إحسانه شاملان للجماعة المجتمعة على الحقّ، و قد جاء في حديث: إنّ الجماعة هو من اجتمع على الحقّ و لو كان واحدا، و الفرقة الاجتماع على الباطل و لو كانوا عالَما۱. أو ما هذا معناه.
ثمّ إنّه عليهالسلام جعل الإجماع حجّةً۲ لمكان الاجتماع، و قال: لا تَجتمع اُمّتي على الضلال. فكأنّ المعنى أنّ الجماعة محفوظة مرعيّة مشمولة بنعم اللّه تعالى و بحفظه۳ ما اجتمعوا على الحقّ و الصدق.
و فائدة الحديث: الحثّ على اجتماع كلمة الحقّ و الترافد و التناصر في دين اللّه تعالى.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن عبّاس.
۱۷۲.قوله صلىاللهعليهوآله: الصَّمتُ حُكمٌ، وَ قَليلٌ فاعِلُهُ.۴
«الصَّمت»: السكوت، و قد صَمَتَ يصمُت صَمتا و صُموتا۵ و صُماتا و أصمت أيضا إذا سكت، و صَمَّتُّه: سَكَّتُّه. و «الحُكم»: الحِكمة من العلم، و حَكُم يحكُم: صار حكيما.
قال النابغة:
فإنّك سوف تَحكم أو تَناهى
إذا ما شِبت أو شابَ الغُرابُ۶ و ۷
و ظاهر الحديث۸ /۱۲۴/ خبر، و معناه الأمر بالصمت في موضعه، و ذُكر أنّه معنى كلام للقمان الحكيم و قد دخل على داود ـ صلّى اللّه عليه ـ و هو يَمطُل۹ الحديد بيديه و يَسرُد۱۰
1.. لم نعثر عليه ، و في نهج البلاغة ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : . . . فإنَّ جماعةً فيما تَكرهون من الحقّ خير من فُرقة فيما تحبّون من الباطل .
2.. «ألف»: الاجتماع رحمةً. ۲ . عمدة القاري، ج۲، ص۵۲؛ تفسير الرازي، ج۱۴، ص۱۹ وفيهما: على الضلالة.
3.. «ب» : حفظه .
4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ ، ح ۲۴۰ ؛ أدب المجالسة لابن عبد البرّ ، ص ۷۶ ، ح ۱۳۶ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ،ص ۲۰ ، ح ۴۷ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۱۶۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۵۰ ، ح ۶۸۸۰ . مجموعة ورّام ، ج ۱ ، ص ۱۰۴ و ۱۰۸ ؛ شرح مئة كلمة لابن ميثم ، ص ۱۴۸ .
5.. «ألف» : صموتا و صمتا .
6.. الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۴۱ ؛ ديوان حسّان بن ثابت ، ج ۲ ، ص ۱۰ ؛ طبقات فحول الشعراء ، ج ۱ ، ص ۱۸۵ .
7.. شابَ الغُراب من أمثلة العرب يُضرب للأمر المستحيل وقوعه ؛ لأنّ الغراب لا يشيب. (عبد الستّار) .
8.. «ألف» : ـ الحديث .
9.. مَطَلَ الحديدةَ يمطُلها مَطْلاً: ضَرَبها و مَدَّها و سبكها و أدارها ثمّ طبعها فصاغَها بيضةً. لسان العرب، ج۱۱، ص۶۳۴ مطل.
10.. سَرَدَ الدرعَ : نسجها ، و سَرَدَ الشيءَ سَرْدا و سَرَّده و أسرَده : ثَقَبه . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۱۱ ؛ المنجد في اللغة ، ص ۳۳۰ سرد .