391
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

صاحب المكر و الخديعة يستحقّ النار۱ نعوذ باللّه‏ منها. و يَدخل الاستهزاء في ذلك ؛ لأنّه أيضا استنزال۲ للعبد عن عقله الّذي أعطاه اللّه‏ تعالى و متّعه به.

و فائدة الحديث: النهي عن المكر و الخداع، و إعلام أنّ صاحبها يستوجب النار.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۸۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اليمينُ عَلَى نِيَّةِ المُستَحلِف.۳

أصل «اليمين»: الجارحة، و قيل للحلف يمين لمَدّ اليمين إليها عند المعاهدة. و أصل «الحِلْف»: المُلازِم، و كذلك الحليف، و تَحالفوا: تعاهدوا۴ ؛ لأنّ الحِلف كلّ ملازمة تكون بعهد، و حَلَفَ يَحلِف حَلفا و محلوفا۵، و هو أحد المصادر على لفظ المفعول، و أحلفتُه و حَلَّفته و استحلفته بمعنى، و ظاهر۶ هذا الحديث الخبر، و معناه الأمر ؛ يأمر الحالفَ أن يَنوي على نيّة مستحلِفه من غير تورية و لا إضمار ؛ و إنّما قال عليه‏السلام ذلك لئلاّ يرتفع الاعتماد من بين۷ الخلق۸، و ليوثق بالأيمان ؛ اللّهمّ إلاّ أن يُدفع بذلك۹ ضرر دينيٌّ أو دنيوي أو ظُلم۱۰، فحينئذٍ يرخِّص۱۱ الشرعُ له في التورية و الإضمار.

1.. «ب» : فمستحقٌّ للنار .

2.. «ألف» : اشتراك .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۸ ، ح ۲۵۹ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۸۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۶۸۵ ، ح ۲۱۲۰ ؛ السننالكبرى ، ج۱۰ ، ص۶۵ . و راجع: الوسيلة لابن حمزة الطوسي، ص ۲۲۷ ؛ كشف اللثام ، ج ۹ ، ص ۲۸ ؛ مستند الشيعة، ج۱۷، ص۴۶۸ . ۲ . راجع : تفسير الرازي ، ج۱۵، ص۲۳۳؛ لسان العرب ، ج۱۳، ص۴۶۳ يمن.

4.. «ألف» : ـ و كذلك الحليف . . . تعاهدوا .

5.«ألف» : حلفا و حلوفا ، و تحالفوا تعاهدوا .

6.. «ألف» : فظاهر .

7.«ألف» : ـ بين .

8.. «ألف» : الناس .

9.. «ألف» : ـ بذلك .

10.«ألف» : ـ أو ظلم .

11.. «ألف» : رخّص .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
390

«العُمْر و العُمُر»: اسم لمدّة عمارة البدن بالروح، /۱۲۴/ و قد عمّره اللّه‏ تعالى أي أعطاه العمر، و هذا الحديث كالّذي قبله، و الغرض من۱ ذكر ذلك أن يتأهبّ الإنسان لنفسه و يُشعرها أنّ أمره قد تناهى، و بلغَت السفينةُ به إلى ساحل البحر و منتهى۲ الحياة، فالأولى أن يتدارك ما فات، و يتلافى الّذي قصّر فيه، و لا يغفل حتّى يأتيه الموت بغتةً، و هو متلطّخ۳ بالمآثم لم يتب منها، و لم ينفصل عنها، و لم يطهِّر صحيفته من۴ مظالم العباد، فيقع في بلاء لا۵ مَخلَص منه، و عقوبةٍ لا فرج عنها ؛ إلاّ أن يشاء اللّه‏.

و فائدة الحديث: التقدّم بالإنذار، و الأمرُ بالتدارك إذا ناهز الستّين.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۱۸۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المَكرُ وَ الخَديعَةُ فِي النَّار.۶

«المَكر»: صَرف الآخَر عمّا هو بصدده بحيلة، و قد مَكرتُ به أمكُر مَكرا. و «الخِداع» قريب منه، و هو أن تُنزِل غيرَك عن مقصده بأمر تُبديه و أنت تُضمر غيره، و هو أيضا أن تريد بغيرك مكروها و هو لا يعلم، يقال: خَدَعَه يَخدَعه خَدْعا، و الاسم الخديعة، و تَخادَعَ له أرى ذلك من نفسه.

/۱۳۱/ فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّهما من الأفعال الّتي تَجرّ العبدَ إلى النار و تجلبها إليه، و المعنى أنّ

1.. «ب» : في .

2.. «ب» : ـ البحر و منتهى .

3.. «ب» : ملطَّخ .

4.. «ألف» : عن .

5.. «ألف» : بلائها .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۵ ، ح ۲۵۳ و ۲۵۴ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۹ ، ص ۲۳۴ ، ح ۱۷۰۵۴ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ،ص ۳۷۰ ، ح ۳۸۱ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۶۱ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۳۶ ، ح ۱ و فيه مع اختلاف يسير عن الإمام على عليه‏السلام ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۳۴۴ ، ح ۵ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۲۷۰ ؛ عيون الأخبار ، ج ۱ ، ص ۵۵ ، ح ۱۹۴ ؛ تحف العقول ، ص ۱۵۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1798
صفحه از 503
پرینت  ارسال به