387
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

أَحَدُهُمْ بِالْأُنثَى»۱، /۱۲۳/ و ذلك لما يخطر له من الخطرات السيّئة، و أنّ البنت مَحراة۲ بكلّ مخزاة، و مَجدرة۳ بكلّ معذرة، و هي الّتي ربّما تسوِّد وجوه أهل البيت بما تجلبه إليهم من المَسَبَّة و العار و الشَّنَآن ؛ و إذا كان كذلك، فالقبر أحد ما يحسم هذه المادّة منها، و يؤمن من الخزي بسببها.

و روي عن ابن عبّاس قال: لمّا عُزّي النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على ابنته رقيّة قال: الحمد للّه‏ ؛ دفنُ البنات من المَكرُمات.۴

و قال الشاعر:

و لم أر نعمةً شَملتْ كريما

كعورة مسلم سُترتْ بقبر۵

و قال الحسن البصريّ: البنون نِعَمٌ، و البنات حسنات، فالنعم مسؤول عنها، و الحسنات مُثابٌ عليهنّ.۶

و إنّما صارت حسنةً لأنّ تربيتها و سترها و صيانتها صعب، فإذا احتاط الإنسانُ ذلك و۷ تحرّاه كان له إحدى الحسنات.

1.. النحل ۱۶ : ۵۸ .

2.. أي حريَّةٌ .

3.. أي جديرةٌ .

4.. المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۳۷۲ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۳ ، ص ۳۲۵ ؛ مغني المحتاج للشربيني ، ج ۱ ، ص ۳۵۵ ؛ ذخائرالعقبى ، ص ۱۶۳ .

5.. اُنظر : عيون الأخبار لابن قتيبة ، ج ۳ ، ص ۶۲ ؛ شرح مقامات الحريري ، ج ۳ ، ص ۵۳ .

6.. الكافي ، ج ۶ ، ص ۷ ، ح ۱۲ ؛ عن الإمام الصادق عليه‏السلام مع اختلاف يسير .

7.. «ألف» : ـ و .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
386

الجزع و ما لا طاقة له به.

و روى أنس بن مالك۱ قال: مرّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بامرأة تبكي عند قبر، فقال لها: اتّقي اللّه‏ و اصبري. قالت: إليك عنّي ؛ فإنّك لم تُصِبْ بمصيبتي و لم تعرفه! فقيل لها: إنّه النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ! فأتت باب النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فلم تجد عنده بوّابين، فقالت: لم أعرفك. فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّما الصبر عند الصدمة الاُولى.۲

و قال عليه‏السلام: لو كان الصبر رَجُلاً لكان۳ كريما.۴

و يمكن أن يكون المعنى أنّ الصبر ما كان عند الشدّة و وقوعها ؛ فأمّا ما يكون عند مضيّ الزمان و تقادم الأمر فلا يُحكم عليه بالصبر، بل هو ما يتأدّى۵ الجزع إليه من السُّلُوِّ و النسيان، و اللّه‏ُ ـ عزّ و علا ـ أعلمُ و رسوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۶

و فائدة الحديث: /۱۲۹/ الحثّ على التصبّر۷ و الاستسلام للأمر إذا وقع، و التهوين لمصائب الدنيا.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۸۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: دَفنُ البَناتِ مِنَ المَكرُماتِ.۸

«الدَّفن»: إخفاء الشيء في التراب و ما يجري مجراه. و «المكرُمة»: الفعل الحسن الجميل.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ البناتِ عورات، و ربّما تُخاف من جهتهنّ البوائق، و لذلك قال تعالى: «وَ إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَانِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا وَ هُوَ كَظِيمٌ»۹، و قال تعالى: «وَ إِذَا بُشِّرَ

1.. «ب» : ـ بن مالك .

2.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۴۳ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۷۳ ؛ و ج ۸ ، ص ۱۰۸ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۴۰ ؛ سنن أبيداود ، ج ۲ ، ص ۶۴ ، ح ۳۱۲۴ .

3.. «ب» : كان .

4.. تنبيه الخواطر ، ج ۱ ، ص ۴۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۳۴ ، ح ۷۴۶۱ ؛ مسكّن الفؤاد ، ص ۴۸ .

5.. «ألف» : يتأذّى .

6.. «ب» : رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

7.. «ب» : الصبر .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۳ ، ح ۲۵۰ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۳۷۲ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۰ ؛ مسندالشاميّين ، ج ۳ ، ص ۳۲۵ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۸ ، ص ۳ ، ح ۱ . ذخائر العقبى ، ص ۱۶۳ ؛ الفوائد المنتخبة ، ج ۳ ، ص ۲۶ ، ح ۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۰ ، ص ۴۱۵ .

9.. الزخرف ۴۳ : ۱۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2023
صفحه از 503
پرینت  ارسال به