الجزع و ما لا طاقة له به.
و روى أنس بن مالك۱ قال: مرّ النبيّ صلىاللهعليهوآله بامرأة تبكي عند قبر، فقال لها: اتّقي اللّه و اصبري. قالت: إليك عنّي ؛ فإنّك لم تُصِبْ بمصيبتي و لم تعرفه! فقيل لها: إنّه النبيّ صلىاللهعليهوآله ! فأتت باب النبيّ صلىاللهعليهوآله فلم تجد عنده بوّابين، فقالت: لم أعرفك. فقال صلىاللهعليهوآله: إنّما الصبر عند الصدمة الاُولى.۲
و قال عليهالسلام: لو كان الصبر رَجُلاً لكان۳ كريما.۴
و يمكن أن يكون المعنى أنّ الصبر ما كان عند الشدّة و وقوعها ؛ فأمّا ما يكون عند مضيّ الزمان و تقادم الأمر فلا يُحكم عليه بالصبر، بل هو ما يتأدّى۵ الجزع إليه من السُّلُوِّ و النسيان، و اللّهُ ـ عزّ و علا ـ أعلمُ و رسوله صلىاللهعليهوآله.۶
و فائدة الحديث: /۱۲۹/ الحثّ على التصبّر۷ و الاستسلام للأمر إذا وقع، و التهوين لمصائب الدنيا.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۱۸۰.قوله صلىاللهعليهوآله: دَفنُ البَناتِ مِنَ المَكرُماتِ.۸
«الدَّفن»: إخفاء الشيء في التراب و ما يجري مجراه. و «المكرُمة»: الفعل الحسن الجميل.
فيقول صلىاللهعليهوآله: إنّ البناتِ عورات، و ربّما تُخاف من جهتهنّ البوائق، و لذلك قال تعالى: «وَ إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَانِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا وَ هُوَ كَظِيمٌ»۹، و قال تعالى: «وَ إِذَا بُشِّرَ
1.. «ب» : ـ بن مالك .
2.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۴۳ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۷۳ ؛ و ج ۸ ، ص ۱۰۸ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۴۰ ؛ سنن أبيداود ، ج ۲ ، ص ۶۴ ، ح ۳۱۲۴ .
3.. «ب» : كان .
4.. تنبيه الخواطر ، ج ۱ ، ص ۴۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۳۴ ، ح ۷۴۶۱ ؛ مسكّن الفؤاد ، ص ۴۸ .
5.. «ألف» : يتأذّى .
6.. «ب» : رسول اللّه صلىاللهعليهوآله .
7.. «ب» : الصبر .
8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۳ ، ح ۲۵۰ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۲ ، ص ۳۷۲ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۰ ؛ مسندالشاميّين ، ج ۳ ، ص ۳۲۵ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۸ ، ص ۳ ، ح ۱ . ذخائر العقبى ، ص ۱۶۳ ؛ الفوائد المنتخبة ، ج ۳ ، ص ۲۶ ، ح ۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۳۰ ، ص ۴۱۵ .
9.. الزخرف ۴۳ : ۱۷ .