ ، ص ۴۵۷ ؛ فيض القدير ، ج ۱ ، ص ۶۶۳ .

8.. أَرهَقَه عُسرا: كَلَّفَه إيَّاه، تقول: لا تُرهقني لا أرهَقَكَ اللّه‏ُ أي لا تُعْسِرني لا أعسَرَك اللّه‏. انظر: لسان العرب، ج۱۰، ص۱۲۹ رهق .

9.«ألف»: المعيى .

10.«ألف»: المتخط .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2164
صفحه از 503
پرینت  ارسال به