و قال الشاعر:
و مِن نعمة اللّه لا شكّ فيه
بقاء البنين و موت البنات۱
يقول النبيّ صلىاللهعليهوآله: دَفنُ البناتِ من المَكرُمات.
و قال عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر:
لكلّ أبي بنت يُرجى بقاؤها
ثلاثةُ أصهار إذا ذُكر الصِّهرُ
فصِهرٌ يُراعيها و خِدرٌ يَصونها
و قبر يواريها و خيرُهم القبر۲
و نُعِيَ۳ إلى ابن عبّاس بنتٌ له، فاسترجع ثمّ قال: عورة سترها اللّه، و مؤونة كفاها اللّه، و أجر ساقه اللّه، ثمّ صلّى ركعتين و قال: فعلنا ما أمر اللّه «وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاَةِ»۴.۵
و تُوُفِّيَتْ لجعفر بن يحيى البرمكي بنت فقال: تقديم الحُرُم من النعم.۶
و عن بعضهم: النساء عورات ؛ فإذا زُوّجت سترت عورة، و إذا دُفنت سترت العورات.۷
و عن بعضهم قال: قلت لبعض العلماء: مات بعض أقاربي، فقال:
لا تَغضبنَّ على الزمان و صرفه
ما دام يرضى عنك بالأطراف۸
و إنّما صار دفنها مكرمةً لأنّ اللّه تعالى قد أكرم صاحب البنت بذلك، /۱۳۰/ فهي مكرمة من عند اللّه انساقت إليه، فإن كانت صغيرةً فذلك من أجلّ النعم ؛ لمكان أنّها تطير إلى الجنّة، و تتخلّص من عذاب الدنيا و الآخرة، و يَسلم۹ أبوها من المعاير و الاهتمام بأمرها، و يجعلها اللّه تعالى في كفّة حسناته.
روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: ما من مسلمَين يموت لهما أربعة من الولد فيَحتسبان بهم إلاّ دخلا الجنّة. فقال له رجل۱۰: أ و ثلاثة؟ قال: و ثلاثة. قال: و اثنان، و الّذي نفسي بيده إنّ السقط ليَجُرّ اُمَّه
1.. لم نعثر على قائله .
2.. راجع : اُنظر : زهر الآداب و ثمر الألباب ، ج ۱ ، ص ۴۳۲ .
3.. النَّعْي : خبر الموت ، و كذلك النَّعِيُّ ، يقال نَعى الميّتَ يَنعاه إذا أذاع موتَه و أَخبر به و إذا ندبه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۳۴ نعي .
4.. البقرة ۲ : ۴۵ .
5.. راجع : تفسير السلمي ، ج ۱ ، ص ۴۱۰ ؛ زاد المسير ، ج ۵ ، ص ۱۰۴ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۰ ، ص ۴۱۶ .
6.. اُنظر : التعازي والمراثي للمبرّد ، ص ۲۸۷ ؛ الزهرة لابن داود الظاهري ، ج ۱ ، ص ۱۶۵ .
7.. راجع : عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج ۱ ، ص ۴۲ ، ح ۱۱۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۰۳ ، ص ۲۲۶ ، ح ۱۷ عن الرضا عن عليٍّ عليهماالسلام .
8.. لم نعثر على مأخذه .
9.. «ألف» : تسلم .
10.. «ألف» : ـ رجل .