439
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

مشغولاً بذكر اللّه‏ تعالى، /۱۴۴/فلا بدّ أن يكون مزحوما۱ بالشغل، و ما أقلَّ ما يَلبث في هذه الدنيا الخدّاعة الغرّارة، و فوات كلٍّ من الصحّة و الفراغ غبن لا غبن يعادله ؛ فإنّه يمكن أن يحصَّل بهما النعيم الأبديُّ و الخير السرمديّ، فإذا فات فلا بدّ أن يكون خسرانا و غبينةً.

و قوله عليه‏السلام: «نعمتان» رَفع خبر مبتدأ محذوف، و التقدير: هما نعمتان، و هاتان نعمتان، و۲ الصحّة و الفراغ بدل من المبتدأ، و يجوز أن يكون «نعمتان» خبر المبتدأ و هو الصحّة و الفراغ، كأنّه قال۳ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصحّة و الفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، و يجوز أن يكون نعمتان مبتدأ، و الصحّة و الفراغ خبرا ؛ لأنّ النعمتين قد وُصفتا و حُدَّتا.۴

و فائدة الحديث: الحثّ على معرفة منزلة الصحّة و الفراغ، و أنّهما نعمتان مسؤول عنهما في القيامة.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عبّاس.

۲۱۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: وَيلٌ لِلعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقتَرَبَ.۵

«وَيْلٌ»: قُبوح، و معناه۶ كلمة عذاب، و وَيْلٌ حُزن و مكروه، و تَوَيَّلَ: إذا تحزّن، و كان

1.. «ألف» : مرحوما .

2.. «ألف» : ـ و .

3.. «ألف» : ـ قال .

4.. يعني ساغ الابتداءُ بهما على هذا الوجه مع أنَّهما نكرتان للوصف و الحدّ ؛ قال صاحب الألفيَّة :
ولا يجوز الابتِدا بالفكرة ما لم تُفِدْ كعِندَ زيدٍ نَمِرَة

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۷ ، ح ۲۹۶ ؛ صحيح البخاري ، ج ۴ ، ص ۱۰۹ ؛ و ج ۸ ، ص ۸۸ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ،ص ۱۶۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۹۰ و ۵۳۶ و ۵۴۱ و مواضع اُخرى . الغيبة للنعماني ، ص ۲۷۱ ، ح ۲۴ و فيه عن الإمام الباقر عليه‏السلام ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۲ ، ص ۲۹۴ ، ح ۴۲ (و فيه عن الغيبة للنعماني) .

6.. «ألف» : ـ معناه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
438

و أصل «ن ع م» من اللين، و النُّعومة: اللِّين، و الناعم: الليِّن، و قد نَعِمَ يَنعَم و نَعُمَ يَنعُم و نَعَمَ يَنعَم۱، و قالوا: إنّها متداخلة، يعني أنّه مضارع نعُم فنُقل۲ إلى نَعِم، و نَعِم يَنعِم شاذّة، و النُّعْم: خلاف البؤس.

و «الغَبْن»: مُضارّة الآخَر في المعاملة على خُفيةٍ ما، تقول: غُبِن فلان، فإذا كان ذلك في الرأي قيل غَبِنَ يقول: غَبِنَ رأيَه أي في رأيه، و وَصَفَ تعالى يوم القيامة بيوم التغابن۳ ؛ لأنّ من كان يَصحُّ منه أن يكون من أهل الجنّة صار من أهل النار.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ هاتين النعمتين اللتين هما الصحّة و الفراغ يُغبَن فيهما كثير من الناس ؛ لأنّ الأكثر من الناس يَصرفون الصحّة إلى الفسق و البطالة و ما لا يُجدي عليهم شيئا، كما ينفقون الفراغ في الكسل و الغفلة و النوم، فتذهب النعمتان منهم ضياعا و باطلاً ؛ لا يكسبون فيهما خيرا، و لا يَحصُلون منهما إلاّ على الخسران المبين، و لعمري إنّ الصحّة و الفراغ نعمتان لا يحاط بقدْرهما و لا يُحصَر خيرهما و لا يعرف مكانهما إلاّ إذا ذهبا، و من حقّ الصحّة: أن تُصرف إلى العبادة، و يقصر عليها، و لا يُتهاون عن الانتفاع بها فيذهبَ /۱۵۴/ حسرات، و هي لا بدّ ذاهبةٌ ؛ فإنّها كظلِّ سحابةٍ تَنقشع۴ عن قريب، و كيف تبقى الصحّة مع تعادي الطبائع و هجوم الدوائع۵؟! و كذلك الفراغ ينبغي أن يكون

1.. «ب» : ـ نَعَمَ يَنعَم .

2.. «ألف» : فيُنقل .

3.. «يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ» . التغابن ۶۴ : ۹ .

4.. «ب» : تتقشّع .
و قد انقَشَعَ الغَيْمُ و أَقشَعَ و تَقَشَّعَ ، و قَشَعَتْه الريحُ أي كَشَفَتْه فانقَشَعَ . انقَشَع عنه الشيءُ و تقشَّعَ : غشيه ثمَّ انجلى عنه ؛ كالظَّلام عن الصبح ، و الهَمِّ عن القلب ، و السحاب عن الجوّ . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۷۴ قشع .

5.. الظاهر أنّ هذه الكلمة محرَّفة من قِبل الناسخ ، و غير بعيد أن يكون الأصل : «. . . و هجوم الفجائع» . و قد يكون محرَّفا من «الذرائع» جمع «الذَّريع» و هو الموت الفاشي .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1956
صفحه از 503
پرینت  ارسال به