417
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

كسر۱. فقلت: يا مالك، أ لك امرأة؟ قال: أعوذ باللّه‏! قلت: أ لك ولد؟ قال: أعوذ باللّه‏! قلت: أ عليك دَين؟ قال: أعوذ باللّه‏! قلت: أ لك على الناس دَين؟ قال: أعوذ باللّه‏! قلت: يا مالك، يزعم الناس أنّك أزهد الناس، و أنت خَريم الناعم!۲ فشهق شهقةً.۳

قال أبو سليمان الخَطّابي: ظلمه حين شبَّهه بخريم الناعم۴.۵

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الزهد في الدنيا يورث الراحة و العصمة، و الرغبة /۱۴۴/ فيها يورث الهمّ و الحزن، و اشتغال القلب بما لم يُخلَق له، و البطالة و الفراغ و أمثال ذلك۶ ممّا يُقسي القلب و يباعد عن الخير.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۲۰۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: العالِمُ وَ المُتَعَلِّمُ شَريكانِ في الخَيرِ.۷

«العِلم»: المعرفة بالشيء كما هو، أو وجودِ شيء فيه، أو انتفاء شيء عنه، فالأوّل يَتعدّى إلى مفعول واحد ؛ كقوله۸ تعالى: «لاَ تَعْلَمُونَهُمْ اللّه‏ُ يَعْلَمُهُمْ»۹، و الثاني يتعدّى إلى مفعولين

1.. أي كَسْر و قطعة من الخبر .

2.. هو خريم بن عمرو بن الحارث المُرِّي المعروف بخريم الناعم . قيل له الناعم لأنّه كان يلبس الخَلِق في الصيف و الجديدفي الشتاء . اُنظر : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۶ ، ص ۳۳۸ ، الرقم ۱۹۵۵ ؛ المعارف لابن قتيبة ، ص ۶۰۹ .

3.. راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۶ ، ص ۴۰۸ .

4.. «ب» : ـ الناعم .

5.. لم نعثر عليه .

6.. «ألف» : ـ و أمثال ذلك .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۸۸ ، ح ۲۷۹ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۸۳ ، ح ۲۲۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۸ ، ص ۲۲۰ ؛ مسندالشاميّين ، ج ۳ ، ص ۲۶۳ ، ح ۲۲۱۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۸۵ ، ح ۵۶۵۶ . بصائر الدرجات ، ص ۲۴ ، ح ۸ ؛ عيون الحكم ، ص ۲۱ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۲۴۲ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۸۱ .

8.. «ألف» : لقوله .

9.. الأنفال ۸ : ۶۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
416

بعرض أن /۱۳۵/ يتعطّل و يتبطّل و يبعد عن اللّه‏ عزّ و جلّ، فإذا بعُد عنه انقطع عنه نظره، و خذله حاسما موادّ التوفيق عنه، فبقي حجرا صلدا لا تَعمل فيه العوامل، نعوذ باللّه‏ من الخذلان.

و قال القائل:

تَعَلَّمَنْ۱ مجاشع بن مَسعَدة

أَنَّ الفراغ و الشباب و الجِدة

مَفسدةٌ للمرء أيَّ مفسدة۲

و إذا أنصَفتَ۳ علمت أنّ الراحة في الزهد و وداع الدنيا.

و روي: أنّ رجلاً من أهل البصرة كانت له تجارة و عقل و صلاح، فهداه عقله إلى أن ترك التجارة، و أقبل على العبادة، فكان يسمع بمالك بن دينار، فتاقتْ نفسه إليه، قال: فأتيته فوجدته في المسجد، و حوله قوم يقرؤون القرآن، فجلست ناحيةً حتّى تفرّقوا، و جاء آخرون يسمعون الحديث و الزهد و المواعظ، فلمّا تفرّقوا قام فصلّى ركعتين أو أربعا، ثمّ خرج فتبعته، فقال: ما لك؟ قلت: أجيء معك إلى بيتك؟ فقال: كرامةً. فأدخلني إلى حجرة نظيفةٍ و ظلٍّ باردٍ رطبٍ و بيت رَيِّحٍ فيه باريّة۴ و مِطهرة و دَورَق۵ و سَلّة۶ فيها

1.. تَعَلَّمَنْ بمعنى «اعلَم» مع تأكيدٍ ، قال عَمرُو بن مَعديكَرِبَ الزُّبَيديُّ :تَعَلَّمْ أنَّ خَيرَ الناسِ طُرّا قَتيلٌ بَينَ أحجار الكُلابِ . عبد الستّار .

2.. البيت لأبي العتاهية ، اُنظر : التذكرة الحمدونية ، ج ۹ ، ص ۱۷۶ ؛ الأغاني ، ج ۴ ، ص ۲۷۲ .

3.. «ألف» : اتّصفت .

4.. الباريّ و البارياء : الحصير المنسوج ، فارسيٌّ معرَّب . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۷۲ بري .

5.. «ألف» : ذوزق .
الدَّورَق جمعه دواريق : الإبريق الكبير له عروتان و لا بلبلة له فارسية ، مقدار لما يشرب يكتال به . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۹۶ ؛ المنجد في اللغة ، ص ۲۱۳ (درق) .

6.. السَّلَّة : السَّبَذة كالجُؤْنة المطبقة ، و سَلَّة الخبز معروفة . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۳۴۲ سلل .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1926
صفحه از 503
پرینت  ارسال به