فيقول صلىاللهعليهوآله: شرّ الناس من قامت عليه القيامة و هو حيٌّ بعدُ ؛ و ذلك أنّ في آخر الزمان عند إظلال القيامة يَرتفع التكليف، و يُغلَق باب التوبة ؛ لأنّ تلك الحالة مثل حالة البَأس۱«لاَ يَنفَعُ نَفْسا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ»۲ ؛ لأنّها شبيهة بحالة النزع ؛ لأنّ في تلك المدّة يصير الشكّ إيقانا و الظنّ عِيانا، و يزلُّ زمام الاختيار عن يد المختار، و يَرهق۳ إلى وهلة الاضطرار، فشَرُّ الناس مَن تقوم القيامة الحقيقيّة عليه ؛ لأنّه ممّن ارتفع تكليفُه و لم يؤمِن بعدُ.
و فائدة الحديث: تعريف أنّ القيامة تقوم على شرّ الناس، و أنّ التكليف ينقطع إذا ظهر عنوان القيامة، و لاحتْ تباشيرُ الحسرة و الندامة.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن حدّاد.
۲۳۲.قوله صلىاللهعليهوآله: الوَيلُ كُلُّ الوَيلِ لِمَن تَرَكَ عِيالَهُ بِخَيرٍ، و قَدِمَ عَلى رَبِّهِ بِشَرٍّ.۴
قد تَقدَّمَ الكلام في «الويل»، و أنّها كلمةُ قُبوح و عذاب.
و قال عطاء۵ بن يسار: الويل وادٍ في جهنّم لو اُرسلَتْ فيه الجبال لَماعَتْ۶، نعوذ باللّه منه.۷
و قيل: الويل جُبٌّ في جهنّم.۸
1.. «ألف» : الناس .
2.. الأنعام ۶ : ۱۵۸ .
3.. رَهِقَ فلانٌ فلانا : تَبِعَه فقارَبَ أن يَلحقه ، و رَهِقَه : غَشِيَهِ ، و يقال : رجُلٌ فيه رَهَقٌ إذا كان يَخِفُّ إلى الشرّ و يَغشاه . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۲۹ رهق .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۰۷ ، ح ۳۱۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۲۴ ، ح ۹۶۹۳ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۳۸۵ ،ح ۶۸۶۵ ؛ لسان الميزان ، ج ۴ ، ص ۴۶۹ ، ح ۱۴۶۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۴۴۹ ، ح ۷۳۹۰ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۴۶ ، ح ۲۹۷۷ .
5.. «ألف» : عطّار .
6.. ماعَ الشيءُ و الصُّفر و الفضّة يَميعُ و تَمَيَّعَ : ذاب و سال ، و ماع الدمُ و الشراب و نحوه مَيعا : جرى على وجه الأرض جريا منبسطا في هينة . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۴۴ ميع .
7.. اُنظر : عمدة القاري ، ج ۲ ، ص ۹ ؛ تفسير غريب القرآن للطريحي ، ص ۴۸۵ ؛ الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۴۶ .
8.. اُنظر : عمدة القاري ، ج ۲ ، ص ۹ و ۱۰ .