397
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: العِلم الّذي لا يتعدّى۱ نفعه إلى غير صاحبه مِثل الكنز المدفون في الأرض لا يُهتدى إليه۲ و لا يستدلّ عليه، فهو باقٍ /۱۳۴/ في جوف الأرض لا يَصِلُ إلى أحد منهم خير، فوجوده /۱۲۷/ كعدمه ؛ لارتفاع نفعه عن العالم۳ على أنّ العلم بخلاف الكنز ؛ لأنّه يفنى على الإنفاق، و العلم يزكو عليه و يَنمي۴، و يجوز أن يريد عليه‏السلام بالنفع عمل العالم ؛ فإنّه إذا علمه و لم يَعمل به فكأنّه كنز لا يُنفق منه.۵

و فائدة الحديث: الحثّ على التفهيم و بَثِّ العلوم الّتي فيها للمسلمين راحة و خير، و العملِ به حتّى يكون نافعا، و تشبيهه۶ إذا لم يُنتفع به بالكنز الّذي لا يُنتفع به و لا يُرتفق۷.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ [بن مسعود۸].

۱۹۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الطاعِمُ الشاكِرُ لَهُ مِثلُ أَجرِ الصائِمِ الصابِرِ.۹

1.. «ألف» : يتعدّى .

2.«ب» : إليها .

3.. «ب» : ـ عن العالم .

4.. كما في وصيَّة مولانا الإمام أمير المؤمنين عليه‏السلام لكميل بن زيادٍ النَّخعيِّ رضى‏الله‏عنه . و نَمى يَنمي هو اللغة العالية ، و ربما جاء مِن باب «سَما» : نَما يَنمو . عبد الستّار .

5.. «ألف» : ـ منه .

6.«ألف» : يشبّهه .

7.. ارتَفَقَ : اتَّكأ على مِرفقه . لسان العرب ، ج ۱۰ » ، ص ۱۱۹ رفق .

8.. اُوردناه من المصادر .

9.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۸۰ ، ح ۲۶۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۸۳ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۴۳ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۹۵ ؛صحيح البخاري ، ج ۶ ، ص ۲۱۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۶۱ ، ح ۱۷۶۵ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۹۴ ، ح ۱ ؛ المحاسن ، ج ۲ ، ص ۴۳۵ ، ح ۲۷۱ ؛ قرب الإسناد ، ص ۷۴ ، ح ۲۳۷ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۱۸۲ مع اختلاف يسير في الأربعة الأخيرة .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
396

و «الأمان»: الأمن، و هو طمأنينة النفس.

و «الذمّة» ما يُذَمّ الرَّجُل على تركه و تضييعه و كذلك الذِّمام، و الذمّة في الحديث العهد. فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنَّ لفظ السلام تحيّة لأهل ملّتي، بها يتحابّون، و هي علامة لأهل الإسلام، و أمان للّذين هم في عهدنا.

و قوله عليه‏السلام «لذمّتنا» أي لذوي ذمّتنا و أهل ذمّتنا و عهدنا و أماننا ؛ و ذلك أنّا لو فرضنا أنّ جماعةً حَصَلوا في تيهٍ۱، و استقبلهم جماعة آخرون يُتوقّع الشرّ منهم فسَلّموا عليهم، لكان سلامهم أمانا لهم يَخلدون إليه۲ و يستريحون بمكانه، و هذا كقوله عليه‏السلام: أفشوا السلام.۳

و فائدة الحديث: الأمر بالتسليم على المسلمين و إفشاء السلام۴ مراعاةً لشعار الإسلام.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۸۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عِلمٌ لا يَنفَعُ كَكَنزٍ لا يُنفَقُ مِنهُ.۵

«النفع»: خير يستعان به، و قيل: هو لذّة خالصة أو۶ سرور خالص أو ما يؤدّي إليهما۷، و قد نَفَعَه ينفَعه و انتفع به، و الاسم المنفعة.

و «الكنز»: المال المجموع بعضه إلى بعض، و هو بمعنى المفعول كالخَلق بمعنى المخلوق، و كنَزتُ المالَ أكنِزه إذا جمعتَه و حفظته من قولك: كَنَزتُ التمرَ، و اكتَنَز۸ إذا اجتمع بعضه إلى بعض، و تكنَّزَ أي انضمّ و اجتمع.۹

1.. «ألف» : نيّة .

2.. «ألف» : إليهم .
و خَلَدَ إلى الأرض و أخلد : أقام فيها ، و أخلَدَ إلى الأرض و إلى فلان أي ركن إليه و مال إليه و رضي به . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۶۴ خلد .

3.. المحاسن ، ج ۲ ، ص ۳۸۷ ، ح ۳ ؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۶۴۵ ، ح ۷ ؛ تحف العقول ، ص ۲۰۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۱۶۵ و۱۶۷ ؛ و ج ۲ ، ص ۱۵۶ و ۳۹۱ و . . . ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۴۱ ؛ و ج ۲ ، ص ۲۷۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۵۳ .

4.. «ألف» : + و .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۸۰ ، ح ۲۶۳ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۱۳۸ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۸ ، ص ۱۷۹ ، ح ۱۱ ؛تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۷ ، ص ۶۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ ، ح ۲۲۹۹ ؛ و ج ۲ ، ص ۱۶۰ ، ح ۵۴۷۱ . إرشاد القلوب ، ج ۱ ، ص ۱۵ مع اختلاف فيه .

6.. «ألف» : و .

7.. و حينئذٍ يكون استعماله فيما هذا سبيلُه مِن باب «المَجاز العقليِّ». عبد الستّار .

8.. «ألف» : أكنز .

9.. «ألف» : «تكرّر» بدل «تلزّز أي انضمّ و اجتمع» .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1832
صفحه از 503
پرینت  ارسال به