381
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

مماليكه. و «النَّماء»: الزيادة، تقول۱: نَمى يَنمى نَمْيا و نَماءً، و ينمو نموّا، و الأوّل هو الفصيح. و «الشؤم»: نقيض اليُمن، يقال: شامَ فلان قومَه أي جَرَّ عليهم الشؤم، و شيم عليهم فهو مشؤوم.

فيقول عليه‏السلام: حُسن الملكة ـ أي الإحسان إلى الخَوَل۲ و الخدم و مَن تحت اليد ـ مَثراة للمال، مَنماة للحال، و مَجلَبَة للغنى، و مَجدَرَة بالعنى۳، و يَدخل في حسن الملكة التوسعةُ عليهم في المأكل و المشرب و الملبس، و تليين القول لهم، و أن يعلّمهم ما لا بدّ لهم منه من الفرائض، و يكفّهم عن المعاصي، و أن لا يعنّف بهم، و لا يَحمل عليهم ما لا طاقة لهم به، و لا يُسمعهم المكاره، و لا يمنعهم من طاعة اللّه‏ تعالى الّذي هو و هُم عبيده.

ثمّ قال: «و سوء الملكة شؤم»، و سوء الملكة عكس ما ذكر في حسنها، و الشؤم: قلّة الخير و البركة ؛ أي يؤدّي إلى النقصان في المال و النفس و الحال.

و روي: أنّ آخر كلمة سُمعت من النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۱۲۱/ الصلاة و ما ملكت أيمانكم.۴

و روي أنّه: ما من نبيّ خرج من الدنيا إلاّ وَصّى بمِثِل /۱۲۷/ ذلك.۵

و قال عليه‏السلام: لا يَدخُلُ الجَنَّةَ سَيِّئُ المَلَكَة.۶

و عن الحسن البصري: أشَدُّ الناس صراخا يوم القيامة: رجل سنّ ضلالةً فاتُّبع۷ عليها،

1.. «ألف» : يقال .

2.. خَوَلُ الرجُل : حَشَمُه ، الواحد خائل ، و قد يكون الخَوَل واحدا و هو اسم يقع على العبد و الأمة . اُنظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۴ خول .

3.. «ألف» : بالغنى .

4.. سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۱۹ ؛ الطبقات لابن سعد ، ج ۲ ، ص ۲۵۳ .

5.. اُنظر : شرح الاخبار ، ج ۲ ، ص ۲۸۳ .

6.. مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۲۱۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۸۱ ، ح ۲۵۰۶۶ .

7.. «ألف» : و اتُّبع .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
380

مناكب البلدان، و طورا يغوص في مفاوز الغِيطان۱، و تارةً۲ يلجِّج۳ في البحور المصطفقة أمواجها، و اُخرى في الجبال المختلفة فِجاجها، فيَشغلُ الرَّوحاتِ۴ و الدَّلَجَ۵ بالطلب، و الصباحَ و المساء۶ بالمكتسب، لبالحريّ أن يَستجمع له المال، و يَترقّح۷ له الحال.

و معنى الحديث: أنّ التجارة تحتاج إلى سير و إمعان، و حَلٍّ و تَرحال، و ركوب مخاوف و أهوال، و قلّة اكتراث ممّا سيحدث حتّى يَجتمع له المال، و إذا لم تكن التجارة بهذه الصفة فما أقلّ ما تُجدي من الربح.

و فائدة الحديث: تعريف أحوال التجارة، و أنّ الّذي يَتخوّف العواقبَ لا يُحظى۸ منها بِطائل، و بالعكس.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۷۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: حُسنُ المَلَكَةِ نَماءٌ، وَ سُوءُ المَلَكَةِ شُؤمٌ.۹

«المَلَكَة» مخصوصة بملك العبيد۱۰، يقال: فلان حَسَنُ الملَكة أي۱۱ حَسَنُ الصنيع۱۲ إلى

1.. الغَوط و الغائط : المتّسع من الأرض مع طمأنينة ، و جمعه أغواط و غُوط و غياط و غيطان، صار الواو ياءً لانكسار ما قبلها . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۵ غوط .

2.«ألف» : طورا .

3.. «ألف» : يلحِّح و هو تصحيف ظاهر .

4.. «ألف» : الدوحات .
الرَّوحة من الرَّواح نقيض الصباح . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۵۹ روح .

5.. الدَّلَج : الليل كلّه من أوّله إلى آخره ، و أيّ ساعة سرت من أوّل الليل إلى آخره فقد أدلجت . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۷۲ دلج .

6.«ب» : المساء و الصباح .

7.. الترقّح و الترقيح : إصلاح المعيشة . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ رقح .

8.. «ب» : لا يحلى .
أحظَيتُ فلانا على فلان ـ من الحُظوة و التفضيل ـ أي فَضَّلتُه عليه . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۸۵ حظو .

9.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۷۰ ، ح ۲۴۴ و ۲۴۵ ؛ مسند أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۱۱ ، ح ۵۱۶۳ ؛ مسند أبي يعلى ، ج۳ ،ص ۱۱۴ ، ح ۱۵۴۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۵ ، ص ۱۷ ، ح۴۲۲ . عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۷۲ ، ح ۸۸ ؛ مجموعة ورّام ، ج ۲ ، ص ۳۳ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۴ ، ص ۲۶۲ ، ح ۱۶۶۵۶ مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة .

10.. «ألف» : العبد .

11.. «ألف» : ـ أي .

12.. «ألف» : الصنع .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1983
صفحه از 503
پرینت  ارسال به