403
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و فائدة الحديث: الحثّ على إخراج الزكاة و تطهير المال بأدائها.

و راوي الحديث: أبو الدَّرْداء.

۱۹۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: طيبُ الرِّجالِ ما ظَهَرَ رِيحُه وَ خَفيَ لَونُه، و طيبُ النِّساء مَا ظَهَر لَونُهُ وَ خَفي رِيحُهُ.۱

«الطِّيب» أصله۲ فيما يستلذّه حاسّة الشمِّ، ثمّ يُستعمل فيما يستلذّه الآكل من الطعام، و ربّما كُني عن الطهارة و النظافة به۳.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ينبغي للرجال أن يتطيّبوا بما له رائحة و لا لون له، كماء الورد و العود و أمثال ذلك ؛ فإنّ العطر الملوَّن يُستنكر في الرجال، و يَنفِر الطبع منه، و طيب النساء بالعكس من ذلك ؛ فإنّ لهنّ التزيّن لأزواجهنّ بالوَسمة۴ و الزعفران و الخَلوق۵ و اللَّكّ۶ و غير ذلك من الأصباغ الريِّحة.۷

و روي في سبب هذا الحديث /۱۳۰/ عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه كان يبايعه قوم فكان بيد أحدهم رَدع۸ خلوق فبايعه بأطراف أصابعه فقال۹: طيب الرجال ما ظهر ريحه... إلى آخر الحديث.۱۰

و قوله عليه‏السلام: «و طيب النساء ما ظهر لونه و خفي ريحه»، هذا باعتبار أن تكون المرأة

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۸۴ ، ح ۲۷۱ و ۲۷۲ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۴۸۳ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۱۹۵ ،ح ۲۹۱۸ ؛ سنن النسائي ، ج ۸ ، ص ۱۵۱ . الكافي ، ج ۶ ، ص ۵۱۲ ، ح ۱۷ ؛ التحفة السنيّة ، ص ۳۱۶ مع اختلاف يسير فيهما ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲ ، ص ۱۴۷ ، ح ۱ (و فيه عن الكافي) .

2.. «ألف» : ـ أصله .

3.«ب» : ـ به .

4.. الوَسْم و الوَسْمة : شجرة ورقها خِضاب . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۳۷ وسم .

5.. «ألف» : ـ و الخلوق .

6.. «اللَّكُّ : صبغ أحمر يُصبغ به جلود المعزى للخفاف و غيرها ، و هو معروف . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۸۴ لكك .

7.. أَي ذات الرائحة الطيِّبة .

8.. الرَّدْع : اَللَّطخ بالزعفران ، و أن تَردَع ثوبا بطيب أو زعفران كما تردع الجارية صدرها و مقاديم جَيبها بالزعفران مِلأ كفّها تلمِّعه ، و بالثوب رَدعٌ من زعفران أي شيء يسير في مواضع شتّى . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۲۱ ردع .

9.. «ب» : و قال .

10.. مجمع الزوائد ، ج ۵ ، ص ۱۵۶ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۴ ، ص ۳۲۱ ، ح ۷۹۳۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
402

كثرة المشقّة في القيام، و السهولة في القعود.

و فائدة الحديث: تعريف أنّ ثواب صلاة القاعد المستطيع للقيام۱ نصف صلاة القائم.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۱۹۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الزَّكاةُ قَنْطَرَةُ الإسْلاَم.۲

أصل «الزكاة»: النموّ و البركة، و يطلق ذلك في الاُمور الدنيويّة و الاُخرويّة، يقال: زكا الزرع إذا زاد و نمى، و الزكاة: إخراج حقّ اللّه‏ تعالى إلى مستحقّيه ؛ سمّيت بذلك إمّا لتوقّع البركة في الباقي، أو لتزكية النفس و تنميتها۳ إلى الخير و البركة، و كلّ ما يُذكر من لفظ «ز ك و» فإنّ المرجع به إلى النموّ و الزيادة، و الأعمال الصالحة كلُّها۴ يُنمي الخير و ترفع المنزلة.

و «القنطرة»: الجسر المعقود على الأنهار و الأودية ؛ و شَبّه النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الزكاة بالقنطرة لأنّها هي الّتي تجوِّز۵ السابلة۶، فلو لم تكن لم يَسلم المارّ، /۱۳۷/ و كان بعَرض۷ أن يَسقط في هُوَّة۸، أو أن يَحمله السيل فيهلكه غرقا، فكذلك الزكاة إذا لم يؤدّها مَن وجبت عليه، كان بالحريّ أن يهلك ماله فيسقط في هُوَّة، و۹ يستحقّ النار فيغرق فيها، أعاذنا اللّه‏ منها، و اللّه‏ أعلم.

1.. «ألف» : القيام .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۸۳ ، ح ۲۷۰ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۸ ، ص ۳۸۰ ؛ روض الجنان، ج ۱، ص ۲۵۰؛ تخريجالأحاديث و الآثار ، ج ۱ ، ص ۴۲ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۳۳ ، ح ۴۵۸۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۲۹۳ ، ح ۱۵۷۵۸ . الأمالي للطوسي ، ص ۵۲۲ ، ح ۶۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۴۰۵ ، ح ۳۶ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۷ ، ص ۲۵ ، ح ۷۵۴۶ و فيه عن روض الجنان .

3.. «ألف» : تنميها .

4.. «ألف» : ـ كلّها .

5.. «ألف» : تحوز .

6.. السابِلة : أبناء السبيل المختلفون على الطرقات في حوائجهم ، و الجمع السوابل . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۳۲۰ سبل .

7.. «ألف» : يعرض .

8.. الهُوَّة : البئر ، و ما انهَبَط من الأرض ، و كُلّ وَهدَةٍ عميقة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۷۴ هوا .

9.. «ب» : أو .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1579
صفحه از 503
پرینت  ارسال به