457
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ التنظّف قبل الطعام يَنفي الفقر ؛ لأنّه أجَلَّ الرزقَ الّذي رزقه تعالى، /۱۶۳/ فتنظّف له، فكأنَّ هذا الفعل منه ممّا يبارك فيه، و بَعده يَنفي اللَّمَمَ يعني السَّوداءَ الّتي تَعرِض للإنسان، هل يَدُه طاهرةٌ أم لا؟ و إذا غسلهما قَطَعَ على النظافة و الطهارة، و سَلِمَتْ ثيابُه مِن الدَّنَس و الزُّهومات، و الإنسان مشغول القلب بثيابه.

و قوله عليه‏السلام: «يصحِّح البصر» يجوز أن يكون لمكان انتفاء الزُّهومات، فهي ممّا تُؤذي العَينَ، و كذلك كُلُّ ريح كريهة ؛ فإنّ العين تَتأذّى بها، و لعلّ لذلك خاصيّةً عرفها رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

و فائدة الحديث: الأمر بغَسل اليدين قبل الطعام۱ و بعده تنظُّفا و تطهّرا.

و راوي الحديث: موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم‏السلام، عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

۲۲۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: القَاصُّ يَنتَظِرُ المَقتَ، وَ المُستَمِعُ إِلَيهِ يَنتَظِرُ الرَّحمَةَ، وَ التاجِرُ يَنتَظِرُ الرِّزقَ، وَ المُحتَكِرُ يَنتَظِرُ اللَّعنَةَ.۲

«القاصّ»: الّذي يَسرُد۳ القِصص و الحكايات، و قد قَصَّ، يقال: قَصَصتُ له الحديثَ قَصَصا و اقتَصَصتُ اقتصاصا، و الاسم القَصَصُ ـ بالفتح ـ وُضع موضع المصدر حتّى غَلَب عليه، و القِصَص ـ بالكسر ـ جمع قِصَّة، و هي الأمر و الحديث تَذكره لغيرك.

و «المَقت»: البغض الشديد. و «الرحمة» أصلها: الرِّقَّة الجالبة للإحسان إلى المرحوم، و هي /۱۵۲/ من اللّه‏ تعالى الإحسان و الفضل.

و «الاحتكار»: جمع الطعام و حَبْسُه على مَن يشتريه تربُّصا للغَلاء، و اسمُه الحُكرَة.

و «اللعنة»: الطرد و الإبعاد على وجه السخط.

1.. «ألف» : ـ قبل الطعام .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۰۵ ، ح ۳۱۱ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۲ ، ص ۳۲۶ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۲ ، ص ۱۴ ؛ تاريخبغداد ، ج ۹ ، ص ۴۳۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۶۲ ، ح ۶۱۷۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۶۰۹ ، ح ۴۲۴۱۸ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۹۶ ، ح ۱۸۷۴ . الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۵ ؛ جامع الأحاديث ، ص ۱۰۷ مع اختلاف يسير في الأخيرين .

3.. سَرَدَ الحديثَ و نحوه يَسرُده سَرْدا : تابَعَه ، و سَرَد القرآنَ : تابَع قراءتَه في حَدْرٍ منه . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۱۱ سرد .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
456

في مِلكِك.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام.

۲۲۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الوُضوءُ قَبْلَ الطَّعامِ يَنفي الفَقرَ، وَ بَعدَهُ يَنفي اللَّمَمَ وَ يُصَحِّحُ البَصَرَ.۱

أصل «الوَضْأَة»: النظافة و الحُسن، تقول: وَضُؤَ يَوضُؤُ وَضَأَةً، و صار الوُضوء في الشرع اسما للتطهّر و الاستعداد للصلاة، يقول: تَوضّأتُ، و لا يجوز توضَّيتُ، و الوَضوء: الماء الّذي يُتوضّأ به، و هو أيضا كالمصدر مِن توضَّأتُ للصلاة كالوَلوع و القَبول.

و قال اليزيديّ۲: المَصدر بالضمّ الوُضوء.

و قال أبو عمرو۳: لم أسمع إلاّ الفتح في الاسم و المصدر.

و «اللَّمَم»: طَرَفٌ مِن الجُنون، و أصل «ل م م» في كلامهم: المقاربة للشيء، تقول: ألمّ به، و اللِّمام و الإلمام: مقاربة الزيادة، و يقال: ألمّ به و لم يفعل ؛ أي قاربه.

و «الوُضوء» في الحديث على أصله في اللغة و هو النظافة و التنظّف، فهو كناية عن غَسل اليدين، و لَعَمري إنّه قَبْلَ الطعام في غاية الحُسن ؛ لأنّ الإنسان لا يَدري أين تكون يداه و ماذا تمسّان، فالأولى به أن يغسلهما قبل۴ الطعام، و إذا تناول شيئا فالأولى أن يغسلهما نفيا للوَضَر۵ و الزُّهومة۶ الّتي ربّما تَتَلوّثان به.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۰۵ ، ح ۳۱۰ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۴ ، ص ۲۰۲ ، ح ۳۷۱ ؛ غريب الحديث لابن قتيبة ، ج ۱ ،ص ۹ ؛ فيض القدير ، ج ۶ ، ص ۴۸۸ ، ح ۹۶۸۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۳۶ ، ح ۲۹۰۰ . الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۲ ، ص ۵۸ ؛ الدعوات ، ص ۱۴۲ ، ح ۳۶۴ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۱۳۹ .

2.. راجع : بحار الأنوار ، ج ۶۶ ، ص ۳۶۴ .

3.. المصدر .

4.. «ب» : عند .

5.. الوَضَر : الدَّرَن و الوَسَم ، و الأثر من غير الطيب ، و ما يشمّه الإنسان من ريح يجده من طعام فاسد . انظر : لسان العرب ،ج ۵ ، ص ۲۸۴ وضر .

6.. الزُّهومة : الريح المنتنة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۷۷ زهم .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1673
صفحه از 503
پرینت  ارسال به