«العُمْر و العُمُر»: اسم لمدّة عمارة البدن بالروح، /۱۲۴/ و قد عمّره اللّه تعالى أي أعطاه العمر، و هذا الحديث كالّذي قبله، و الغرض من۱ ذكر ذلك أن يتأهبّ الإنسان لنفسه و يُشعرها أنّ أمره قد تناهى، و بلغَت السفينةُ به إلى ساحل البحر و منتهى۲ الحياة، فالأولى أن يتدارك ما فات، و يتلافى الّذي قصّر فيه، و لا يغفل حتّى يأتيه الموت بغتةً، و هو متلطّخ۳ بالمآثم لم يتب منها، و لم ينفصل عنها، و لم يطهِّر صحيفته من۴ مظالم العباد، فيقع في بلاء لا۵ مَخلَص منه، و عقوبةٍ لا فرج عنها ؛ إلاّ أن يشاء اللّه.
و فائدة الحديث: التقدّم بالإنذار، و الأمرُ بالتدارك إذا ناهز الستّين.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۱۸۳.قوله صلىاللهعليهوآله: المَكرُ وَ الخَديعَةُ فِي النَّار.۶
«المَكر»: صَرف الآخَر عمّا هو بصدده بحيلة، و قد مَكرتُ به أمكُر مَكرا. و «الخِداع» قريب منه، و هو أن تُنزِل غيرَك عن مقصده بأمر تُبديه و أنت تُضمر غيره، و هو أيضا أن تريد بغيرك مكروها و هو لا يعلم، يقال: خَدَعَه يَخدَعه خَدْعا، و الاسم الخديعة، و تَخادَعَ له أرى ذلك من نفسه.
/۱۳۱/ فيقول صلىاللهعليهوآله: إنّهما من الأفعال الّتي تَجرّ العبدَ إلى النار و تجلبها إليه، و المعنى أنّ