أدبه الرائق و شعره الفائق
كان السيّد الإمام الراوندي رحمهالله أديباً متضلّعاً في الأدب، بليغاً متمكّناً من البلاغة، شاعراً قويّاً في النظم، له ديوان أطراه الأديب السيّد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة، فقال:
و لقد وقفت على ديوان هذا السيّد الشريف، فرأيت ما هو أبهى من زهرات الربيع، و ثمرات الخريف، فاخترت منه ما يروق سماعه لاُولي الألباب، و يدخل إلى المحاسن من كلّ باب. ثمّ نقل من شعره، فمن ذلك قوله مع اختلاف قليل في الديوان المطبوع:
سفرت لنا في طلعة البدر
إحدى الخرائد من بني بدر
فأجل قدر الليل مطلعها
حتّى تراءت ليلة القدر
لو أنّها كشفت لآلئها
من قولها و العقد و الثغر
لأضاءت الدنيا لساكنها
و الليل في باكورة العمر
حتّى يظنّ الناس أنّهم
هجم العشاء بهم على الفجر
و حديثها سحر إذا نطقت
لو كان طعم الشهد للسحر
و جبينها بدر التمام إذا
حاذاك لولا كلفة البدر
و شميمها المسك الفتيق وما
للمسك فغمة ذلك العطر
إلى قوله:
يا لائمي كفّ الملام فقد
غلب الغرام بها على الصبرِ
فوحقّ فاحمها الأثيث و هل
في ذلكم قسم لذي حجر
إنّي إلى معسول ربقتها
أظمأ من الصادي إلى القطر
عهدي بنا و الوصل يجمعنا
كاللوز توأمتين في قشر۱