395
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

بالبركة.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۱۸۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: السَّلامُ تَحِيَّةٌ لِمِلَّتِنا وَ أَمانٌ لِذِمَّتِنا.۱

أصل السلام۲ و السلامة: التعرّي من الآفات، و قولنا: «سلام /۱۳۳/ عليكم» من هذا كأنّه سلامة عليكم، و رفع قولنا۳ سلامٌ بأنّه مبتدأ، و تنكيره لمكان أنّه واقع موقع فعل۴، و الفعل في غاية التنكير و هو واقع موقعه ؛ و ذلك لأنّ سلام عليكم معناه سلّمك اللّه‏، و هذا معنى كلامٍ لشيخنا۵ أبي الفتح عثمان بن جنّي رحمه‏الله، قرأته بخطّ الشيخ أبي أحمد عبد۶ السلام۷ بن الحسين بن محمّد بن عبد اللّه‏ البصريّ رحمه‏الله.

و «التحيّة» أصلها أن تقول۸: حيّاك اللّه‏ أي عمّرك، من الحياة الّتي هي المعنى الّذي إذا وُجد۹ في محلّ أوجب كونه حيّا، فقد صحّ أنّ التحيّة معناها الدعاء بالحياة، و أصلها تحيِيَة على تَفعِلة ؛ فاُدغمت الياء في الياء، و رُدّت حركتها إلى الحاء قبلها فصار تحيّةً.

و «المِلّة» كالدِّين، و هو ما يُملّه۱۰ نبيٌّ من الأنبياء عليهم‏السلام من الشرائع و الأحكام أي يُمليه، و يضاف إلى الرسل، فيقال۱۱: ملّة إبراهيم، و ملّة محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۹ ، ح ۲۶۲ ؛ روض الجنان للرازي، ج ۱۴، ص ۲۰۵؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۳ ،ح ۴۸۴۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۱۱۴ ، ح ۲۵۲۴۲ . جامع الأخبار ، ص ۸۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۳ ، ص ۱۲ ، ذيل ح ۴۶ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۳۶۰ ، ح ۹۶۷۰ و فيه عن روض الجنان .

2.. «ألف» : السلم .

3.. «ألف» : ـ قولنا .

4.. «ألف» : الفعل .

5.. عَبَّرَ عنه بـ «شيخنا» على سبيل التجوُّز و الاتِّساع ؛ وَ إلاّ فإنَّ أبا الفتح متقدِّم عليه في الزَّمَن بنحو ثلاثة قرون . عبد الستّار .

6.. «ب» : ـ عبد .

7.. اللغويُّ النحويُّ الأديب المؤرِّخ ، روى عنه الشيخُ النَّجاشيُّ في مواضع مِنْ رجاله ، و له ترجمة حسنة في «تاريخ مدينةالسلام» المطبوع باسم تاريخ بغداد للخطيب البغداديّ ، و في مصادر اُخرى توفِّي سنة ۴۰۵ هـ . عبد الستّار .

8.. «ب» : يقال .

9.. «ألف» : وجه .

10.. أمَلَّ الشيءَ : قالَه فكُتب . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۶۳۱ ملل .

11.. «ألف» : فقال .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
394

يقال: نَفَقَ الشيءُ إذا راج، و النَّفاق: ضدّ الكَساد، و أصل «ن ف ق»: المُضيء و النفور، و۱ منه نَفَقَ البيعُ: راجَ، و نفقَتِ الدابّةُ: ماتت، و نفقَتِ الدراهمُ: فنيتْ، و «أنفَقتُها». و «المَحق»: النقص، يقال: محقتُ الشيءَ أمحَقُه مَحقا إذا نَقَصته۲، و قال تعالى: «يَمْحَقُ اللّه‏ُ الرِّبَا وَ يُرْبِي الصَّدَقَاتِ»۳.

و «التمحيق»: للتكثير۴، و منه المُحاق۵ لآخر الشهر ؛ لأنّ القمر كأنّه ينمحق۶ فيه.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنَّ۷ اليمين الكاذبة ـ و هي المكذوب فيها كقوله تعالى: «بِدَمٍ كَذِبٍ»أي مكذوب فيه، فسمّاه بالمصدر ـ تُنفِق السلعة۸ المحلوف عليها أي تروّجها ؛ لكنّها تمحق الكسبَ و تفسده و تذهب بالبركة و النماء من المعاملة، و لَعَمري إنّه لَكذلك و قد شاهدناه كثيرا، و كيف يبارَك في تجارة يُكذب فيها و يُستعان في ذلك الكذب باسم اللّه‏ تعالى. /۱۲۶/ هذا في الدنيا ؛ فأمّا في الآخرة فنعوذ باللّه‏ ممّا يعاقب عليه.۹

و فائدة الحديث: النهي عن ترويج السِّلَعِ بالأيمان۱۰ الكاذبة، و الإيذان بأنّها تذهب

1.. «ألف» : ـ و .

2.«ألف» : أنقصته .

3.. البقرة ۲ : ۲۷۶ .

4.«ألف» : التكثير .

5.. يقرأ «المحاق» مثلَّثةً ؛ أي بضمّ الميم و فتحه و كسره . انظر : القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۸۲ محق .

6.. مَحَقَه اللّه‏ فانمَحَقَ و امَّحَقَ و امتحق : أي ذهب خيره و بركته و نقص . انظر : العين ، ج ۳ ، ص ۵۶ ؛ لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۳۸ محق .

7.«ألف» : ـ إنَّ .

8.. «ألف» : ـ و هي المكذوب فيها . . . تنفق السلعة .

9.. «ب» : عليها .

10.«ألف» : الأثمان .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1761
صفحه از 503
پرینت  ارسال به