435
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

إذا أصاب بعضَهم من داء بعض، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا عَدوى.

و في حديث آخر: فما أعدى الأوّلَ.۱

و لا يعني صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ بعض الأمراض لا يُعدي ؛ فقد ترى۲ مشاهدةً أنّ الجربَ يُعدي، و الرَّمَدَ يعدي، و غير ذلك من الأمراض ؛ و لكنَّ المعنى و اللّه‏ أعلم: أنّه لا ينبغي للإنسان أن يعتقد أنّ هذه الأمراض لا تكاد تحصل إلاّ مِن العَدْوى فحَسْبُ، بلى قد تُعدي، و قد يبتدؤها۳ اللّه‏ تعالى ابتداءً من غير عدوى، فلا عدوى مطلقةً بحيث لا تكون ابتداءً بالمرض، و الأولى أن يقال: إنّ اللّه‏ تعالى قد أجرى العادة بأن يُجرِب۴ الصحيحة إذا ماسّت الجَرَبة في بعض الأحوال۵، و لذلك قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يُورِدَنَّ ذو۶ عاهةٍ على مُصِحّ.۷ و تكون العدوى محمولةً۸ على هذا المعنى.

و الهامة أصله من طَير الليل۹، و هي الّتي يُتشأَّم بها كبيرة الرأس صفراء العينين في قدّ۱۰ الحمامة، و قد شاهدتها كثيرا، و كانت العرب يَزعم۱۱ أنّ القتيل الّذي لا يُدرَك ثاره۱۲ تصير روحه هامَةً فتَزْقُو۱۳ و تقول: اُسقوني اُسقوني، فإذا اُدرك بثاره۱۴ طارت، و تنطق

1.. الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۹۶ ، ح ۲۳۴ ؛ صحيح البخاري ، ج ۵ ، ص ۲۱۶۱ ، ح ۵۳۸۷ .

2.. «ألف» : ـ فقد ترى .

3.«ألف» : يبديها .

4.. «ألف» : تُجرَب .

5.«ألف» : ـ في بعض الأحوال .

6.. «ألف» : دم .

7.. معاني الأخبار ، ص ۲۸۲ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۲ ، ص ۴۴ و ۱۱۲ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۵ ، ص ۱۹۸ .

8.. «ألف» : محمودةً .

9.. الهامة : اسم طائر و الهامَة من طير الليل : طائر صغير يألف المقابر ، و قيل : هو البومة ، و بالفارسية : جغد . انظر : النهاية في غريب الحديث ، ج ۵ ، ص ۲۸۳ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۲۵ هوم ؛ فرهنگ أبجدي ، ص ۹۴۷ (الهامة) .

10.. أي في حَجمها ، و لا يزال العراقيُّون يستعملون هذا اللفظَ بمعناه الفصيح ؛ إلاَّ أنَّهم ـ في اللغة الدارجة ـ يَقلِبونَ القافَ «جيما قاهرية» ، أو بتعبيرٍ آخَر «كافا فارسيّةً» ، فيقولون فى مِثل هذا : بكَدِّ الحمامة .

11.. «ألف» : يقول .

12.. في المصادر : بثاره .

13.. زَقا الديكُ و الطائرُ و . . . يَزقُو و يَزقي : صاحَ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۵۷ زقو .

14.. «ألف» : أدرك ثاره .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
434

و عن ابن عبّاس: الشيطانُ مِن ابنِ آدمَ في ثلاثة منازلَ: في بَصَرِه و قلبه و ذَكَره ؛ و هو في المرأة في ثلاثة منازل: في بصرها و قلبها و عجيزتها۱.۲

و إنّما نسبه إلى إبليس ؛ لأنّ له السعي الجميل في مثل ذلك، و هو الّذي يدعو إليه و يوسوِس به و يَحُثّ عليه.

و فائدة الحديث: التحذير من النظر إلى المحارم، و إعلام أنّه سهم مسموم يؤدّي إلى الهلاك.

و راوي الحديث: حذيفة بن اليمان.

۲۱۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الشُّؤْمُ في المَرأَةِ /۱۵۲/ وَ الفَرَسِ وَ الدارِ.۳

«الشُّؤْم»: نقيض اليُمن، و يقال: رجُل مَشؤوم و مَشوم على التخفيف، و قد شَأَمَهم يَشأَمهم: إذا جَرّ إليهم الشُّؤم، و شُئِمَ عليهم فهو مشؤوم: إذا صار ذا شؤم عليهم.

و روي هذا الحديث على وجه آخر: أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال: لا عَدوى و لا هامَةَ۴ و لا صَفَرَ۵، و إن تكن الطيرة في شيء ففي المرأة و الفرس و الدار.۶

و العَدوى: اسمٌ مِن أعداه الجَرَبُ۷ و غيرُه يُعديه: إذا تجاوز منه إليه، و تَعادى القومُ:

1.. «ألف» : عجزتها .

2.. لم نعثر عليه .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۶ ، ح ۲۹۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۸۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۳۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ،ص ۶۴۲ ، ح ۱۹۹۳ و فيه مع اختلاف ؛ سنن النسائي ، ج ۶ ، ص ۲۲۰ ؛ السنن الكبرى ، ج ۳ ، ص ۳۸ ، ح ۴۴۰۹ . الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۴ ، ص ۱۱۱ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۱۹۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۱ ، ص ۱۷۹ ، ح ۳۸ (و فيه عن مسند الشهاب) .

4.. الهامة : الرأس و اسم طائر ، و هو المراد في الحديث . و قيل : هي البومة . قال أبو عبيدة : أمّا الهامة فإنّ العرب كانت تقول إنّ عظام الموتى ـ و قيل : أرواحهم ـ قصير هامةً فتطير ، و قيل : كانوا يسمّون ذلك الطائر الّذي يخرج من هامة الميّت الصَّدى ، فنفاه الإسلام و نهاهم عنه . و قال ابن الأعرابي : معنى قوله : «لا هامة و لا صفر» ؛ كانوا يتشاءمون بهما ، معناه لا تتشاءموا . و يقال : «أصبح فلان هامةً» إذا مات . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۲۴ هوم .

5.. قال ابن منظور : قال أبو عبيد : فَسَّر الّذي روى الحديث أنّ صَفَر دوابّ البطن . و قال أبو عبيد : سمعت يونس سأل رؤبة عن الصَّفَر؟ فقال : هي حيّة تكون في البطن تصيب الماشيةَ و الناس ـ قال ـ و هي أعدى من الجَرَب عند العرب . قال أبو عبيد : فأبطل النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّها تعدي . قال : و يقال : إنَّها تشتدّ على الإنسان و تؤذيه إذا جاع . و قال أبو عبيدة في قوله «لا صَفر» : يقال في الصفر أيضا : إنّه أراد به النسيءَ الّذي كانوا يفعلونه في الجاهلية ، و هو تأخيرهم المحرَّم إلى صفر ؛ لأنّها تفعل ذلك إذا جاع الإنسان . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۶۳ صفر .

6.. بحار الأنوار ، ج ۶۴ ، ص ۱۷۹ .

7.. الجَرَب : العيب أو بَثَرٌ يعلو أبدان الناس و الإبل و الجَرَب بالفارسية : گَري أو گال ، و البَثْر بالفارسية : جوش ريزه . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۲۵۹ و ۲۶۱ جرب ؛ فرهنگ أبجدي ، ص ۱۷۶ (بثر) ، و ص ۲۹۳ (جرب) .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1765
صفحه از 503
پرینت  ارسال به