423
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

على أهل القرى و الأمصار، فإن فعلوا فهم مشكورون، و إن قصّروا لم يَحتقبوا۱ بذلك وزرا.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۲۰۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لِلسَّائِلِ حَقٌّ۲ وَ إِن جاءَ عَلى فَرَسٍ.۳

أثبت صلى‏الله‏عليه‏و‏آله للسائل حقّا على أيّ وجه كان ؛ و ذلك أنّه ربّما يَسأل عن فقرٍ مُدْقِعٍ۴ و حاجةٍ حافزةٍ۵ إلى ذلك، و ضرورةٍ حملته عليه و إن كان يحتمل أن يكون سؤاله عن ظهر غنى.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّه ينبغي أن تُواسِيَ۶ السائل على كلّ حال ؛ و ذلك لأنّه عليه‏السلام أثبت له حقّا مخافةَ أن يكون هو بعينه المضطرّ الّذي لا منفذ۷ له، فعليك بالإحسان إليه، فإن كان مضطرّا وقع ما تعطيه موقعه، و إن كان كاذبا فإنّك أعطيته /۱۳۸/ بنيّة الاضطرار، و لكلّ امرىٍٔ ما نوى، فالاحتياط أن تُحسِن إلى السائل كائنا ما كان، و لذلك قال عليه‏السلام: لو لا أنّ السؤّال يَكذبون ما قُدّس مَن ردّهم.۸

و في الحديث: لا تَرُدّوا السائل ؛ فإنّه قد يسألكم مَن ليس بإنسيٍّ و لا جنّيٍّ.۹

و هذا إشارة إلى أنّه ربّما يكون امتحانا من اللّه‏ تعالى على يدي مَلَكٍ من /۱۴۷/ ملائكته، و اللّه‏ أعلم.

و في الحديث الأمرُ بالإحسان إلى من هو أهله و إلى من ليس بأهله، فإن كان أهله فهو أهله، و إن لم يكن أهله فأنت من أهله ؛۱۰ يقول: لو جاء السائل على فرس لكان

1.. احتَقَبَ فلانٌ الإثمَ : كأنّه جَمَعَه و احتَقَبه من خَلفه ، و الاحتقابُ : شدَّة الحَقيبة مِن خَلفٍ ، و كذلك ما حُمل من شيءٍ من خَلْفٍ يقال : احتَقَب و استحقب . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۲۵ حقب .

2.. «ألف» : حقّا .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۹۱ ، ح ۲۸۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۲۰۱ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۷۵ ؛ السنن الكبرى ،ج ۷ ، ص ۲۳ ؛ روض الجنان، ج ۲، ص ۳۱۵؛ و ج ۲۰، ص ۳۱۸؛ جامع الأخبار ، ص ۱۶۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۳ ، ص ۱۷۰ ، ح ۲ عن جامع الأخبار ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۲۰۳ ، ح ۸۰۳۴ (عن روض الجنان) .

4.. «ألف» : ضرٍّ مدفع .
و فَقْرٌ مُدْقِعٌ أي مُلصِق بالدَّقْعاء أي التراب

5.. «ب» : «خافزة» ، و هو تصحيف ظاهر .
و حَفَزْتُه بالرمح : طَعَنتُه ، و كُلُّ حَفْزٍ دَفعٌ . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۳۷ حفز .

6.. «ألف» : يواسى .

7.«ألف» : منقد .

8.. الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۶ ، ص ۱۷۰ ، ح ۲ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۱۱ ، ح ۱۴۲۸ ؛ كنزالعمّال ، ج ۶ ، ص ۳۸۵ ، ح ۱۶۱۷۶ .

9.. لم نعثر عليه في المجامع الروائيّة .

10.. راجع: وسائل الشيعة، ج۱۶، ص۲۹۵، ح۲۱۵۸۷؛ مسند الشهاب، ج۱، ص۴۳۶، ح۷۴۷؛ علل الدارقطني، ج۳، ص۱۰۷.


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
422

تضيَّفَت۱ الشمسُ للغروب و ضافت، و الضَّيف مصدر وُصف به الواحد و الجمع و المذكّر و المؤنّث، كعدل و زور و فطر، يقال: أضَفتُ فلانا و ضَيَّفْتُه إذا أنزلتُه بك، و استَضفتُه۲: طلبت منه الضيافة، و تَضَيَّفتُه مثل ضِفتُه.۳

و «الوَبَر» للإبل بمنزلة الصوف للغنم. و «المَدَر»: القُرى، و المَدَرَةُ: القرية.

قال الراجز:

ليلاً و ما نادى أذِينُ المَدَرَه۴

و باليمن قرية يقال لها المَدَر۵، يُنسب إليها فلانٌ المَدَريُّ.

عيّن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الضيافة على أهل الوبر، و هم الّذين يسكنون البوادي، و يتتبَّعون۶ مساقط القَطْر من الأعراب و الرُّعْيان۷ ؛ و ذلك لأنّ الغريب الّذي ينزل عليهم بعرض۸ الهلاك إن لم يُقروه، فربّما لم يجد بالوادي غير من ظفر به، فإن قصّروا في حقّه و تقاعدوا عنه كان سعيا في هلاكه و سببا لحَتْفه۹، و بخلاف ذلك أهل القرى و الحضر ؛ فإنّه إن منعه قوم ساعده آخرون، و إن حرمه جماعة أعطاه غيرهم، و اهتدى الغريبُ إلى حيلة توصله إلى القوت، و تَهديه إلى المطعم. ثمَّ إنَّ أهل الوبر تكون لهم الألبان و ما يُعمل منها لا تفارقهم، و ليس كذلك أهل القرى.۱۰

و فائدة الحديث: إيجاب الإيواء على أهل الوبر النازلين في الفلوات، و رفع إيجابه

1.. «ألف» : اُضيفت .

2.. و أهل عصرنا يَخطئون باستعمال «استَضافَهُ» بمعنى ضَيَّفَهُ .

3.. «ألف» : ضيّفته .

4.. راجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۸۱۲ ؛ لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۶۳ مدر .

5.. «ألف» : المدرة .

6.«ألف» : يتّسعون .

7.. الرُّعيان جمع الراعي كالرُّعاء و الرُّعاة ، و قال الأزهري : أكثر ما يقال رعاةٌ للولاة و الرُّعيان لراعي الغنم . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۲۶ رعي .

8.. «ألف» : يعرض .

9.«ألف» : لخنفه .

10.. «ألف» : ـ «ثمّ إنّ أهل الوبر . . . أهل القرى» .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1632
صفحه از 503
پرینت  ارسال به