فيقول صلىاللهعليهوآله: إنّ التنظّف قبل الطعام يَنفي الفقر ؛ لأنّه أجَلَّ الرزقَ الّذي رزقه تعالى، /۱۶۳/ فتنظّف له، فكأنَّ هذا الفعل منه ممّا يبارك فيه، و بَعده يَنفي اللَّمَمَ يعني السَّوداءَ الّتي تَعرِض للإنسان، هل يَدُه طاهرةٌ أم لا؟ و إذا غسلهما قَطَعَ على النظافة و الطهارة، و سَلِمَتْ ثيابُه مِن الدَّنَس و الزُّهومات، و الإنسان مشغول القلب بثيابه.
و قوله عليهالسلام: «يصحِّح البصر» يجوز أن يكون لمكان انتفاء الزُّهومات، فهي ممّا تُؤذي العَينَ، و كذلك كُلُّ ريح كريهة ؛ فإنّ العين تَتأذّى بها، و لعلّ لذلك خاصيّةً عرفها رسول اللّه صلىاللهعليهوآله.
و فائدة الحديث: الأمر بغَسل اليدين قبل الطعام۱ و بعده تنظُّفا و تطهّرا.
و راوي الحديث: موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهمالسلام، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله.
۲۲۹.قوله صلىاللهعليهوآله: القَاصُّ يَنتَظِرُ المَقتَ، وَ المُستَمِعُ إِلَيهِ يَنتَظِرُ الرَّحمَةَ، وَ التاجِرُ يَنتَظِرُ الرِّزقَ، وَ المُحتَكِرُ يَنتَظِرُ اللَّعنَةَ.۲
«القاصّ»: الّذي يَسرُد۳ القِصص و الحكايات، و قد قَصَّ، يقال: قَصَصتُ له الحديثَ قَصَصا و اقتَصَصتُ اقتصاصا، و الاسم القَصَصُ ـ بالفتح ـ وُضع موضع المصدر حتّى غَلَب عليه، و القِصَص ـ بالكسر ـ جمع قِصَّة، و هي الأمر و الحديث تَذكره لغيرك.
و «المَقت»: البغض الشديد. و «الرحمة» أصلها: الرِّقَّة الجالبة للإحسان إلى المرحوم، و هي /۱۵۲/ من اللّه تعالى الإحسان و الفضل.
و «الاحتكار»: جمع الطعام و حَبْسُه على مَن يشتريه تربُّصا للغَلاء، و اسمُه الحُكرَة.
و «اللعنة»: الطرد و الإبعاد على وجه السخط.