427
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

لأنّه كالمسبَّب له، و النظر: التأمّل و التفكّر أيضا، و الّذي في الحديث هو الرؤية.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ النظر في الخضرة يزيد في البصر ؛ و ذلك لأنّ الخضرة مشتملة على سوادٍ ما، و السواد يَقبِض العين، و لا ينشر شعاعها، كما يكون في النظر إلى الأشياء البيض و المصقولة البرّاقة ؛ فإنّها تكاد تختطف۱ البصر ؛ أ لا ترى إلى الناظر في عين الشمس و الماشي في الثلج الغالب كيف يَقْمَر۲ حين يعجز عن النظر ؛ و ذلك لأنّ البياض يَنشر الشعاعَ، و مِن لطيف صنع اللّه‏ ـ عزّ و علا ـ الّذي حفظ به أبصار عباده صبغُ السماوات بلون الزُّرقة ؛ حفظا لأشعّة عيونهم،۳ و إبقاءً على رؤيتهم ؛ فإنّه تحين النظرة إلى السماء لنا۴ دائبا من غير قصد، فهذه إحدى نعمه الّتي نحن عنها غافلون، و عن منزلتها ذاهبون، و الزُّرقة و الخضرة من قبيل السواد الّذي يقبض البصر۵.

و كذلك النظر إلى المرأة الحسناء ؛ و ذلك أنّ النظر إلى كلّ مستلذٍّ ينشر القلب، و يورث۶ الفرح، و يُقرُّ العين، و يبشِّر الروح، و يزيد في البصر و البصيرة ؛ هذا إذا فسّرت البصر بالجارحة.

1.. «ألف» : تخطف .

2.. «ألف» : يقهى .
و قَمِرَ الرجُلُ يقمَر قَمَرا : حار بَصَرهُ في الثلج فلم يبصر و أقمَرَ الرجُلُ : ارتقب طلوع القمر . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۱۳ ـ ۱۱۴ قمر .

3.. «ألف» : حفظا لأشقة العين بالمشي في الثلج .

4.. «ب» : لنا إلى السماء .

5.. «ألف» : بالبصر .

6.. «ألف» : يُحدث .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
426

فكنت عونا له على معصيته، و ليس أحد هذين حقيقا أن تؤثره على نفسك.۱

و فائدة الحديث: النهي عن البخل، و التقريع به.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏.

۲۰۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۱۴۸/ العَائِدُ في هِبَتِهِ كَالكَلبِ يَعُودُ في قَيئِهِ.۲

«العود في الهبة» كناية عن استرداد الموهوب. و «الهِبَة» يعني بها الموهوب، سمّاه بالمصدر كخَلْق اللّه‏، و ضرْب الأمير. و «القَيء»: خروج الطعام من جانب الحلق قصدا /۱۳۹/ و غير قصد، يقول: قاءَ يَقيء قَيأً، و۳ قيّأتُه أنا و أقَأْتُه: حملته على ذلك۴، و استقاءَ۵ و تَقيَّأَ: إذا تكلّف ذلك، و يقول: هذا ثوبٌ يَقيء الصبغَ أي مُشبَعُ الصبغ، و القَيوءُ: الدواء المقيِّئ.

و يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: العائد في هبته كالكلب يعود فيأكل قيئه، و لعمري إنّها من عادة الكلاب. و شبّهه عليه‏السلام بالكلب۶ شنعةً لفعله و تكبيرا لذلك الفعل منه.

و فائدة الحديث: النهي عن استرداد الهبات ؛ لما في ذلك من إثارة الدفائن و إظهار الضغائن.

و راوي الحديث: ابن عبّاس.

۲۱۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: النَّظَرُ في الخُضْرَةِ يَزيدُ في البَصَر، و النَّظَرُ إلَى المَرأَةِ الحَسناءِ يَزيدُ في البَصَر.۷

«النظَر»: تقليب الحدقة الصحيحة۸ نحو المرئيّ طلبا للرؤية، و قد يطلق على الرؤية ؛

1.. نهج البلاغة ، الحكمة ۴۱۶ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۲ ، ح ۲۸۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ و ۲۹۱ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۰۸ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ،ص ۱۳۴ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۸ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۶۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۷۹۷ ، ح ۲۳۸۶ . الانتصار للشريف المرتضى ، ص ۴۶۳ ؛ الناصريّات للشريف المرتضى ، ص ۳۵۸ ؛ غنية النزوع للحلبي ، ص ۳۰۱ .

3.. «ألف» : ـ و .

4.. «ألف» : ـ ذلك .

5.. و يقال : قِئتُ ، و لا يقال : تَقَيَّأتُ ، على ما شاع خطأً . عبد الستّار .

6.. «ب» : ـ يعود فيأكل قيئه . . . بالكلب .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۳ ، ح ۲۸۹ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۶۲۷ ، ح ۷۸۶۳ ؛ لسان الميزان ، ج ۵ ، ص ۲۵۵ ،ح ۸۷۸ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۲۴ ؛ و ج ۲ ، ص ۳۱۷ مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة . و راجع : المحاسن ، ج ۲ ، ص ۶۲۲ ، ح ۷ ؛ الخصال ، ص ۹۲ ، ح ۳۵ ؛ تحف العقول ، ص ۴۰۹ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۰۸ .

8.. «ألف» : ـ الصحيحة .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1834
صفحه از 503
پرینت  ارسال به