47
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قد أورده السيّد علي خان المدني في باب الانسجام من كتابه معجباً بها، و قال عن البيت الأخير: «كاللوز توأمتين في قشر: هذا تشبيه ليس له في اللطف شبيه، و هو معنى بكر، لم يفتضه قبل فكر».۱

و من قوله رحمه‏الله من قصيدة على قافية الضاد، و هي أصعب القوافي:

آه لبرق أومضا

هاج غرامي و مضى

كأنّه لمّا بدا

لمع سيوف تنتضى

أو التواء حيّة

قتلته فنضنضا

و يا لريح نسمت

من ساكني ذات الأضا

مريضة لم تستطع

من ضعفها أن تنهضا

فاحتسبت على الربى

و كلّ خبت روضا

حتّى غدت لطيمة

مفضوضة على الفضا

يا برق يا ريح معاً

تركتماني حرضا

ما لكما أوقدتما

على الحشا جمر الغضا

وا أسفا على الصبا

أ كان دَيْناً يقتضى

عاد برغم معطسي

ذاك الغداف أبيضا

و عاد حقّي باطلاً

و عاد جسمي غرضا

لهفي على عهد الصبا

أفلت عنّي و انقضى

جاز عليه الشيب لمّ

ا أن قضى فلا قضى

أظلمت الدنيا على

عيني لمّا أن أضا

من الذي أشكو إذا

صار الطبيب ممرضا

آه على شبيبة

بنيانها تقوّضا

لأقصرنّ خاطري

إذا شدا أو قرضا

1.. أنوار الربيع ، ج ۴ ، ص ۱۵۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
46

أدبه الرائق و شعره الفائق

كان السيّد الإمام الراوندي رحمه‏الله أديباً متضلّعاً في الأدب، بليغاً متمكّناً من البلاغة، شاعراً قويّاً في النظم، له ديوان أطراه الأديب السيّد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة، فقال:

و لقد وقفت على ديوان هذا السيّد الشريف، فرأيت ما هو أبهى من زهرات الربيع، و ثمرات الخريف، فاخترت منه ما يروق سماعه لاُولي الألباب، و يدخل إلى المحاسن من كلّ باب. ثمّ نقل من شعره، فمن ذلك قوله مع اختلاف قليل في الديوان المطبوع:

سفرت لنا في طلعة البدر

إحدى الخرائد من بني بدر

فأجل قدر الليل مطلعها

حتّى تراءت ليلة القدر

لو أنّها كشفت لآلئها

من قولها و العقد و الثغر

لأضاءت الدنيا لساكنها

و الليل في باكورة العمر

حتّى يظنّ الناس أنّهم

هجم العشاء بهم على الفجر

و حديثها سحر إذا نطقت

لو كان طعم الشهد للسحر

و جبينها بدر التمام إذا

حاذاك لولا كلفة البدر

و شميمها المسك الفتيق وما

للمسك فغمة ذلك العطر

إلى قوله:

يا لائمي كفّ الملام فقد

غلب الغرام بها على الصبرِ

فوحقّ فاحمها الأثيث و هل

في ذلكم قسم لذي حجر

إنّي إلى معسول ربقتها

أظمأ من الصادي إلى القطر

عهدي بنا و الوصل يجمعنا

كاللوز توأمتين في قشر۱

1.. الدرجات الرفيعة ، ص ۵۰۷ ؛ ديوان الراوندي ، ص ۹۲ ـ ۹۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1629
صفحه از 503
پرینت  ارسال به