و مربوبه الّذي يُعطيه اُصولَ النِعَم مِن الحياة و الشهوة و النَّفرة، و يرزقه و لا يَحبِس عنه رَواضعَ۱ النعم و موادَّ الرزق، فمتى يَرضى أن يَظلم عبدٌ مثلَه في العبوديّة ؛ فقد جَمَعَتهما العبوديّة، و أوجَبَت المماثلةَ بينهما.
فأمّا العقائد و الديانات فإنّه لا تعلُّقَ لها بالظلم و العدل، و اعتَبرْ بالشاهد: هل يرضى مَلِكٌ مِن ملوك بني آدم أن يكون له مملوك فيَظلمه غيره، و يَهضِمه و يَسلُبه نعمتَه، و هو في حَوز۲ الملك و تحت قدرته، فيَسكت عنه و لا يَدفع عنه ظلمه؟! فما لا يرضاه ابنُ آدم كيف يرضاه الخالق عزّ و علا؟
و قوله تعالى: «وَ مَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ»۳ فإنّه ليس من قبيل هذا الدعاء ؛ لأنّه في النار نعوذ باللّه منها، و إن حَملتَ الفجورَ على الفسق سهُل الأمرُ، و تخلَّصَ من الاعتراض.
و فائدة الحديث: الزجرُ عن الظلم، و تخويف الظالم بأنّ اللّه تعالى يسمع دعاء المظلوم و إن كان فاجرا.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۲۳۴.قوله صلىاللهعليهوآله: ثَلاثُ دَعَواتٍ مُستَجاباتٌ۴ لا شَكَّ فيهِنَّ: دَعوَةُ المَظلومُ، وَ دَعوَةُ المُسافِرِ، وَ دَعوَةُ الوالِدِ عَلَى وَلَدِه.۵
يقول صلىاللهعليهوآله: إنّ هذه الدعوات الثلاث۶ مستجاباتٌ لا شكّ فيهنّ، منها دعوة المظلوم ؛ لما