407
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۱۹۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الأَرواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَما تَعارَفَ مِنها ائتَلَفَ، وَ ما تَناكَرَ مِنها اختَلَفَ.۱

هذا الحديث ممّا تسكب۲ فيه العبرات، و لا تؤمَن في تفسيره العثرات، و أنا مُورِد فيه بقدر ما رزقني اللّه‏ تعالى من العلم به، فأقول: إنّ أصل «ر و ح» موضوع۳ للطيب و الطهارة، فيسمّى۴ رُوح الإنسان رُوحا، و الملائكة المطهّرون أرواحا ؛ و روح القدس جبرئيل عليه‏السلام، و الروح اسم ملك آخر، و قال تعالى: «يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلاَئِكَةُ صَفّا»۵، و عيسى روح اللّه‏ عليه‏السلام، و النسبة إلى الملائكة و الجنّ رُوحانيٌّ ـ بالضمّ ـ و هم /۱۳۹/ الروحانيّون، و يقال لكلّ ذي۶ روح: روحانيٌّ.

قال أبو عبيدة:۷ و الرَّوح: الراحة و مكان روحاني طيّب، و الرِّيح: واحدة الرياح و الأرواح، أصلها رِوْح فقلبت الواو ياءً لمكان كسرة الراء، و الراح و الرَّياح ـ بفتح الراء ـ: الخمر، و «رَوْحٌ و رَيحان»۸ أي رحمة و رزق، و الرَّوح: النسيم، و الريحان المشموم من ذلك.

و الرُّوح: الّتي يَحيى بها الإنسان، سُمِّيَتْ بذلك لطهارتها و طيبها في الخلقة و في مبدأ التكوين.

و قال أصحاب الأُصول: الرُّوح: النفْس المتردِّد في مَخارق الحيّ،۹ و على ذلك قال الشاعر:

فقلت له ارفعها إليك و أَحيِها

بروحك و اجعلها لها قنيةً۱۰ قدرا۱۱

و ما يقوله قوم من۱۲ أنّ الأرواح قائمة بالأجساد، و أنّها كانت قبل الأجساد بكذا

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۸۵ ، ح ۲۷۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۹۵ و ۵۲۷ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۱۰ ؛ صحيح البخاري ،ج ۴ ، ص۱۰۴؛ صحيح مسلم ، ج۸ ، ص۴۱؛ سنن أبي داود، ج۱، ص۵۶۷، ح۲۵۲۵. الاُصول الستّة عشر ، ص ۶۸ ؛ كتاب المؤمن، ص۳۹، ح۸۹ ؛ علل الشرائع، ص۸۴ ، ح۲ و في الأخيرين عن الإمام الصادق عليه‏السلام؛ الأمالي للصدوق، ص۲۰۹، ح۱۶ (و فيه عن الإمام الباقر عليه‏السلام)؛ المسائل السرويّة للشيخ المفيد رحمه‏الله، ص۳۷.

2.«ألف» : تسلب .

3.. «ألف» : ـ و باشروه .

4.. «ب» : لم يتتاقوا .

5.. النبأ ۷۸ : ۳۸ .

6.. «ألف» : ـ ذي .

7.. نقل عنه الجوهري في الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۶۷ روح .

8.. «فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَ رَيْحَانٌ وَ جَنَّتُ نَعِيمٍ» . الواقعة ۵۶ : ۸۸ و ۸۹ .

9.. راجع : تفسير مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۴۳۹ ؛ تفسير الآلوسي ، ج ۱۵ ، ص ۱۵۷ .

10.. «ب» : قيتةً .

11.. البيت لذي الرمَّة ؛ اُنظر : الزاهر في معاني كلمات الناس ، ص ۶۸۱ ؛ كتاب النبات ، ص ۱۴۵ .

12.. «ألف» : ـ من .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
406

فيه و لا يَتحاشَون عنه۱، فكأنّه الربيع الذي يُستحسن مَوقعُه، و يُنظر إلى زخارفه، و يُتفرَّح إليه، و۲ يُتنَّزه لأجله، و لعمري إنّه لكذلك، فقلّما يَظفر الصبيان بالتراب و الرمل إلاّ تحفَّوا۳ له و تمرّغوا فيه۴ و تمرّسوا به۵ و باشروه۶ و لم يتنافوا۷ عنه.

و قال بعض أهل الإشارات: إنّه إشارة إلى أنّ۸ التراب ممّا يُعجِب الصبيانَ و الأغرار۹، فينبغي أن لا يَعجَب به العقلاء فيطلبوه ـ يعني المساكن و المنازل و الدور و القصور و الأشقاص و الحصص ـ كما قال:

إذا نِلتُ [منك] الوُدَّ فالمال هَيِّن۱۰

و كُلُّ الّذي فوق التراب تراب۱۱ ؛

فإنّ جميع ذلك تراب لا قدر له و لا قيمة، و هو ممّا يُعجِب الصبيان لا العقلاء المُدرِكين.

و فائدة الحديث: إعلام /۱۳۱/ أنّ الصبيان يستريحون إلى التراب، و يفرحون بالتمرّس۱۲ به، و يجوز أن يكون۱۳ متضمّنا لما أشار إليه صاحب هذه الإشارة.

1.. تَحاشى عنه : تباعَدَ عنه ، من الحاشية ، كما تقول تَنَحّى من الناحية . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۸۲ حشو .

2.. «ألف» : ـ يتحاشون عنه . . . يتفرَّح إليه و .

3.. «ألف» : لحقوا .
و يحفّ : يحيط به من جميع جوانبه . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۴۹ حفف .

4.. «ب» : ـ تمرَّغوا فيه .

5.. التمرُّس : شدّة الالتواء و العُلوق ، يتمرّس بدينه أي يتلعّب به و يعبث به كما يعبث البعير بالشجرة و يتحكّك بها . راجع :لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۱۵ مرس .

6.. «ألف» : ـ و باشروه .

7.«ب» : لم يتتاقوا .

8.. «ألف» : ـ أنّ .

9.«ألف» : الإعزاز .

10.. أضفناه من المصادر ، و في البداية و النهاية : «فالكل» بدل «فالمال» .

11.. البيت لأبي الطَّيِّب المَتنِّبي ؛ اُنظر : يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر ، ج ۱ ، ص ۹۵ ؛ روضة العقول ، ص ۱۶۴ .

12.. «ألف» : بالتمرين .

13.«ألف» : + متمرّنا .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2000
صفحه از 503
پرینت  ارسال به