الفعل يلابس المفعول كما يلابس الفاعل، فكأنّهما يمتدّانه۱ من طرفيه، و يجوز أن يكون المعنى أنّ أهل المعروف في الدنيا يُشَفَّعون في الآخرة في إخوانهم من المؤمنين المحتاجين إلى الشفاعة، و كلا الوجهين حسن مجوَّز.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ مَن وُفّق في الدنيا للمعروف و الخير كان مخصوصا بالخير بالآخرة لنفسه۲ و لغيره.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۲۲۲.قوله صلىاللهعليهوآله: الخازِنُ الأَمينُ الَّذي يُعطي كَما أُمِرَ بِهِ طَيِّبَةً بِهِ نَفْسُهُ أَحَدُ المُتَصَدِّقِينَ.۳
و قد تقدّم الكلام في أفراد حروف هذا الحديث.
يقول صلىاللهعليهوآله: إنّ۴ الخير الّذي يصل إلى المستحقّ تنتشر۵ بركته ؛ فالمعطي الَّذي يَأمر به، و الخازن الذي يَصِل على يده، و المحبُّ المُريد لذلك، والحاثُّ عليه كُلُّهم شركاء للمعطي۶، و الخازن الّذي يصل الخير من يده إلى يد المستحقّ /۱۴۷/له خصوص بهذا الخير مِن قِبل أنّه هو كالسبب لملابسته له، فهو أحد المتصدّقين. و قال: «طيّبةً به نفسُه» حثّا على طيب النفس بمال غير الخازن ؛ و هو أنّ أبخل الباخلين مَن بَخِل بمالِ غيره! و لَعَمري إنّها لمَنزِلةٌ عليّةٌ و حَسَنةٌ سنيّةٌ و موهبةٌ هنيّةٌ ؛ يكون المالُ مِن كِيسِ غيرك، و تُصيب من الثواب في كيسك مِن غير إنفاق و لا غرامة.
و فائدة الحديث: الحثّ على الأمانة و التصوّن و طيب النفس في فعل الخيرات.
و راوي الحديث: أبو موسى.
۲۲۳.قوله صلىاللهعليهوآله: السُّلطانُ ظِلُّ اللّهِ في الأَرضِ يَأوي إِلَيهِ۷ كُلُّ مَظلومٍ.۸
/۱۵۸/ «السَّلاطة»: القَهْر، و قد سَلَّط اللّهُ فلانا فتَسَلَّطَ عليهم، و السُّلْطَة اسم منه، و مِن