الهرب من الناس.۱
و في حديث النبيّ صلىاللهعليهوآله: و هل يَكُبّ الناسَ على مَناخرهم في نار جهنّم إلاّ حصائد ألسنتهم؟!۲
و قال محمّد بن عليّ عليهماالسلام: إنّي لأكره للرَّجل أن يكون مقدار لسانه فاضلاً على مقدار علمه، كما أكره۳ أن يكون مقدار علمه فاضلاً على مقدار عقله.۴
و قال الشاعر:
و لَلصَّمتُ خير من كلام بمَأثم
فكن صامتا تسلم و إن شئت فاعدل۵
و قال آخر:
يموت الفتى مِن عثرةٍ بلسانه
و ليس يموت المرء من عثرة الرِّجل۶
و فائدة الحديث: الأمر بالصمت عمّا الأولى الصمت عنه، و قلّة الشروع فيما أنت عنه بمَعزِل.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۱۷۳.قوله صلىاللهعليهوآله: الرِّزقُ أَشَدُّ۷ طَلَباً لِلعَبدِ مِن أَجَلِهِ.۸
«الرِّزق»: /۱۱۹/ ما يصحُّ۹ أن تَنتفع به، و ليس لغيرك منعك منه. و «الأجل»: المدّة، يقال: هذا أجلُ هذا الأمرِ، و يقال للمدّة المضروبة للحياة: أجل، ثمّ يقال: دنا أجلُه أي انقضاء المدّة المضروبة، و هذا أوجز۱۰ ما يمكن بيانه في هذا الموضع، و هذا الكلام مَجاز ؛ فإنّ الرزق لا يطلب أحدا و لا الأجل، و لكن لمّا كان يَصل إليه رزقُه لا محالة، و يعثُر۱۱
1.. راجع : دستور معالم الحكم ، ص ۲۴ ؛ أدب المجالسة ، ص ۸۱ ؛ التمهيد لابن عبد البرّ ، ج ۱۷ ، ص ۴۴۶ .
2.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۴ ؛ تحف العقول ، ص ۵۶ و ۳۹۵ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۱۵۴ ، ح ۱۱۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ،ص ۲۳۶ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۴۱۳ .
3.. في المخطوطتين : «يكره» خلافا للمصدر ، و هو تصحيف ظاهرا .
4.. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۷ ، ص ۹۲ .
5.. انظر : الأمثال المولدة ، ص ۵۰۶ .
6.. انظر : التذكرة الحمدونية ، ج ۳ ، ص ۱۶۲ ؛ الظرف و الظرفاء ، ص ۴۱ .
7.. «ألف» : + الرزق .
8.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ ، ۲۴۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۴ ، ح ۴۵۲۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۰۹ ؛ فيض القدير ،ج ۴ ، ص ۷۱ ، ح ۴۵۲۴ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۲۹ .
9.. «ألف» : ـ يصحّ .
10.. «ألف» : أوجر .
11.. «ألف» : يغيّر .
عَثَرَ على الأمر : اطّلع ، أو هجم على أمر لم يهجم عليه غيره ، و عَثَرَ و تَعَثَّرَ : كبا . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۵۳۹ و ۵۴۰ عثر .