373
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اللّهمّ اغفر للأنصار، و لأبناء الأنصار، و لأبناء أبناء الأنصار، و لنساء الأنصار، و لنساء أبناء الأنصار.۱

و فائدة الحديث: تشريف الأنصار، و التنويه بهم۲، و شكرهم على بلائهم، و ذكرهم لإيوائهم۳.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۱۷۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يَدُ اللّه‏ِ عَلَى الجَماعَةِ.۴

أصل «اليد»: الجارحة، و تستعار لِمَعانٍ جمّة من القوّة و القدرة و النعمة، و هي في الأصل يَدْي ـ بسكون الدال ـ كقولك /۱۱۸/ في الجمع أيدٍ و يُدِيٌّ و يَدِيٌّ، و أفعُل في الأكثر جمع فَعْل ـ ساكنة العين ـ كأفلُس و أكلُب و إن كان قد جاء في فَعَل قليلاً في كلمات معدودة كأحبُل و أزمُن.

و اليد في الحديث: النعمة و الإحسان، و يجوز أن يكون المعنى۵ القوّة الحافظة.

و الكلام معناه أمر بالاجتماع على الحقّ كما قال في موضع آخر: الجماعة رحمة، و الفُرقة عذاب،۶ و اللّه‏ تعالى يأمر بذلك في مواضع من كتابه العزيز، و المعنى أنّ نعمة اللّه‏ و

1.. الإرشاد للمفيد ، ج ۱ ، ص ۱۴۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۱ ، ص ۱۵۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۳۹ و ۱۵۶ و ۲۱۷؛ و ج ۴، ص ۳۷۰ و ۳۷۴ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۳۷۴ .

2.. نَوَّهتُ به: إذا رفعت ذِكره ، و نوَّهتُ باسمه : رفعتُ ذِكرَه . العين ، ج ۴ ، ص ۹۳ ؛ لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۵۵۰ نوه .

3.. آويته إيواءً : جعلته في المأوى ، و في حديث البيعة أنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال للأنصار : اُبايعكم على أن تُؤوني و تنصروني . أيتضمّوني إليكم و تحوطوني بينكم . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۵۱ أوا .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۷ ، ح ۲۳۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۳۱۵ ، ح ۲۳۵۶ ؛ سنن النسائي ، ج ۷ ، ص ۹۲ ؛المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۱۵ . الأمالي للطوسي ، ص ۲۳۷ ، ح ۵ ؛ الفصول المختارة ، ص ۲۳۷ ؛ نهج البلاغة ، الخطبة ۱۲۷ .

5.. «ألف» : ـ المعنى .

6.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۷۸ و ۳۷۵ ؛ كتاب السنّة لابن أبي عاصم ، ص ۴۲۱ ، ح ۸۹۴ ؛ الاستذكار لابن عبد البرّ ، ج ۸ ، ص ۵۷۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
372

«الأنصار» هم الّذين نصروا رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و آووه لمّا هاجر إليهم و استعان بهم، و هم أهل مدينة الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و مَن يجري مجراهم، و هو جمع نصير كشريف و أشراف. و أمّا ناصر فجمعه نَصْر مثل صاحب و صَحْب، و النَّسَب إليهم أنصاريٌّ و هو شاذّ، و مع شذوذه فله عذر و هو أنّ هذا الاسم صار كالقبيلة فنُسب۱ إليه.

و أصل «الكَرِش»: وعاء العلف لكلّ مجترٍّ۲، و هي كالمعدة من الإنسان، و كَرِشُ الرجُل عياله من صغار ولده، يقال: هم كَرِشٌ منثورة أي صبيان صغار، و تزوّجَ فلانةَ فنثرت له كَرِشَها و بطنها إذا كثر ولدها، و الكَرِش: الجماعة من الناس و هو الّذي في الحديث ؛ /۱۲۳/ أي: هم جماعتي و قومي و صحابتي الّذين أثق بهم و أعتمد عليهم في اُموري، و كذلك كانوا.

و «عيبتي» أي هم لي بمنزلة العيبة الّتي يصاب فيها حُرّ۳ المتاع، و هو مَثَل، أي: هم خاصّتي۴ و مُودَع سِرّي.

و قال ابن الأنباري: أراد أنّ بيننا موادَعَةً و مكافّةً تجريان مجرى المودّة الّتي تكون بين المتصافّين۵ الّذين يُفشي بعضُهم إلى بعضٍ أسرارهم و يَثقون بهم فيها.۶

و قال ابن دريد: الكِرش: وعاء يحفظ فيه حرّ۷ المتاع، و قيل: الكرش وعاء لطيب النساء۸.۹

1.. «ألف» : ينسب .

2.. حيوانٌ مُجْتَرٌّ : يَجترُّ طعامَه ، و الحيوانات المجترّة فِقريّة من صفّ اللبونة من ذوات المعدة المركَّبة من أربعة تجاويف هي الكرش و القلنسوةَ و اُمّ التلافيف و الإنفحة ، و أشهر الحيوانات المجترّة البقرة و الجمل . المنجد في اللغة ، ص ۸۴ جرر .

3.. «ألف» : جرّ .
الحُرّ : كلّ شيء فاخر من شِعر أو غيره ، و الحُرّ من الناس أخيارهم و أفاضلهم ، و من كلّ شيء أعتَقُه . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۸۲ حرر .

4.. «ألف» : خاصّيتي .

5.. «ألف» : المتضافيين . «ب» : المصافّين . و ما أثبتناه من المصادر .

6.. راجع : بحار الأنوار ، ج ۲۰ ، ص ۳۴۳ عن ضوء الشهاب ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۳۲۷ ؛ لسان العرب ، ج ۱ ،ص ۶۳۴ عيب .

7.. «ب» : نفيس .

8.. «ب» : وعاء الطيب .

9.. اُنظر في الأقوال : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۱۰۱۷ ؛ لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۴۰ كرش .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1593
صفحه از 503
پرینت  ارسال به