399
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الصلاة ما يَتقرّب العبد به۱ إلى اللّه‏ تعالى، و كيف لا و هي مناجاة العبد مع مولاه؟ و أيّ قربانٍ أقرب من المناجاة؟

و روي عن بعض الصالحين۲ أنّه قال: إنّي إذا أردت أن۳ اُناجيَ اللّه‏ تعالى صلّيت ركعتين، و إذا أردت أن يُناجِيَني /۱۳۵/ قرأت وِرْدا من القرآن، و قال تعالى: «وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ»۴.

فالواجب على كلّ عاقل أن يُلِحَّ على هذه العبادة الّتي هي قربانٌ له إلى ربّه.

و روى أبو هريرة عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصلاة قربان، و الصدقة فداء، و الصيام جُنّة.۵

إنّما مَثَلُ۶ الصلاة كمثل رجل أراد من إمام حاجة فأهدى له هديّة، و مثل الصدقة كمثل رجل اُسر ففدى نفسه، و مثل الصيام كمثل رجل لقي عدوّا و عليه جُنّة حصينة.

و فائدة الحديث: الحثّ على الصلاة و أدائها بشرطها و معرفة۷ أنّها تقرّب العبد /۱۲۸/إلى ربّه تبارك و تعالى.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام.

۱۹۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: بَينَ العَبدِ وَ بَينَ الكُفرِ تَركُ الصَّلاة.۸

«بين»: بمعنى وسط، و يكون ظرفا، و يسمّى فيجري عليه الإعراب كقوله تعالى: «لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ»۹، و لا يُستعمل إلاّ فيما له مسافة أو عدد، تقول: بين الجبلين وادٍ، و بين

1.. «ألف» : به العبد .

2.. إحياء علوم الدين ، ج ۶ ، ص ۶۴ ؛ ربيع الأبرار ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ ؛ المجّة البيضاء ، ج ۴ ، ص ۱۳ .

3.. «ألف» : ـ أن .

4.. العلق ۹۶ : ۱۹ .

5.. راجع : مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۱۰ ، ص ۲۳۶ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۳ ، ص ۴۷۶ ، ح ۱۹۹۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۹ ،ص ۱۸۵ .

6.. «ألف» : ـ إنّما مثل .

7.. «ألف» : معرفتها .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۸۱ و ۱۸۲ ، ح ۲۶۶ و ۲۶۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۸۹ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۳۴۲ ،ح ۱۰۷۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۰۸ ، ح ۴۶۷۸ . جامع الأخبار ، ص ۷۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۹ ، ص ۲۰۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۳ ، ص ۴۵ ، ح ۲۹۷۹ و في الأخيرين عن جامع الأخبار .

9.. الأنعام ۶ : ۹۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
398

«الطَّعام»: ما يُتناول ليَغذو، و طَعِمَ يَطعَم طَعْما فهو «طاعم» إذا أكل، و الطَّعْم ـ بالفتح۱ ـ: ما يؤدّيه الذوق، و يقال للطعام: الطُّعْم. و «الشكر»: أن تعترف بنعمة المنعم قاصدا لتعظيمه بذلك. و۲ «الأجر» و الاُجرة۳: ما يريد عليك من ثواب عملك دينا و دنيا. و «الصوم» قد تقدّم ذكره، و كذلك «الصبر».

فيقول عليه‏السلام: إنّ الّذي يَأكل و يشرب و يعلم أنّ ذلك نعمة من ربّه يلزمه۴ عليها الشكر فيشكره، و يَعترف بإنعامه، و يتبجّح۵ بعبوديّة ربٍّ هذا كرمه و فضله يؤجر على شكره ذلك مثل أجر الّذي يمسك رقعة۶ نهاره خاتِما على فيه من المطاعم الّتي خلقها اللّه‏ تعالى لعباده، فيكابد الجوع و العطش طلبا لرضاه، و يعلم من ذلك أنّ ثواب الشكر مثل ثواب الصبر، وفّقنا اللّه‏ للشكر على نعمه الّتي هي فوق الحدّ و الحصر.

و فائدة الحديث: تعريف مَنزلة الشكر، و أنّ ثوابه مثل درجة الصابر الّذي يجرّع نفسه مرارة الطاعة طلبا لرضا ربّ العالمين.

و راوي الحديث: سِنان بن سَلَمَةَ الأسلميّ.

۱۹۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصَّلاةُ قُربانُ كُلِّ تَقيٍّ.۷

«القربان»: كلّ ما يُتقرّب به إلى اللّه‏ تعالى، و صار في العرف اسما للذَّبيحة، و أصله من القُرب. و «التَّقوى»: حفظ النفس ممّا يؤثِم، و التاء فيه بدل من الواو، و وزنه فَعْلى من وَقى يَقي.

1.. «ب» : بفتح العين .

2.. «ألف» : ـ و .

3.. «ألف» : الآخرة .

4.. «ألف» : بكرمه .

5.. «ب» : يتبجّج .
يتبجّح أي يفتخر و يباهي بشيء ما . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۰۶ بجح .

6.. «ألف» : رفعه .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۸۱ ، ح ۲۶۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۰ ، ح ۵۱۸۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۲۸۸ ،ح ۱۸۹۱۷ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۹ ، ح ۱۶۱۲ . الكافي ، ج ۳ ، ص ۲۶۵ ، ح ۶ ؛ الفقيه ، ج ۱ ، ص ۲۱۰ ، ح ۶۳۷ و فيهما عن الإمام الرضا عليه‏السلام ؛ الخصال ، ص ۶۲۰ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1575
صفحه از 503
پرینت  ارسال به