يقول صلىاللهعليهوآله: إنّ الصلاة ما يَتقرّب العبد به۱ إلى اللّه تعالى، و كيف لا و هي مناجاة العبد مع مولاه؟ و أيّ قربانٍ أقرب من المناجاة؟
و روي عن بعض الصالحين۲ أنّه قال: إنّي إذا أردت أن۳ اُناجيَ اللّه تعالى صلّيت ركعتين، و إذا أردت أن يُناجِيَني /۱۳۵/ قرأت وِرْدا من القرآن، و قال تعالى: «وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ»۴.
فالواجب على كلّ عاقل أن يُلِحَّ على هذه العبادة الّتي هي قربانٌ له إلى ربّه.
و روى أبو هريرة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: الصلاة قربان، و الصدقة فداء، و الصيام جُنّة.۵
إنّما مَثَلُ۶ الصلاة كمثل رجل أراد من إمام حاجة فأهدى له هديّة، و مثل الصدقة كمثل رجل اُسر ففدى نفسه، و مثل الصيام كمثل رجل لقي عدوّا و عليه جُنّة حصينة.
و فائدة الحديث: الحثّ على الصلاة و أدائها بشرطها و معرفة۷ أنّها تقرّب العبد /۱۲۸/إلى ربّه تبارك و تعالى.
و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليهالسلام.
۱۹۲.قوله صلىاللهعليهوآله: بَينَ العَبدِ وَ بَينَ الكُفرِ تَركُ الصَّلاة.۸
«بين»: بمعنى وسط، و يكون ظرفا، و يسمّى فيجري عليه الإعراب كقوله تعالى: «لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ»۹، و لا يُستعمل إلاّ فيما له مسافة أو عدد، تقول: بين الجبلين وادٍ، و بين
1.. «ألف» : به العبد .
2.. إحياء علوم الدين ، ج ۶ ، ص ۶۴ ؛ ربيع الأبرار ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ ؛ المجّة البيضاء ، ج ۴ ، ص ۱۳ .
3.. «ألف» : ـ أن .
4.. العلق ۹۶ : ۱۹ .
5.. راجع : مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۱۰ ، ص ۲۳۶ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۳ ، ص ۴۷۶ ، ح ۱۹۹۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۹ ،ص ۱۸۵ .
6.. «ألف» : ـ إنّما مثل .
7.. «ألف» : معرفتها .
8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۸۱ و ۱۸۲ ، ح ۲۶۶ و ۲۶۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۸۹ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۳۴۲ ،ح ۱۰۷۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۰۸ ، ح ۴۶۷۸ . جامع الأخبار ، ص ۷۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۹ ، ص ۲۰۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۳ ، ص ۴۵ ، ح ۲۹۷۹ و في الأخيرين عن جامع الأخبار .
9.. الأنعام ۶ : ۹۴ .