۲۱۷.قوله صلىاللهعليهوآله: الجُبنُ وَ الجُرأَةُ غَرائِزُ يَضَعُها اللّهُ حَيثُ يَشاءُ.۱
«الجُبن»: ضعف القلب، و قد جَبَنَ يَجبُن مثل خَرَجَ يخرُج، فهو جَبان، و جبُن ـ بالضمّ ـ فهو جَبين۲، و يقال للمرأة أيضا جَبان كحَصان و رَزان۳. و «الجُرأة»: قوّة القلب و الشجاعة، و قد جَرُؤَ يَجرُؤُ جَراءَةً بالمدّ، و اجتَرَأَ، و يقال للجُرأة الجُرَة كالكُرَة فيُسقِطون الهمزة تخفيفا، و فلان جَريء المُقْدَم أي الإقدام.
و «الغريزة»: القريحة و الطبيعة الّتي غَرَزها اللّه في الإنسان و طبعه عليها.
يقول[صلىاللهعليهوآله]: إنّ الجبْن و الجرأة طبيعتان يخلقهما۴ اللّه لمن يشاء من عباده ؛ يعني: قوّة القلب و ضعفه لا يَقدر على إحداهما آدميٌّ ؛ /۱۴۵/ لأنّهما من فعل اللّه تعالى خاصّةً ؛ لأنّ أعنّة القلوب بيده تعالى و تقدّس.
و في الحديث: قلبُ ابنِ آدَمَ بين إصبَعَينِ من أصابع الرحمن۵ ؛ أي يقدِّره و يقلِّبه حيث ما شاء، كما يكون بين إصبعيك شيء فتقلِّبه، و هذا مَثَل.
و فائدة الحديث: أنّ الجبن و الجرأة فِعلان من فعل اللّه تعالى، يختصّ بكلّ منهما ما يشاء من خلقه.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۲۱۸.قوله صلىاللهعليهوآله: مِن كَنزِ البِرِّ كِتمانُ المَصائِبِ وَ الأَمراضِ وَ الصَّدَقَةِ.۶
«البِرّ» أصله: التوسّع في الخير، كما أنّ البَرَّ الأرض الواسعة، و يوصَف العبد بالبِرّ فيقال:
1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۷ ، ح ۲۹۷ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۳۱ ، ح ۱۰۶۵ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۳ ،ص ۳۵۹ .
2.«ألف» : جين .
3.. امرأةٌ رَزان : إذا كانت ذات ثياب و وقار و عفاف و كانت رَزينةً في مجلسها . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۷۹ رزن .
4.. «ألف» : يحافهما .
5.. علل الشرائع ، ج ۲ ، ص ۶۰۴ ، ح ۷۵ ؛ المجازت النبويّة ، ص ۳۴۶ ؛ الإيضاح لابن شاذان ، ص ۵۳۲ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۲ ، ص ۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۶۸ ؛ و ج ۳ ، ص ۱۱۲ ؛ و ج ۶ ، ص ۹۱ و ۳۰۲ و . . . ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۵۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۷۲ ، ح ۱۹۹ مع اختلاف في اللفظ بين المصادر .
6.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۸ ، ح ۲۹۸ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۲۳۴ ؛ ذكر أخبار أصبهان ، ج ۲ ، ص ۴۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۹۹ ، ح ۶۶۴۳ . الأمالي للمفيد ، ص ۸ ، ح ۴ ؛ و ص ۷۹ ، ح ۱۰۳ و فيهما عن الإمام الصادق عليهالسلاممع اختلاف يسير ؛ تحف العقول ، ص ۲۹۵ (و فيه عن الإمام الباقر عليهالسلام مع اختلاف يسير) ؛ الدعوات ، ص ۱۶۷ ، ح ۴۶۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۲۰۸ (و فيه مرسلاً عن الرسول صلىاللهعليهوآله) .