375
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

درعا، فأراد مرّاتٍ أن يسأله عليه‏السلام عمّا يعمل فقال: أنا مستغنٍ عن علم ذلك و هو ممّا لا يعنيني! فلمّا استتمّ الدرع أفاضه۱ عليه‏السلام على نفسه و قال: نعم عُدّة الحرب. فقال لقمان بِلُغته ما معناه: الصمت حكم، و قليل فاعله ! يعني: الصمت علم۲ ؛ و ذلك أنّي أردت أن أعلم علم ما تعمل، فسكتُّ ثمّ علمت ما هو من غير أن أستفهم.۳

ثمّ قال عليه‏السلام: «و قليل فاعله». في هذا الكلام إشارة إلى الإكثار من الكلام۴ و أنّ الإنسان كثيرا ما يشرع فيما الأولى به۵ الإضراب عنه و السكوت، و ما أحسَنَ ما قال:

ما إن ندمتُ على سكوتي مرّةً

و لقد ندمتُ على الكلام مرارا۶

و قال بحرٌ السَّقَّاء: الصمت زين للعالم، و ستر للجاهل.۷

و قال وُهَيب بن الورد۸: العافية عشرة أجزاء ؛ تسعة منها في الصمت، و واحدة۹ في

1.. «ألف» : أفاضاه .

2.. في المخطوطتين : «حكم» ، و الظاهر أنّه سهو .

3.. لم نعثر عليه .

4.. «ألف» : ـ من الكلام .

5.. «ألف» : ـ به .

6.. البيت لإبراهيم بن المهدي ؛ انظر : الظرف و الظرفاء ، ص ۴۴ ؛ البيان و التبيين ، ج ۱ ، ص ۲۲۴ .

7.. الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۱۷ ، ح ۵۱۵۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۵۰ ، ح ۶۸۸۲ ؛ فيض القدير ، ج ۴ ، ص ۳۱۷ ،ح ۵۱۵۹ .

8.. وُهَيب بن الورد المخزومي ، بالولاء ، من العباد الحكماء من أهل مكّة ، و كان من أقران إبراهيم بن أدهم، و توفّي سنة ۱۵۳ هـ . الأعلام للزركلي ، ج ۸ ، ص ۱۲۶ .

9.. «ألف» : واحد .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
374

إحسانه شاملان للجماعة المجتمعة على الحقّ، و قد جاء في حديث: إنّ الجماعة هو من اجتمع على الحقّ و لو كان واحدا، و الفرقة الاجتماع على الباطل و لو كانوا عالَما۱. أو ما هذا معناه.

ثمّ إنّه عليه‏السلام جعل الإجماع حجّةً۲ لمكان الاجتماع، و قال: لا تَجتمع اُمّتي على الضلال. فكأنّ المعنى أنّ الجماعة محفوظة مرعيّة مشمولة بنعم اللّه‏ تعالى و بحفظه۳ ما اجتمعوا على الحقّ و الصدق.

و فائدة الحديث: الحثّ على اجتماع كلمة الحقّ و الترافد و التناصر في دين اللّه‏ تعالى.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عبّاس.

۱۷۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الصَّمتُ حُكمٌ، وَ قَليلٌ فاعِلُهُ.۴

«الصَّمت»: السكوت، و قد صَمَتَ يصمُت صَمتا و صُموتا۵ و صُماتا و أصمت أيضا إذا سكت، و صَمَّتُّه: سَكَّتُّه. و «الحُكم»: الحِكمة من العلم، و حَكُم يحكُم: صار حكيما.

قال النابغة:

فإنّك سوف تَحكم أو تَناهى

إذا ما شِبت أو شابَ الغُرابُ۶ و ۷

و ظاهر الحديث۸ /۱۲۴/ خبر، و معناه الأمر بالصمت في موضعه، و ذُكر أنّه معنى كلام للقمان الحكيم و قد دخل على داود ـ صلّى اللّه‏ عليه ـ و هو يَمطُل۹ الحديد بيديه و يَسرُد۱۰

1.. لم نعثر عليه ، و في نهج البلاغة ، عن أمير المؤمنين عليه‏السلام أنّه قال : . . . فإنَّ جماعةً فيما تَكرهون من الحقّ خير من فُرقة فيما تحبّون من الباطل .

2.. «ألف»: الاجتماع رحمةً. ۲ . عمدة القاري، ج۲، ص۵۲؛ تفسير الرازي، ج۱۴، ص۱۹ وفيهما: على الضلالة.

3.. «ب» : حفظه .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ ، ح ۲۴۰ ؛ أدب المجالسة لابن عبد البرّ ، ص ۷۶ ، ح ۱۳۶ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ،ص ۲۰ ، ح ۴۷ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۱۶۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۵۰ ، ح ۶۸۸۰ . مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۱۰۴ و ۱۰۸ ؛ شرح مئة كلمة لابن ميثم ، ص ۱۴۸ .

5.. «ألف» : صموتا و صمتا .

6.. الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۴۱ ؛ ديوان حسّان بن ثابت ، ج ۲ ، ص ۱۰ ؛ طبقات فحول الشعراء ، ج ۱ ، ص ۱۸۵ .

7.. شابَ الغُراب من أمثلة العرب يُضرب للأمر المستحيل وقوعه ؛ لأنّ الغراب لا يشيب. (عبد الستّار) .

8.. «ألف» : ـ الحديث .

9.. مَطَلَ الحديدةَ يمطُلها مَطْلاً: ضَرَبها و مَدَّها و سبكها و أدارها ثمّ طبعها فصاغَها بيضةً. لسان العرب، ج۱۱، ص۶۳۴ مطل.

10.. سَرَدَ الدرعَ : نسجها ، و سَرَدَ الشيءَ سَرْدا و سَرَّده و أسرَده : ثَقَبه . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۱۱ ؛ المنجد في اللغة ، ص ۳۳۰ سرد .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1863
صفحه از 503
پرینت  ارسال به