فدى لك مِن أخي ثِقةٍ إزاري.۱
و يقال: «فلان كريم المَفارش» إذا كان كريم النساء، و «افترش الرجلُ المرأةَ» كناية عن البِضاع۲، و «افتَرش ذراعيه» بسطهما. و «العَهْر»: الزنى، يقال: عَهَرَ فهو عاهر، و العِهر ـ بالكسر ـ اسم للزنى۳، و هذه امرأة عاهرة و معاهِرة و عَيهَرة۴، و تَعَيهَرَ۵ الرجُلُ: فَجَرَ.
و في الحديث: اللّهمّ أبدِله بالعَهر العفّةَ.۶
فيقول صلىاللهعليهوآله: الولد ملحق بصاحِبَي الفراش و إن كان ما كان ؛ سترا على المسافحَين و حفظا۷ لذات البين و تنزيهةً۸ من الشين، و هذه رحمة من اللّه تعالى ؛ أعني إلحاقَ الولد بالفراش سترا على الفاسقين، و إبقاءً على صاحب المرأة، و تحرّيا للولد حتى لا يعيَّر و لا يُرمى بذلك، فتبارك اللّه الّذي يَرحم خلقه!
و قوله عليهالسلام: «و للعاهر الحجر» لا يعني به الرجم ؛ إنّما هو مَثَلٌ أي لا نصيب له في الولد في حكم الشريعة.
و روي في سبب هذا الحديث: أنّ رجُلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ فلانا ولدي عهرتُ باُمّه في الجاهليّة، فقال صلىاللهعليهوآله: لا دعوة في الإسلام ؛ /۱۳۷/ ذهبَ أمرُ الجاهليّة ؛ الولد للفراش، و للعاهر الحجر.۹
و لفظ الحجر هنا۱۰ معناه الخَيبة و الحرمان، كقولك للذي تُخيّبه من خيرك۱۱: ما لك
1.. صدر البيت : «ألا أبلغ أبا حفص رسولاً» ، اُنظر : التذكرة الحمدونية ، ج ۸ ، ص ۳۰۹ ؛ شرح مقامات الحريري ، ج ۳ ،ص ۳۳۶ .
2.. البِضاع و المباضَعَة: الجِماع. انظر: لسان العرب، ج۸ ، ص۱۴ بضع.
3.«ألف» : المزنى .
4.. «ألف» : ـ عيهرة .
و العَيهَرَة : الّتي لا تستقرّ مكانها من غير عفّة . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۶۱۳ عهر .
5.. «ألف» : يعتهر .
6.. المجموع للنووي ، ج ۲۰ ، ص ۳۳۴ ؛ عمدة القاري ، ج ۱۱ ، ص ۱۶۹ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۳۲۶ .
7.. «ألف» : ـ صلىاللهعليهوآله : الولد ملحق ... و حفظا .
8.. «ألف» : بريّة .
9.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۷۹ و ۲۰۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۵۰۷ ، ح ۲۲۷۴ ؛ الاستذكار لابن عبد البرّ ، ج ۷ ، ص ۱۶۴في كلّها مع اختلاف يسير في اللفظ .
10.. «ب» : ـ هنا .
11.. «ألف» : غيرك .