و عن ابن عبّاس: الشيطانُ مِن ابنِ آدمَ في ثلاثة منازلَ: في بَصَرِه و قلبه و ذَكَره ؛ و هو في المرأة في ثلاثة منازل: في بصرها و قلبها و عجيزتها۱.۲
و إنّما نسبه إلى إبليس ؛ لأنّ له السعي الجميل في مثل ذلك، و هو الّذي يدعو إليه و يوسوِس به و يَحُثّ عليه.
و فائدة الحديث: التحذير من النظر إلى المحارم، و إعلام أنّه سهم مسموم يؤدّي إلى الهلاك.
و راوي الحديث: حذيفة بن اليمان.
۲۱۴.قوله صلىاللهعليهوآله: الشُّؤْمُ في المَرأَةِ /۱۵۲/ وَ الفَرَسِ وَ الدارِ.۳
«الشُّؤْم»: نقيض اليُمن، و يقال: رجُل مَشؤوم و مَشوم على التخفيف، و قد شَأَمَهم يَشأَمهم: إذا جَرّ إليهم الشُّؤم، و شُئِمَ عليهم فهو مشؤوم: إذا صار ذا شؤم عليهم.
و روي هذا الحديث على وجه آخر: أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال: لا عَدوى و لا هامَةَ۴ و لا صَفَرَ۵، و إن تكن الطيرة في شيء ففي المرأة و الفرس و الدار.۶
و العَدوى: اسمٌ مِن أعداه الجَرَبُ۷ و غيرُه يُعديه: إذا تجاوز منه إليه، و تَعادى القومُ:
1.. «ألف» : عجزتها .
2.. لم نعثر عليه .
3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۶ ، ح ۲۹۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۸۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۳۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ،ص ۶۴۲ ، ح ۱۹۹۳ و فيه مع اختلاف ؛ سنن النسائي ، ج ۶ ، ص ۲۲۰ ؛ السنن الكبرى ، ج ۳ ، ص ۳۸ ، ح ۴۴۰۹ . الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۴ ، ص ۱۱۱ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۱۹۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۱ ، ص ۱۷۹ ، ح ۳۸ (و فيه عن مسند الشهاب) .
4.. الهامة : الرأس و اسم طائر ، و هو المراد في الحديث . و قيل : هي البومة . قال أبو عبيدة : أمّا الهامة فإنّ العرب كانت تقول إنّ عظام الموتى ـ و قيل : أرواحهم ـ قصير هامةً فتطير ، و قيل : كانوا يسمّون ذلك الطائر الّذي يخرج من هامة الميّت الصَّدى ، فنفاه الإسلام و نهاهم عنه . و قال ابن الأعرابي : معنى قوله : «لا هامة و لا صفر» ؛ كانوا يتشاءمون بهما ، معناه لا تتشاءموا . و يقال : «أصبح فلان هامةً» إذا مات . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۲۴ هوم .
5.. قال ابن منظور : قال أبو عبيد : فَسَّر الّذي روى الحديث أنّ صَفَر دوابّ البطن . و قال أبو عبيد : سمعت يونس سأل رؤبة عن الصَّفَر؟ فقال : هي حيّة تكون في البطن تصيب الماشيةَ و الناس ـ قال ـ و هي أعدى من الجَرَب عند العرب . قال أبو عبيد : فأبطل النبيُّ صلىاللهعليهوآله أنّها تعدي . قال : و يقال : إنَّها تشتدّ على الإنسان و تؤذيه إذا جاع . و قال أبو عبيدة في قوله «لا صَفر» : يقال في الصفر أيضا : إنّه أراد به النسيءَ الّذي كانوا يفعلونه في الجاهلية ، و هو تأخيرهم المحرَّم إلى صفر ؛ لأنّها تفعل ذلك إذا جاع الإنسان . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۶۳ صفر .
6.. بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۱۷۹ .
7.. الجَرَب : العيب أو بَثَرٌ يعلو أبدان الناس و الإبل و الجَرَب بالفارسية : گَري أو گال ، و البَثْر بالفارسية : جوش ريزه . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۲۵۹ و ۲۶۱ جرب ؛ فرهنگ أبجدي ، ص ۱۷۶ (بثر) ، و ص ۲۹۳ (جرب) .