443
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و فائدة الحديث: الأمر بكتمان هذه الأشياء و الحثّ عليه، و تعريف أنّ ذلك كنز من كنوز الخير.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۲۱۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مِن سَعَادَةِ المَرءِ أَنْ يُشبِهَ أَباهُ.۱

«السعادة» أصلها: نصرة اللّه‏ تعالى العبد على نيله الخير، و قد سَعَدَ الرجل ـ بالفتح ـ يسعَد سُعودا، و سَعِد ـ بالكسر ـ فهو سعيد، و سُعِدَ فهو مسعود، و قد أسعدَه اللّه‏.

و روي في سبب الحديث: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كان في فُسطاط۲ فجاء السائب۳ بن عبد يزيد۴ و معه ابنه، فنظر إليهما، و۵ قال: من سعادة المرء أن يشبه أباه ؛۶ و ذلك لأنّ۷ الرجل إذا أشبه أباه لم يتخالج أحدا الشكُّ۸ فيه، و لم يَعيبوه بأنّه۹ لا يشبه والده، و كانت العرب يُلحِقون الأبناءَ بالآباء بالشَّبَه، و يسمّون ذلك الفعل ـ أعني الإلحاق ـ قيافةً، و قافة۱۰ العرب كثير؛

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۸ ، ح ۲۹۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۴۵ ، ح ۸۲۵۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۱ ، ص ۹۱ ،ح ۳۰۷۴۶ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۸۶ ، ح ۲۶۵۳ . الفصول المختارة ، ص ۳۰۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۷ ، ص ۷ مع اختلاف يسير في الأخيرين .

2.. «ألف» : الفُسطاة .
و الفُسّاط و الفِسّاط و الفُسطاط و الفِسطاط : السرادق ، و البيت من الشعر فوق الخباء ، و هو ضربٌ من الأبنية ، قال الزمخشري : الفُسطاط ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق ، و به سمّيت المدينة ، و يقال لمصر و البصرة : الفُسطاط . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۷۱ و ۳۷۲ ؛ تاج العروس ، ج ۱۰ ، ص ۳۶۶ فسط .

3.. بل هو السائب بن عُبَيد بن عبد يزيد مِن أولاد المطَّلب بن عبد مَناف أخي هاشِم بن عبد مناف ، و المشهور المعروف أنَّه مِن أجداد الإمام محمّد بن إدريس الشافِعيِّ الفقيه ت ۲۰۴ هـ أحد أئمَّة المذاهب الأربعة مِن الجمهور . (عبد الستّار) .

4.. «ألف» : عبد زيد .

5.. «ألف» : ـ و .

6.. اُنظر المصادر المذكورة للحديث .

7.. «ألف» : أنّ .

8.. «ألف» : لم يتحالج إلى التنكّر .

9.. «ألف» : أنّه .

10.. «ألف» : + و .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
442

هو بارٌّ و بَرٌّ أي مطيع، و قد بَرِرتُ بالكسر، و يوصَف اللّه‏ تعالى بذلك أيضا، و من أسمائه المباركة البَرُّ أي الواسع الخيرِ اللطيفُ بعباده.

و «المصيبة»: النازلة الّتي۱ تَنزل بالإنسان، و تكون من فعل اللّه‏ تعالى و من فعل غيره، و المَصوبة أيضا، و [المصائب]أصلها مَصاوِب، و أجمعت العرب على همز مصائب بخلاف أخواتها على تشبيه الأصليّ بالزائد. و «المَرَض»: التياث۲ الجسم و خروجه عن حدّ الاعتدال. و «الصدقة»: ما يُخرجه الإنسان من ماله متقرّبا به۳ إلى اللّه‏ تعالى.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ مَن اُعينَ على كتمان ما يصاب به من مصيبة و نازلة، و ما سيَحدث له۴ من علّة و مرض، و ما سيوفَّق له من صدقة يَتقرّب العبد۵ بها إلى ربّه، فقد ملك كنز البرّ و الخير ؛ و ذلك أنّ كتمان المصائب من الصبر الّذي ثوابه بغير حساب، و كذلك المرض و الصدقة الّتي يَتقرّب بها /۱۵۶/ إلى ربّه، و يجوز أن يشوبها شوب السُّمعة، فإذا كُتمتْ هذه الاُمور جاءت كما أمر اللّه‏ تعالى فوقعت موقع القبول، فكأنّها كنزٌ مذخور لصاحبها يوم القيامة.

و ذُكر في البرّ في الحديث أنّه الجنّة،۶ و هي لعمري كلّ برّ.

1.. «ب» : ـ الّتي .

2.. «ألف» : التيات .
و الالتياث : الاختلاط و الالتفاف . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۸۷ لوث .

3.. «ألف» : ـ به .

4.. «ب» : به .

5.. «ألف» : ـ العبد .

6.. شرح مسلم للنووي ، ج ۱۶ ، ص ۱۶۰ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۲۲۱ ، ح ۲ ؛ التبيان للطوسي ، ج ۲ ، ص ۵۳۰نقله عن السُّدِّي و عمرو بن ميمون ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ۲ ، ص ۵۴۶ (نقله ـ مضافا إلى السدي و عمرو ـ عن ابن مسعود و ابن عبّاس و مجاهد) .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2065
صفحه از 503
پرینت  ارسال به