445
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

اختصّ بالصور و الأشكال، و الخُلق بالسجايا و الأحوال، و الخَليقة أيضا الخُلق، و تَخَلَّقَ فلان بخُلق كذا أي تكلَّفَه.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ من السعادة أن يكون المؤمن حَسَنَ الخلق، طيّب السجايا، كريم الخِيم۱، ميمون النَّقيبة۲، محمود الطريقة، يَرغب الخَلقُ في صحبته، و لا يَنفرون منه.

و في الحديث: أوّل ما يوضع في الميزان الخُلق الحسن.۳

و قال عليه‏السلام: حَسِّنوا۴ أملاءكم۵ أي أخلاقكم. و قد تقدّم ذكر /۱۵۷/ ذلك.

و العبد قادر أن يتخلّق بالأخلاق الحسنة، و لذلك قال: حسّنوا أملاءَكم.

و فائدة الحديث: الثناء على حسن الخلق، و الحثّ على اختيار السجايا الكريمة.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏.

۲۲۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَهلُ المَعروفِ في الدُّنيا هُم أَهلُ المَعروفِ في الآخِرَةِ.۶

يقال: فلان أهل لكذا، أي خليق به.

و أهل الرجل أصله: من يجمعه و إيّاهم مسكن، ثمّ يتجوّز فيه لمن كان نسيبه أو بَلَديَّه أو صانعا صناعتَه أو متديّنا بدينه، و أهل لكذا أي بينه و بين هذا الأمر نسبة.

و «المعروف»: كلّ فعل يُعرف حسنه عُرفا و شرعا، و بالعكس من ذلك المنكر.

و معنى الحديث و اللّه‏ أعلم: أنّ من يولّى الخير في الدار الدنيا يولاّه في الآخرة ؛ أي يجزى۷ على ذلك، فكما كان في الدنيا أهل ذلك الخير بأن يعطِي فهو أهل له بأن يعطى، و

1.. الخِيم : الشِّيمة و الطبيعة و الخُلق و السجيَّة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۹۴ خيم .

2.. النقيبة : النفس ، الطبيعة ، الخليقة ، يُمن الفعل . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۶۸ نقب .

3.. المعجم الكبير للطبراني ، ج ۲۴ ، ص ۲۵۴ ؛ و ج ۲۵ ، ص ۷۳ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۴ ، ح ۲۱۳ و ۲۱۴ ؛ الجامعالصغير للسيوطي ، ج ۱ ، ص ۴۳۳ ، ح ۲۸۲۳ .

4.. في المصادر : أحسِنوا .

5.. تفسير مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۱۳۸ ؛ الصحاح ، ج ۱ ، ص ۷۳ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۴ ، ص ۳۵۱ .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۹ ، ح ۳۰۱ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۵۶ ، ح ۲۱۱ ؛ مسند زيد بن عليّ عليه‏السلام ، ص ۴۱۰ ؛المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۲۴ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۲۱ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۱۰۹ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۱۰۲ ، ح ۴ . الكافي ، ج ۴ ، ص ۳۰ ، ح ۳ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۵۵ ، ح ۱۶۸۱ ؛ فقه الرضا عليه‏السلام ، ص ۳۷۳ و فيه عن العالم عليه‏السلام ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۳۲۱ ، ح ۱۲۱۱ (و فيه عن الإمام الباقر عليه‏السلام) .

7.. «ألف» : يجرى .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
444

منهم مُجْزِّز۱ المُدلِجيّ ۲و أبو۳ كُرْز الخُزاعيّ في آخِرين، فلمّا جاء الإسلام بطلت القيافة، و استقرّ الولد للفراش، و مع ذلك فإشباه الولد أباه مَحسَمة للظنون، و ربّما يكون الولد لِرشدةٍ و لا يُشبِه ؛ لأنّ ذلك بحكم اللّه‏ تعالى، /۱۴۶/ بل الأكثر ذلك.

و فائدة الحديث: أنّ الولد الّذي يشبه أباه سعيد من حيث لا يُذكر بشرٍّ.

و راوي الحديث: أنس بن مالك، قال: كان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذات يوم في فسطاط إذ جاءه السائب۴ بن عبد يزيد۵ ومعه ابنه، فنظر إليهما و قال: من سعادة المرء أن يُشبِهَ أباه... الحديث.۶

۲۲۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مِن سَعادَةِ المَرءِ حُسنُ الخُلق.۷

مخرج الخَلق۸ و الخُلق معا۹ واحد ؛ و ذلك أنّهما جميعا من عطاء اللّه‏ تعالى، إلاّ أنّ الخَلق

1.. «ألف» : محزر .

2.هو منسوب إلى بني مُدلجٍ .

3.. «ألف» و «ب» : ابن .

4.. مَرَّ التنبيهُ على أنَّه السائب بن عُبَيد بن عَبد يزيد .

5.. «ألف» : «عبد زيد» . وهو تصحيف .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۸ ؛ كشف الخفاء للعجلوني ، ج ۲ ، ص ۲۸۶ .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۹ ، ح ۳۰۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۴۴ ، ح ۸۲۴۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۲ ، ح ۵۱۹۳ ؛كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۸۵ ، ح ۲۶۵۱ . الدعوات ، ج ۳ ، ص ۱۲ ، ح ۵۱۹۳ مع اختلاف يسير فيه ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۴۴۷ ، ح ۹۹۵۹ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۱۳ ، ص ۵۲۱ ، ح ۱۴۹۰ .

8.. «ألف» : الخل .

9.. «ألف» : ـ معا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1720
صفحه از 503
پرینت  ارسال به