اثنين كقوله تعالى: «فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ»۱، و قيل: هو ما اقتضى سكون النفس.۲ و العالِم في الحديث هو العارف بالحقائق، و المتعلّم مَن أخذ نفسه بمعرفة ذلك، و الشركة خلط المالين أو العَلَمين على التقريب.
فيقول صلىاللهعليهوآله: إنّ الّذي حصّل العلم بذات اللّه تعالى و صفاته و كتابه و سنّته۳ و أحكامه و ما يجري مجرى ذلك من الحِكَم و المواعظ، و ما يعود بالنفع على صاحبه، أو يكون طريقا إلى ذلك، و من يكُدّ نفسَه و يَكدح لتحصيله و اقتباسه و اكتسابه خالصةً لوجه اللّه تعالى، لا يتعلّمه للمراء و الجدل و التفاخر و الاستطالة على الناس، شريكان في الخير الّذي قصداه و الأجر الّذي طلباه ؛ لأنّهما كالسبب و المسبّب، فضلاً عمّا لهما من الثناء و الذكر الجميل في الخلق.
و فائدة الحديث: الحثّ /۱۳۶/ على العلم و التعلّم.
و راوي الحديث: أبو الدرداء.
۲۰۴.قوله صلىاللهعليهوآله: عَلَى اليَدِ ما أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَ.۴
و تُؤدِّيَه رواية۵. إضافة الفعل إلى اليد مَجاز، و هو أنّ الفعل صادر عن الحيّ، و الأجزاء بمنزلة الجماد، فعلمتَ أنّ الاعتبار بالحيّ، و الفعل حاصل من جملته، و لذلك يستحقّ هو عليه الحمد و الذمّ و الثواب و العقاب، إلاّ أنّه يضاف الفعل إلى الآلة الّتي بها يحصل ؛ كالأخذ إلى اليد، و السعي إلى الرِّجل، و القول إلى اللسان، و الزنا إلى الفرج، و أمثال ذلك، و هو كلّه مجاز ؛ و لكن لمّا التبست الجارحة بفعل من الأفعال حسُن نسبته إليها ؛ لمكان هذه الملابسة و الاختصاص، و من ذلك قولهم: يداك أوكتا۶، و فوك نَفَخَ۷.
1.. الممتحنة ۶۰ : ۱۰ .
2.. قاله الشيخ الطبرسي رحمهالله في تفسير مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۴۶۸ .
3.. «ألف» : سننه .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۸۹ ، ح ۲۸۰ و ۲۸۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۸ و ۱۳ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ ؛ سنن ابنماجة ، ج ۲ ، ص ۸۰۲ ، ح ۲۴۰۰ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۴۷ . الانتصار للشريف المرتضى ، ص ۴۶۸ ؛ الخلاف للطوسي ، ج ۳ ، ص ۲۲۸ و ۴۰۹ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۷ ، ص ۸۸ ، ح ۲۰۸۱۹ عن تفسير أبي الفتوح .
5.. «ب» : + و آية .
6.. أوكيته بالوكاء إيكاءً إذا شددته . لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۴۰۵ وكي .
7.. تقوله العربُ لمن عمل شيئا يوبَّخ به . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۴۶۹ يدي .