367
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل

«الإمام»: من يؤتمُّ به، و لذلك يسمّى خَيط البَنّاء إماما ؛ لأنّه يَأتمّ به و يبنى على أثره، و يُجمع أئمّةً، و قوله تعالى: «وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما»۱، قيل: هو جمع اُمٍّ، و ۲قيل: هو مثل قولهم: دِرعٌ دِلاص۳ و دُروع دِلاص. و قيل: هو مصدر أَمَّ يَؤُمُّ أمّا و إماما، ككَتَبَ يكتُب كَتبا و كتابا۴، و كلّ ما يقتدى به من كتاب أو رسالة أو غير ذلك فهو إمام۵.۶ و «الضمان» هاهنا الحفظ و الرعاية.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ينبغي أن يكون الإمام حافظا لصلاته، مراعيا لوقتها، عارفا بواجباتها و سننها، محيطا بها، و كيف لا يكون كذلك و قد قلّده القوم صلواتهم ؛ فإنّهم ربّما لا يقرؤون اتّكالاً على قراءته، فلو لا ضمانه لما صحّت صلاتهم من دون قراءة.

ثمّ قال عليه‏السلام: و المؤذّن مؤتمَن ؛ أي ينبغي أن يكون مؤتمنا عارفا بأوقات الصلوات۷، محافظا لها، محتسبا في ذلك، غير مطالب عليه۸ أجرا، و لا مدّخر منه۹ ذخرا.

و لفظ الحديث و إن كان بلفظ الخبر، فالمعنى الأمر، يأمرهما بأن يكونا كذلك.

و فائدة الحديث: تحذير الإمام و المؤذّن من الإغفال و الإهمال لما۱۰ يجب عليهما فيما هما بصدده.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۱۶۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: المُؤَذِّنونَ أَطوَلُ النَّاسِ أعناقاً يَومَ القيامَةِ.۱۱

«التأذين» و الإيذان /۱۲۱/ بمعنى، و التأذين: كلّ إعلامٍ بِنداءٍ، قال تعالى: «فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ

1.. الفرقان ۲۵ : ۷۴ .

2.«ألف» : ـ و .

3.. درعٌ دِلاص : برّاقة مَلساء ليّنة بيّنة الدَّلَص ، و الدِّلاص من الدروع : الليّنة ، و الجمع دُلُص . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۷ دلص .

4.. «ألف» : كتابا و كتبا .

5.. «ألف» : ـ فهو إمام .

6.. راجع : مجمع البحرين ، ج ۱ ، ص ۱۰۸ أمم .

7.. «ب» : الصلاة .

8.. «ألف» : ـ عليه .

9.. «ألف» : ـ منه .

10.. «ألف» : فيما .

11.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۶ ، ح ۲۳۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۶۹ مع اختلاف يسير فيه ؛ و ج ۴ ، ص ۹۵ و ۹۸ ؛صحيح مسلم ، ج ۲ ، ص ۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۲۴۰ ، ح ۷۲۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱ ، ص ۴۳۲ . ثواب الأعمال ، ص ۳۱ (فيه مع اختلاف يسير عن الإمام الصادق عليه‏السلام) ؛ عيون الأخبار ، ج ۲ ، ص ۶۱ ، ح ۲۴۹ ؛ المجازات النبويّة ، ص ۸۴ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۲۸ ، ح ۷۵ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
366

«الجمال»: الحُسن‏الكثير، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ليس جمال الرجل بخدٍّ مورَّد۱، و لا ثَغْرٍ۲ منضَّد۳؛ فإنّ ذلك إنّما يُستحسن من غير الرجال، بل جماله فصاحة لسانه و حسن بيانه، و ليست الفصاحة لعمري بالتشادق۴ و التحاذق۵، بل الفصاحة وجازة۶ اللفظ مع أداء المعنى، و إلاّ فالتشادق۷ و الإكثار ليسا من الفصاحة في شيء، و لذلك قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيقهون ؛۸ يعني المُكثِرين المتوسّعين في الكلام المتفاصحين۹، فعلمت بذلك أنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يعني بالفصاحة إيراد الكلام الوجيز ؛ المنبئ عن الغرض، الدالّ على المقصود، الحلو المقبول، الناشر للقلوب.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الجمال ليس بحسن الوجه و الصباحة و الملاحة ؛ إنّما هو في البيان و إيراد الكلام على الوجه المقبول. و فيه الحثّ على اكتساب ذلك.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏.

۱۶۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الإمامُ ضامِنٌ، وَ المؤذِّنُ مُؤتَمَنٌ.۱۰

1.. وَرَّدَت المرأةُ خدَّها: إذا عالَجَته بصبغ القطنة المصبوغة . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۵۶ ورد .

2.. الثَّغر : الفم ، و الأسنان ، و مقدَّم الأسنان . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۰۳ ثغر .

3.. نَضَدْتُ المتاعَ و نَضَّدْته : جعلتُ بعضه على بعض، أو ضممت بعضه إلى بعض . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۲۳ نضد .

4.. رجُل أشدَق: إذا كان متفوِّهاً ذا بيان . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۱۷۳ شدق .

5.. «ألف» : التجاذق .

6.«ألف» : وجادة .

7.. «ألف» : التصادق .

8.. عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۷۲ ، ح ۱۳۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۱۲۷ ؛ عمدة القاري ، ج ۲۱ ، ص ۲۸۶ ؛ تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ، ص ۲۷۸ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۲۳۲ .

9.. «ألف» : المتفاضحين .

10.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۶۵ ، ح ۲۳۴ ؛ كتاب المسند للإمام الشافعي ، ص ۵۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۸۲ و ۴۱۹ و۴۲۴ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۶۰ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۱۲۷ ، ح ۵۱۷ ؛ سنن الترمذي ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ، ح ۲۰۷ . و راجع : الفقيه ، ج ۱ ، ص ۳۷۸ ، ح ۱۱۰۳ ؛ التهذيب ، ج ۲ ، ص ۳۸۲ ، ح ۳ ؛ الاستبصار ، ج ۱ ، ص ۴۴۰ ، ح ۱۶۹۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1658
صفحه از 503
پرینت  ارسال به