377
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

بأجله من غير شكّ، فكأنّما يطلبانه و ينساقان إليه.

و قوله عليه‏السلام: «أشَدُّ طلبا» معناه أنّه لا بدّ له من أن يدركه ؛ لمكان وعد اللّه‏ تعالى /۱۲۵/ حيث يقول: «وَ مَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّه‏ِ رِزْقُهَا»۱، و هذا حكم أكثريّ، فإنّا۲ نرى من يمتنع عليه رزقه و لا يصل إليه ؛ إمّا لظلم ظالم، أو عجزٍ مِن تَناوله، أو لقحطٍ من قبل اللّه‏ تعالى.

و في ضمن۳ هذا الحديث: النهي عن طلب الدنيا، و الركون إليها، و الاعتماد عليها ؛ و الأمر بإجمال الطلب، و الترفيه في المكتسب۴، و التورّع من المحارم، و تجنّب المآثم.

و فائدة الحديث: بيان أنّ الرزق يصل لا محالة، و فيه تسلية للإنسان و تقوية لقلبه ليَعتمد على اللّه‏ تعالى و لا ينتحر۵ في طلب الدنيا ؛ فإنّ ما هو مقدَّر له يصل إليه و لا يتأخّر عنه.

و راوي الحديث: أبو الدرداء.

۱۷۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الرِّفقُ في المَعيشَةِ خَيرٌ مِن بَعضِ التِّجارَةِ.۶

1.. هود ۱۱ : ۶ .

2.«ألف» : و إنّا .

3.. هذا هو الصحيح الفصيح من تقديم كلمة «في» أو «مِن» على «ضمن» ، و العصريّون من المحقّقين و غيرهم يتسامحون في ذلك فيحذفون «من« أو «في» قبلها مع أنّه لابُدَّ من إدخال أحدهما عليها ، و إنّما نبّهت على ذلك لشيوع استعمالها على الوجه المعدول عنه. عبد الستّار .

4.«ب» : المكسب .

5.. «ألف» : يتحرّ .
انتحر الرجُلُ : نَحَرَ و قَتل نفسَه . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۹۷ نحر .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۹ ، ح ۲۴۲ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۸ ، ص ۳۱۸ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۲ ، ص ۲۳۴ ؛ و ج ۴ ،ص ۱۴۷ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۲ ، ص ۱۸۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۵ ، ح ۴۵۳۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۵۱ ،ح ۵۴۴۵ ، و ص ۵۴ ، ح ۵۴۵۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
376

الهرب من الناس.۱

و في حديث النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: و هل يَكُبّ الناسَ على مَناخرهم في نار جهنّم إلاّ حصائد ألسنتهم؟!۲

و قال محمّد بن عليّ عليهماالسلام: إنّي لأكره للرَّجل أن يكون مقدار لسانه فاضلاً على مقدار علمه، كما أكره۳ أن يكون مقدار علمه فاضلاً على مقدار عقله.۴

و قال الشاعر:

و لَلصَّمتُ خير من كلام بمَأثم

فكن صامتا تسلم و إن شئت فاعدل۵

و قال آخر:

يموت الفتى مِن عثرةٍ بلسانه

و ليس يموت المرء من عثرة الرِّجل۶

و فائدة الحديث: الأمر بالصمت عمّا الأولى الصمت عنه، و قلّة الشروع فيما أنت عنه بمَعزِل.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۷۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الرِّزقُ أَشَدُّ۷ طَلَباً لِلعَبدِ مِن أَجَلِهِ.۸

«الرِّزق»: /۱۱۹/ ما يصحُّ۹ أن تَنتفع به، و ليس لغيرك منعك منه. و «الأجل»: المدّة، يقال: هذا أجلُ هذا الأمرِ، و يقال للمدّة المضروبة للحياة: أجل، ثمّ يقال: دنا أجلُه أي انقضاء المدّة المضروبة، و هذا أوجز۱۰ ما يمكن بيانه في هذا الموضع، و هذا الكلام مَجاز ؛ فإنّ الرزق لا يطلب أحدا و لا الأجل، و لكن لمّا كان يَصل إليه رزقُه لا محالة، و يعثُر۱۱

1.. راجع : دستور معالم الحكم ، ص ۲۴ ؛ أدب المجالسة ، ص ۸۱ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۱۷ ، ص ۴۴۶ .

2.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۴ ؛ تحف العقول ، ص ۵۶ و ۳۹۵ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۱۵۴ ، ح ۱۱۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ،ص ۲۳۶ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۴۱۳ .

3.. في المخطوطتين : «يكره» خلافا للمصدر ، و هو تصحيف ظاهرا .

4.. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۷ ، ص ۹۲ .

5.. انظر : الأمثال المولدة ، ص ۵۰۶ .

6.. انظر : التذكرة الحمدونية ، ج ۳ ، ص ۱۶۲ ؛ الظرف و الظرفاء ، ص ۴۱ .

7.. «ألف» : + الرزق .

8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ ، ۲۴۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۴ ، ح ۴۵۲۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۰۹ ؛ فيض القدير ،ج ۴ ، ص ۷۱ ، ح ۴۵۲۴ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۲۹ .

9.. «ألف» : ـ يصحّ .

10.. «ألف» : أوجر .

11.. «ألف» : يغيّر .
عَثَرَ على الأمر : اطّلع ، أو هجم على أمر لم يهجم عليه غيره ، و عَثَرَ و تَعَثَّرَ : كبا . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۳۹ و ۵۴۰ عثر .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1633
صفحه از 503
پرینت  ارسال به